مدير الآثار السورية: تخريب مواقعنا الأثرية كارثة قوميّة وإنسانيّة

قدّم مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود عرضاً بانورامياً عن واقع الآثار السورية في مختلف المحافظات والحالة التي وصلت إليها نتيجة الحرب العدوانية التي تم شنها على سورية وحالة هذه المواقع من أبنية تاريخية وتلال أثرية وما طالها من تخريب ونهب وسرقة.

وأكد حمود خلال محاضرة حملت عنوان «الآثار السورية زمن الحرب» أقيمت ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ 31 في مكتبة الأسد الوطنية أن ما حل بآثارنا خسارة كبيرة وكارثة على مستوى التراث السوري العالمي مستعرضاً واقع المتاحف الموجودة بأغلب المحافظات التي تعرّضت للنهب والسرقة والتخريب وأهمها متحف تدمر الذي دمّر بشكل كبير على يد إرهابيي «داعش» وفقد نحو 3450 من لقاه الأثرية في حين استطاع العاملون في المديرية إنقاذ نحو 400 منحوتة، إضافة إلى تعرّض المنطقة الأثرية بتدمر وتبلغ مساحتها نحو 10 كيلومترات مربعة لأعمال تنقيب غير شرعية.

وحول متحف الرقة الوطني لفت مدير الآثار إلى أنه تعرّض لنهب منظم على يد التنظيمات الإرهابية، حيث فقد ما لا يقل عن 6000 قطعة أثرية، مؤكداً أن المديرية لا تمتلك معلومات دقيقة حول عدد القطع الأثرية التي سرقت من المستودعات التابعة لها في مناطق الفرات والحسكة وريف حلب.

ووصف حمود ما حلّ بمتحف إدلب الوطني على يد التنظيمات الإرهابية بالكارثة الكبرى، حيث نهبت منه آلاف القطع الأثرية إضافة إلى أرشيف مكتبة إيبلا المكتشف عام 1974 والذي يحوي على 16 ألف قطعة أثرية مؤكداً أن آثار إدلب لا تقدر بثمن وليست كأي آثار.

وتوقّف حمود عند تل ماري وموقع إيبلا اللذين تعرضا لنهب وسلب كبيرين على يد الإرهابيين إضافة إلى نهب الكثير من المدافن ومحتوياتها.

وتحدث مدير الآثار عن واقع متحف بصرى الشام حيث اكتشفت فرق المديرية بعد تحرير المدينة من الإرهابيين أنه تمّ نهب 1074 قطعة أثرية أما متحف أفاميا فسرق منه الإرهابيون لوحات موزاييك عرضت في بعض المزادات العالمية، مشيراً إلى أن العاملين في مديرية آثار حماة تمكنوا من استرداد ما لا يقل عن 300 قطعة.

أما في غوطة دمشق فكان هناك بحسب مدير الآثار استباحة للمواقع الأثرية ومن ضمنها تل الصالحية مؤكداً أن بواسل جيشنا استعادوا مئات القطع منها إضافة أيضاً إلى العديد من المواقع التي تعرّضت لأعمال تنقيب غير شرعية بتمويل صهيوني وتركي.

ومن المواقع الأثرية التي ما زالت تتعرّض لتخريب ممنهج من قبل التنظيمات الإرهابية بحسب حمود موقع برج عبد دلو في عفرين، حيث لم يمسّ على الإطلاق من قبل علماء الآثار ويبلغ ارتفاعه 25 متراً ويتكوّن من طبقات أثرية متوضعة فوق بعضها تعود للألف الثالثة وحتى الفترة الرومانية والذي يتعرض للحفر بآلات ثقيلة.

وعرض حمود العديد من الصور الجديدة التي وصلت للمديرية تظهر حجم الدمار الذي تعرّضت له مواقع أثرية ويحتاج بعضها إلى بذل الكثير من الجهود بالتعاون مع المنظمات الدولية لإعادة ترميمها ولا سيما ما تعرضت له مدينة حلب القديمة وقلعتها الأثرية ومئذنة الجامع الأموي، مشيراً إلى أن أعمال الترميم جارية في المدينة بخبرات سورية مميّزة.

واستعرض حمود الخطط التي تقوم بها مديرية الآثار في سبيل حماية وترميم هذه الأوابد الأثرية واسترداد ما نهب منها إضافة إلى وجود خطط إسعافية لإنقاذ الأبنية المهدة للخطر والتعاون مع المنظمات الدولية في عمليات الحماية والترميم.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى