بورصة ثغرات فكرية
عندما يتنكّر الملح بالبياض يخدعنا بطعمه..
هكذا جاء اليوم الأخير من شهر كانون الثاني هذا العام… ولكن بطريقة كان يبدو فيها أن الربيع بعيد أكثر مما كان عليه عندما بدأ الشهر..
كل العيون كانت متّجهة إلى جرذ الأرض.. الفيسبوك!!..
صحيح لم تكن كافية هي الأموال التي يشتري الكثيرون بها سعادتهم بالدفء.. إلا أن محبتهم للحياة استطاعت أن تسحب الصوف إلى عيون العاصمة.. هكذا كان الجميع يبحث عن الفكر.. الفكر الذي يُعتبر وقود الوجود..
من هنا بدأت حكاية جدتي عندما كنت طفلة تعلمها البحث وبكل طاقة عن أسلوب وليس ذكاء بطاقة لشحن الفكر قلباً وقالباً مبنىً ومعنى..
أخبرتني أن لبورصة الفكر ثغرات.. أسواقها كبيرة وأرباحها قاتلة وأما تحويلاتها للمسؤولية فقد تدفع المؤشرات لما يفوق البرد القياسي والطقس الوحشي وتوازن الفكر البشري فيُخشى عليها من الانزلاق بسهولة إلى القلق والاجترار !
فماذا لو قيل عنك في زمن هذا الاجترار الفكري شخص يفكر كثيرًا؟؟.. ما هو شعورك؟ هل ستعتبر تعليقاً كهذا مجاملة؟ أم إهانة؟ أم لربما مفخرة؟
لماذا يرى البعض بأن التفكير المتكرّر لا يؤدي لشيء مثمر بل إنه يعيق اتخاذ الإجراءات والتحرك؟؟ ولماذا على الكفّة الثانية يجد البعض في التفكير الكثير من البهجة؟؟ لماذا نفكر بكيف تعمل المعرفة؟؟ هل نحن حقاً بارعون بإعادة صياغة الموت أم الحياة مرة أخرى؟؟
لحسن الحظ في الطريق دوامة فكر قطبية !!…
ريم شيخ حمدان