احذروا أسفل الهاوية…
عبير حمدان
الثورة على الأداء الظالم والتجويعي مسؤولية قبل أيّ شيء آخر، وحين يخرج أيّ تحرك عن الإطار المطلبي المحق ويذهب نحو شعارات مشبوهة يفقد مفهومه وقيمته…
في مثل هذا اليوم منذ سنتين صدر حكم ضدّ المقاوم حبيب الشرتوني وهو حكم لم ولن نعترف بشرعيته، واليوم حين ينحرف الحراك الذي بدأ عفوياً ويخرج من ينادي بسحب سلاح المقاومة، ومن يرى أنّ بشير الجميّل شهيد ويضعه في مرتبة واحدة مع الشهداء، فهذا يعني أنّ المشهد لم يعد بريئاً، ولذا علينا ان نتسلح بالوعي قبل أيّ شيء كي لا نسمح لهؤلاء باستثمار المشهد وتحويله الى حربة مسمومة في وجه المقاومة بمفهومها الثقافي والاجتماعي وحتى العسكري، وحين نقول المقاومة فهذا يعني شبابها المرابض على الثغور والذي لا يختلف وضعه المعيشي والاجتماعي عن أيّ لبناني يطالب بأدنى حقوقه المعيشية…
لذا يجب على كلّ مواطن يمتلك الوعي أن لا يسمح بجلد هؤلاء المقاومين، وأن لا يقبل بمحاكمة حبيب الشرتوني مرتين كي لا يفسح المجال لمن تسوّل له نفسه النيل من كلّ مَن حمَل بندقيته في وجه العدو الإسرائيلي» والمجموعات الإرهابية عبر الساحات الضاجّة بالناس على اختلاف مواقفهم وتباينها أحياناً.
الى جانب ذلك المفترض ان لا يسقط الإعلام في لعبة إيصال الشتائم بذريعة أنّ الهواء المباشر لا يمكن ضبطه، خاصة أنّ التصويب على أسماء بعينها دون سواها يُفقِد الإعلام الكثير من موضوعيته ويجعله طرفاً محرّضاً في المواجهة وليس ناقلاً للمشهد في الإطار المهني.
من ناحية ثانية من غير الجائز تعميم فكرة أنّ كلّ من لم يشارك في التظاهر هو «متخاذل» وفق بعض الأصوات التي خرجت على الشاشات تتهم كلّ من التزم بيته بالخنوع وأبشع الألفاظ.
بعد أيام على خروج الناس إلى الشارع يبدو المشهد ضبابياً وما يتمّ تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر أنّ الشياطين تقيم بين التفاصيل وتسعى لتمرير مشروعها القديم الجديد والشعب هو الوقود الحي لصراع إقليمي أكبر من بلد أنهكه الفساد السلطوي وجعله يترنّح على حافة الهاوية، فاحذروا من الانحدار الى أسفل الهاوية صوْناً لإنجازات غيّرت وجه التاريخ في الميادين سواء على الحدود الشمالية والشرقية لهذا الوطن.