«Mayyas»… لماذا الماسونية ؟
رنا محمد صادق
قدّمت الفرقة اللبنانية «مياس» التي فازت بلقب «Arabs Got Talent» للعام 2019 عرضاً مبهراً خلال مشاركتها في برنامج Britain s Got Talent 2019 The» Champions» في بريطانيا، هلّل لأجلها اللبنانيون والبريطانيون على مدى يومين.
تمايلت الراقصات الحادية والثلاثون على أنغام أغنية أم كلثوم «رجعوني عينيك» ما «قشعر» أبدان اللبنانيين لرفع علم لبنان عالمياً، وما شجّع رئيس حكومتنا العتيد سعد الحريري بنشر تغريدة للفرقة قائلاً: «عندما يرفرف علم لبنان…»
خلال العرض، وفي الدقيقة الأخيرة أدّت الفرقة رسالتها المطلوبة باحترافيّة مبهرة التي وجّهتها إلى الجمهور، فصوّرت الراقصات علامة عين العناية الإلهية أو العين التي ترى كلّ شيء المعروفة في الشعار «الماسونيّ»، وشاء أن يكون المثلث المشهور في الشعارات الماسونية – الصهيونية خلفيّةً للعرض بالإضافة إلى الأضواء التي زادت من اللوحة حضوراً ماسونياً بامتياز، وكي لا أنسى وجود العيون الزرقاء على كفوف الراقصات، وهي طريقة أو خدعة لإبعاد الشكوك، أو الإشاعات في ظلّ أنغام عربية.
تلقائياً، حين تشاهد عرضاً في بلدٍ أجنبي خصيصاً لفرقة لبنانية، يسودك الشعور بالفخر بالوصول إلى العالمية رغم التغافل عن الرسائل المبطنة وراء العرض، فشتّتوا الانتباه بأغنية أم كلثوم بعناية، وأضاعوا الضوابط بالأداء المتميّز داعسين على ما بقي منهم من وطنية وأزالوا حواجز كرامتهم، من أجل العالميّة.
أن لا يعي بعض اللبنانيين هذه الإشارات ليس بغريب، لكن يدهشك تباهي الحريري برفرفة علم لبنان في بريطانيا في حين كان لبنان في مهبّ الريح على عودة العميل عامر الياس الفاخوري، واعتصام أمام معتقل الخيام رفضاً لعودته.. أهكذا، تحفظ أمن البلاد وتصون كرامته أيها الرئيس.. يا ليتك لم تغرّد…!
أكتب، ليس احتجاجاً على الفنّ بل أحترم الفنون وأصونها، لكن رفقاً بعقولنا وكفى خدعاً، فلا عين ترى ولا قلوب جفّت من الكرامة، وكلّ أداء يتمثّل فيه الوجود الصهيوني نحن منه براء، ولا نعترف به، ومَن منكم تغريه الشهرة والعالمية عبر لحس الأقدام وترخيص النفس عبر خدمة الرسائل الماسونية فليتوجّه إلى أقرب سفارة هنا، ويتوسّل منها الرحيل… بلاه فنّ وبلاها عالمية، تأكيداً بقول الزعيم أنطون سعاده «إنّ العبد الذليل لا يمكنه أن يمثل أمة حرة لأنه يُذلّها».
لأنّ من منّا باقون، هم الأوفياء الأشراف، الذين تربّوا على معتقد أنطون سعاده ومنّا من تشرّب عتق المقاومة، ومنّا من خدم الوطن وصان أهله وبيته، وإن متنا متنا شامخين وإن حيينا بحياة العزّة فينا.
ولأنني أرفض أن أنشر صورة الإيحاءات الماسونية في جريدتي «البناء»، جريدة الحقّ وشهداء الكرامة والقومية الاجتماعية أكتفي بأن أؤكد لكم إعادة مشاهدة عرض فرقة «ميّاس».
أردت من مقالي أن أصوّب اتجاه البعض في السير وراء التيار، التيّار الذي سيجرفهم ويعرّي تاريخهم ويزيل وجودهم، كأنهم ما وجدوا في هذا الشرق ما لم يتداركوا الترتيب الذي وضع لتقسيم ومحو هويتنا ووجودنا وأصولنا ومعتقداتنا!