مواجهة «الجو المفتوح»… معادلات جديدة تدخل الميدان!

فاديا مطر

بينما لم يزل العدو الصهيوني أمام صدمة فشل مسيّرتيه التجسّسيتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، يستيقظ صبيحة التاسع من أيلول الحالي على جديد إسقاط مسيّرة له في مسافة وتوقيت متناهي الصغر على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة…

هي معادلة جديدة بدأت مفاعليها بالتعاظم بعد إعلان سيّد المقاومة في 31 آب المنصرم عن نية إسقاط المسيّرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية إذا ما دخلت الأجواء، وبخيار الزمان والمكان المناسبين لذلك، فالعملية الجديدة تعطي أبعاداً جديدة لنوع المعركة الدائرة على الحدود اللبنانية ولو بشكلها الغير مباشر، لجهة عدة مناح تتخذ شكل الوضع القائم هناك ومعطيات التبدّل فيه، فالتوتر والاستنفار سيدا الموقف على طرفي الحدود، ومعادلة الردّ في «أفيفيم» ما زالت تداعياتها تؤلم العدو الصهيوني بكلّ أركانه السياسية والعسكرية، وهي تأتي بوقت هامّ ومسافة لم تقطع فيها المسيّرة سوى أقلّ من كلم واحد داخل الأراضي اللبنانية، وهي مفاجأة لم يعهدها كيان الإحتلال بعد في منظومته التجسّسية التي حوّلها من طائرات مسيّرة بهدف الإستطلاع والرصد الاستخباراتي والتجسّسي اللاسلكي، الى منظومة إستهداف مباشر لأهداف مختلفة النوع، كما في العراق وسورية والضاحية الجنوبية، وهو تغيّر أفقد المنظومة التجسّسية مهام كثيرة بعد شهر آب المنصرم، فالعدو الإسرائيلي الذي قلّل من أهمية إسقاط الطائرة المسيّرة بعد الإعتراف بها، ادّعى أنها لا تحمل معلومات تستحق القلق، يعرف في قرارة نفسه أنها عملية دقيقة جعلت حزب الله يحصل على الطائرة بدون تدمير يُذكر لبنيتها الجسمية والإلكترونية، وهو سبب مضاف للقلق الإسرائيلي من جهة التطوّر النوعي في إسقاط المسيّرات التجسّسية…

العملية النوعية للمقاومة ستغيّر الكثير من المجريات العسكرية لمنظومات التجسّس الإسرائيلي، وستعمّق خطوط ردع تتموضع ما بين تدمير البارجة «ساعر 4» في 2006، وعملية تدمير الميركافا المتطوّرة وتدمير المركبة العسكرية في «أفيفيم» في النقاط الميتة للطرق الأمنة من داخل الحدود الفلسطينية، ولتكون خط جديد لمنظومات التجسّس السلكي واللاسكلي التي يتعامل بها العدو الإسرائيلي، فمعادلة «الجو المفتوح» بدأت بالإنحسار تجاه ما كانت العقيدة العسكرية الصهيونية تعتمد عليه في استطلاعاتها وتحديد أهدافها واستهدافها، وهي تشبه ما كسرته سورية في حرب تشرين التحريرية عام 1973 بعد إسقاط عدد كبير من الطائرات الصهيونية بمنظومة «سام 5» الروسية، وتلتها في العام 2019 إسقاط طائرة التجسّس الأميركية في حزيران المنصرم والتي غيّرت وجه الإطلاع العسكري الأميركي على خفايا ميزات محور المقاومة، فالمتغيّر العسكري لحزب الله يستعدّ ليكون تغيّراً في معادلات الإشتباك مع العدو الصهيوني، وهو ربما يتطوّر ليطال ما لم يعتقد الكيان الصهيوني أنه في المتناول لدى حزب الله، خصوصاً ما أثارته واشنطن وتل أبيب من قضية معامل الصواريخ الدقيقة وامتلاك حزب الله لمنظومات دفاع جوي متطوّرة ومعدّلة والتي تخشى القوى الإقليمية والدولية المعادية صدق النبوءة بها، فهل القادم من مفاجآت حزب الله المقاوم سيطاول ما هو أبعد من المسيّرات الصهيونية؟ أم أنّ دروس حرب تشرين سيكون في البال الإسرائيلي؟ هي ما تخفيه الأيام الآتية إذا ما حملت أيّ تطوّر دراماتيكي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة…!؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى