شراييني منشر غسيل
كلّما همَّ رأسي بالوجع أيقنت أن هذا الداء عقاب. نعم عقاب على ما اقترفه من أفكار..
رأسي الذي لم يهدأ مذ ولدت حتى الآن
والذي ما عرف النوم يوماً ولا الهدوء
رأسي الذي كبرت برأسه الخسّة
هو الذي ما عاد يحمل الأشياء ولا الأحداث ولا الاشخاص ولا الأفكار
وجعي الذي يحتاج الآن أن يسافر الى جزر المالديف ليبقى وحيداً صامتاً مسيطراً على ما تبقى من خلايا متزاحمة وشرايين تقطع الطريق على بعضها حتى تشابكت.
نعم، يوجد آلاف الميول الإرهابية والكثير من الضجة في رأسي
تتقاتل فيه آلاف الخلايا… حتى أن البعض وصل الى حدود عيني اليسرى، أشعر بهن يتخابطن على زاويتها… وشيء ما يحاول التزحلق من أعلى رأسي الى أسفل أذني، الحقير ثقيل الوزن.. ينزل بكامل وزنه وسرعته… أشعر أنه يقشر شراييني شرياناً شريانا…. بعض مَن يتقاتل وقف تحت سقف الحلق يتصارع… يشعرني بالغثيان… أقاوم وأقاوم.. أطفئ الأضواء… أبتعد عن الضجة… أسترخي… أتناول كل عقاقير الدنيا… ويأبى هذا الوجع عن التراجع… في رأسي مدينة لا تنام…. وكأن الصداع عقوبة جسدية كأنها انتقام….
رأسي الذي جعل شرايينه منشراً لغسيل الحياة.. كلما همَّ بالصعود باغتته الأوجاع بقطع الدم عنه حتى لا يشفى ولا يهدأ
محال أن أجد رأساً يسكنني غير هذا الذي انتعه كسكيرة في شارع إيراني.. محاط بكل المقدسات.
ميساء الحافظ