دمشق ترفض «اتفاق الاحتلالين الأميركي والتركي» بخصوص المنطقة الآمنة
عبرت الخارجية السورية عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق الذي أعلن عنه الجانبان الأميركي والتركي حول ما يسمّى المنطقة الآمنة شمالي سورية.
وقال مصدر في الخارجية أمس، «الاتفاق يشكل اعتداء فاضحاً على سيادة ووحدة الأراضي السورية وانتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف المصدر، «هذا الاتفاق عرّى بشكل ولا أوضح الشراكة الأميركية التركية في العدوان على سورية والتي تصب في مصلحة كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب والأطماع التوسعية التركية وكشف بشكل لا لبس فيه التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات النظام التركي».
وناشد المصدر المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة «العدوان الأميركي التركي السافر الذي يشكل تصعيداً خطيراً وتهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم ويطيح بكل الجهود لإيجاد مخرج للأزمة في سورية».
ولفت إلى أن بعض الأطراف السورية من المواطنين الأكراد «التي ارتضت لنفسها أن تكون أداة في هذا المشروع العدواني الأميركي التركي تتحمّل مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ وحان وقت مراجعة حساباتها والعودة إلى الحاضنة الوطنية».
إلى ذلك، قال الموفد الأممي إلى سورية، غير بيدرسن، إن انهيار وقف إطلاق النار في إدلب وتجدد أعمال العنف يهدد حياة ملايين الأشخاص.
وأشار بيدرسن في بيان، أمس، إلى الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا الذي تم الإعلان عنه، الأربعاء، لإقامة «منطقة آمنة» في شمال شرق سورية، وقال إن الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني تشعر بقلق متزايد بشأن التصريحات حول تدخل عسكري محتمل، الأمر الذي ستكون له عواقب إنسانية وخيمة في المنطقة التي شهدت سنوات طويلة من العمليات العسكرية والنزوح.
وكانت أنقرة وواشنطن توصلتا إلى اتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشترك داخل تركيا، في أقرب موعد، لتنسيق وإدارة خطوات إعلان «المنطقة الآمنة» شرق الفرات في سورية.
وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإنه بموجب الاتفاق مع الجانب الأميركي، سيتم «جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم».
ميدانياً، يواصل الجيش السوري تقدّمه بريف حماة الشمالي مقتحماً الحدود الإدارية الجنوبية لريف إدلب الجنوبي، وذلك وبعد ساعات على تحرير بلدة تل الصخر.
وأفاد مصدر مطلع بأن وحدات الاقتحام في الجيش السوري بسطت سيطرتها على بلدة الجيسات الواقعة جنوب بلدة الهبيط ، المعقل الأبرز لتنظيم هيئة تحرير الشام الذي تقوده جبهة النصرة، بريف إدلب الجنوبي.
ومع سيطرته على الجيسات التابعة بريف إدلب الجنوبي، يكون الجيش السوري قد اخترق الحدود الإدارية للمحافظة، مشدداً في الوقت نفسه الطوق على مسلحي النصرة من الجهة الجنوبية لبلدة الهبيط ، وذلك بعد ساعات من سيطرته على الحدود الغربية للبلدة، إثر سيطرته على بلدة الصخر صباح أمس.
وتُعدّ الهبيط أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم جبهة النصرة بريف إدلب الجنوبي، نظراً لكونها همزة الوصل بين الريفين الشرقي والشمالي والشمالي الغربي لحماة، كما أنها بوابة إمداد التنظيمات الإرهابية المسلحة في مدينة خان شيخون، وهو لذلك قام على مدى السنوات الأخيرة بإنشاء بشبكة معقدة من الأنفاق المحصنة أسفل البلدة ومزارعها وصولاً إلى مدينة خان شيخون.
وصباح أمس، باغت الجيش السوري تنظيم جبهة النصرة وحلفاءه بعد نقل مركز ثقل عملياته العسكرية من محور اللطامنة/ كفرزيتا إلى محور كفرنبودة بريف حماة الشمالي.
وقال مصدر في حماة بأن وحدات الجيش السوري تمكّنت، من تحرير بلدة تل الصخر الاستراتيجية التي تتوسّط الطريق بين بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، وكفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي.
ونقل عن مصدر ميداني سوري قوله: «إن وحدات الجيش السوري تمكّنت صباح الخميس من اقتحام بلدة تل الصخر بريف حماه الشمالي وانتزاع السيطرة عليها بعد اشتباكات عنيفة خاضتها مع الجماعات الإرهابية المسلحة، لافتاً إلى أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك استبق عملية اقتحام البلدة بشن غارات جوية عدّة دمّر من خلالها مواقع عدة للمسلحين وقطع خطوط الإمداد الواصلة الى البلدة».
وأضاف المصدر: «إن أهمية السيطرة على بلدة تل الصخر الاستراتيجية تكمن بوقوعها على طرق الإمداد بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وبتمكّن الوحدات المقاتلة من تحريرها تكون قد عزلت بلدة الهبيط وقطعت خطوط إمداد المسلحين فيها، وسيطرت عليها نارياً بشكل كامل».
وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه تقدّم الجيش السوري على محور اللطامنة/ كفر زيتا ، قامت وحداته بمباغته مسلحي فصائل القاعدة على محور كفر نبودة الذي يقع إلى الشمال الشرقي بنحو 20 كيلومتراً.
وفي السياق، أعلن مصدر عسكري سوري عن استعادة السيطرة «على كل من بلدة الصخر ـ تل الصخر، الصوامع بعد معارك ضارية خاضتها قوات الجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي ضد جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة المتمركزة في تلك المنطقة».
وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش السوري: «ما تزال تتابع فلول المسلحين الفارين موقعة في صفوفهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات».