ماذا لو خرجت إيران من التفاهم النووي؟
ـ يتصرف العالم والمقصود هنا هم المعنيون بالملف النووي الإيراني وفي مقدّمتهم أوروبا وبدرجة مختلفة ولأسباب مختلفة روسيا والصين وكأنهم يريدون من إيران الانسحاب من التفاهم النووي والعودة إلى تخصيب اليورانيوم المرتفع وتخزينه، وربما إغلاق مضيق هرمز، لأنهم يعتقدون بأنّ الحشود والضعوط الأميركية تريد ابتزازهم لتوظيفهم في الضغط على إيران لقبول الشروط الأميركية التي تأتي من خارج اتفاق وقعوا عليه كما وقعت عليه واشنطن وإيران ورفضوا الخروج منه عندما خرجت واشنطن كما رفضت إيران الخروج.
ـ عملياً لا أحد يستطيع لوم إيران إنْ خرجت من التفاهم، فالأميركي هو من خرج أولاً وهي بقيت ملتزمة لسنة وشهور، وعملياً الذين بقوا في إطار التفاهم لا يستيطعون فعل شيء كما يقولون سوى التأكيد على التزامهم بالتفاهم دون تحقيق الموجبات التي نص التفاهم على كونها حقوقاً إيرانية وفي مقدّمتها حق بيعها لنفطها والمتاجرة والتعامل المصرفي دون قيود.
ـ خروج إيران من التفاهم لا يمنح الأميركيين فرصة اتهام إيران بالتصعيد، فالذي أسقط التفاهم هم الأميركيون لكن واشنطن ستجد نفسها مجبرة مع خطوات الخروج الإيراني للذهاب خطوة إضافية نحو التصعيد الذي لم يتبقّ منه إلا الجانب العسكري.
ـ يعلم الجميع أنّ ما حشدته واشنطن لا يكفي للتفكير بشنّ حرب على إيران ولا لمنازلة تكتيكية يضمن الإيرانيون الفوز بها ما لم تكن الحشود الأميركية بمئات آلاف الجنود وآلاف الطائرات وما لم تكن الحدود الإيرانية مع تركيا وباكستان والعراق قد صارت جبهات حرب وبينما يملك حلفاء إيران قدرة الصمود في المنازلات التكتيكية كما في الحرب لا يملك حلفاء أميركا ذلك خصوصاً السعودية والإمارات و إسرائيل .
ـ جولة أميركية فاشلة ستعني تصدّع الزعامة الأميركية في العالم فكيف ستتفادى واشنطن حصولها؟
التعليق السياسي