الملفّ النوويّ الإيرانيّ… رافضو الحرب في مواجهة مريديها!

إعداد وترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق

لم يعد خافياً على أحد، أنّ «المفاوضات الناعمة» أثمرت عن اتفاق ـ ولو مؤجّل ـ حول الملف النوويّ الإيرانيّ. هذا الملفّ الذي يشكّل هاجساً، ليس للولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل لـ«إسرائيل»، وللأسف بعض الدول الخليجية.

وهذا الاتفاق، ربما وضع حدّاً ولو وهمياً، لمريدي الحرب على طهران. وفي مقدّم هذا الفريق، «إسرائيل» المشتعلة غيظاً من التقارب الأميركي ـ الإيراني. هذا الغيظ الذي بلغ مرحلةً متقدّمة، جعلت من العلاقات الأميركية ـ «الإسرائيلية» مهتزّة، حتى وصلت حدّ تبادل الإهانات وربما الشتائم.

«إسرائيل» متعطّشة للحرب على إيران، ويكفي أن تضع عبارة «إسرائيل وملف إيران النوويّ» باللغة الإنكليزية في محرك البحث «غوغل»، حتى تجد نفسك أمام عشرات التقارير الصحافية المترجمة عن الصحف العبرية.

السعودية تدرس خياراتها كمن يحمل وردةً وينزع بتلاتها: حرب، لا حرب، حرب، لا حرب… أما أميركا، فماضية في المحادثات وإن تنازلت قليلاً عن العنجهية والكبرياء… «فقلبها الضعيف لا يحتمل المزيد من الخيبات».

بين هؤلاء، يقف الدبّ الروسيّ راصداً الأحداث، عينه تجول بنظراتها ضمن 180 درجة، من الصين وهونغ كونغ، إلى الهند وباكستان، إلى إيران والشرق الأوسط، وشبه جزيرة القرم وأوكرانيا وتركيا… وأوروبا. ضارباً بيدٍ من حديد إزاء احتمال اندلاع أي حربٍ من شأنها أن تشعل العالم وأن تعيد أحادية القطب إلى القرار العالميّ.

في التقرير التالي، مجموعة مقالات مترجمة، تتناول المباحثات الأميركية ـ الإيرانية حول ملفّ الأخيرة النوويّ، واحتمالات الحرب وعدمها، بين مريديها ورافضيها.

صفقة إيران النووية المقبلة

استأنفت إيران محادثاتها النووية مع الولايات المتحدة الأميركية وسط تفاؤل بالتوصّل إلى اتفاق نوويّ في جولة مفاوضات أخيرة مع نهاية السنة الحالية. الهدف من هذه المفاوضات التوصّل إلى اتفاق سياسيّ قبل آذار 2015، واتفاق شامل مع حلول الأول من تموز المقبل.

ومن المؤكد أن خيبة أمل كبيرة سيُصاب بها الطرفان إذا لم يتمكّنا من التوصّل إلى اتفاق بعد أكثر من سنة من المحادثات المكثّفة. وثمّة مزاج عام في طهران ـ وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ـ يتمثل باستشعار تحقيق هذه الصفقة في القريب العاجل. والسبب الرئيس لهذا التفاؤل، أنّ الجانبين يدركان جيداً حدود «الخطوط الحمراء» لدى بعضهما، فضلاً عن معرفة مدى القدرة على التواصل في «المنطقة الرمادية». وباختصار، لم يعُد هناك من حاجة إلى سياسة المزايدات.

يبدو أنّ المزاج الأميركي يستلقي في استرخاء حقيقيّ. فإنه لمن الممتع جدّاً مراقبة مسار تطوّر هذه المحادثات على المستوى الإنساني. فكان يستحيل علينا أن نتصوّر أنّ الجانبين كانا سيجلسان سويّاً ويتبادلان أطراف الحديث، ويدعوان بعضهما بـ«يا بوب» أو «يا عباس». وكذلك خلال تناولهما طعام الفطور وإطلاق التعليقات حول طريقة عمل البيض المخفوق أو كيفية تحضير الكرواسان بالشوكولاته. ومن الواضح أن يتجنّب الإيرانيون تناول الكحول ولحوم الخنزير، غير أنهم يشاركون في باقي الأمور. وقد لا يثق الطرفان ببعضهما سياسياً، لكن هذا لا يمنع تعميق الصلة على المستوى الشخصي.

قضيا الكثير من الوقت سويّاً لدرجة أنهما أصبح كلّ منهما يدرك جيّداً مزاج الآخر، فضلاً عن فهم لغة الجسد. حتى أنّ وزيرَيْ الخارجية، الأميركي والإيراني، اجتمعا منفردين في اللقاء الأخير الذي حصل منذ أيام قليلة في فيينا، بعد أن شعرا بعدم الحاجة إلى وسيط ـ الاتحاد الأوروبي.

أما الخطوط الحمراء فهي:

ـ إصرار الإيرانيين على حقهم في تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعيّ ورفع العقوبات، لا فقط تعليقها.

ـ تريد الولايات المتحدة وقتاً للاختراق، أي الوقت اللازم لإيران لتطوير سلاح نوويّ واحد. على ألّا يتعدّى هذا الوقت السنة، مع الحرص على الاحتفاظ ببعض التدابير لتنفيذ العقوبات بهدف ضمان التزام إيران الاتفاق.

والى جانب ذلك، برزت بعض الأمور الجديدة إلى العلن. فمن المؤكد أوّلاً أن الولايات المتحدة وإيران تعملان سويّاً ـ مع الحرص على عدم إعلان ذلك ـ على التخفيف من حدّة التوتر الحاصل في الشرق الأوسط، ما يعزّز سيطرة أجواء الثقة المتبادلة على طاولة البحث والحوار.

ثانياً، فإن الولايات المتحدة إلى جانب دول الخمسة زائد واحد الحلفاء الأوروبيون، روسيا والصين يتطلّعون بشوق إلى إرساء ملفّ إيران النوويّ على قواعد صحيحة، والمضيّ قُدماً نحو تكامل إيران مع المجتمع الدولي.

ثالثاً، وبشكل مطّرد، هناك إجماع إيراني محلي يصرّ على حلّ القضية النووية الإيرانية.

رابعاً، ثمّة احتمال تليين المعارضة «الإسرائيلية» لتوقيع الصفقة مع إيران. أي صفقة تخوّلها الاستمرار بتخصيب اليورانيوم.

خامساً والأهم، انهيار المحادثات أصبح في الواقع، خياراً غير مطروح. فمن ناحية، طفح كيل الأوروبيين وروسيا والصين من العقوبات ضدّ إيران، ومن ناحية أخرى، تفتقر الولايات المتحدة الأميركية ومعها «إسرائيل» ـ ببساطة ـ إلى القدرة على شنّ هجوم عسكريّ ضدّ إيران، من دون الإفلات من العقاب.

وأخيراً، وفي الوقت الحاضر، لن تسمح إدارة أوباما لنفسها بأن تكون رهينة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين، خصوصاً السعودية التي شرعت في مواجهة مباشرة مع النظام السوري. بعضٌ من هذا قد بدأ يلحّ على الكونغرس الأميركي، والذي ووفقاً للحكمة التقليدية، يتحمل الرئيس الأميركي وهنا ـ باراك أوباما ـ التركة التاريخية لسياسة الخارجية.

على أيّ حال، ثمّة دلائل أولية على أن الكونغرس الأميركي ينتهج نهجاً علمياً براغماتياً، ويتهرّب من فرض أيّ مسار للمزيد من العقوبات على إيران. وبالمثل، فإن هناك موجة من الحذر بين المشرّعين في شأن فرض عقوبات جديدة تقلّص قدرة الدبلوماسيين الأميركيين للتوصّل إلى اتفاق نوويّ. على أيّ حال، إن الكونغرس رقم 113، سيختتم أعماله من دون فرض عقوبات جديدة على إيران.

الهجوم «الإسرائيلي» رسالة غير مباشرة لإيران

إلّا أنّ كلام «نيويورك تايمز» عن أنّ الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» تفتقران ـ ببساطة ـ إلى القدرة على شنّ هجوم عسكريّ ضدّ إيران، من دون الإفلات من العقاب، يقابله كلام آخر أوردته صحف ومواقع إلكترونية أميركية في الثامن كانون الأول الجاري، وهذا الكلام منقول عن اللواء الاحتياط وقائد سلاح البحرية الأسبق الصهيوني تشايني مروم، الذي نشر مقالاً في صحيفة «معاريف» العبرية يقول فيه معقّباً على الهجوم الجوّي الذي شنّته «إسرائيل» على العاصمة السورية دمشق:

الهجوم في سورية أمس في حينه ، والمنسوب لـ«إسرائيل» بحسب مصادر أجنبية، هو الثامن في السنوات الأخيرة. فقد عادت دولة «إسرائيل» وأعلنت أنّها لن تسمح بنقل سلاح نوعيّ من سورية إلى حزب الله. وفي قائمة السلاح تندرج صواريخ مضادّة للطائرات، صواريخ أرض ـ أرض دقيقة، وصواريخ «ياخنت» ضدّ أهداف بحرية. فمن شأن سلاح من هذا النوع في أيدي حزب الله أن يشكّل صعوبة هامة على قدرة «إسرائيل» العمل ضده في يوم الأمر. ولهذا، قرّرت «إسرائيل» أن توضح أنّ نقل سلاح من هذا النوع تجاوز خطّ أحمر.

يتطلب الهجوم أولاً وقبل كلّ شيء، معلومات استخباراتية دقيقة، قدرة تخطيط فائقة وقدرة تنفيذ على المستوى الأعلى. وفوق كل شيء، المطلوب قدرة لاتخاذ قرارات محسوبة وحسّاسة، تأخذ بالحسبان عموم المخاطر والاحتمالات وفي نهايتها تصادق على هجوم دقيق وانتقائيّ على الهدف المختار.

أما التطوّرات الأخيرة في الساحة السياسية، وتقدّم موعد الانتخابات في «الكنيست» تعطي دوماً الاحساس بأنّ «إسرائيل» في وضع حسّاس ويحتمل أن تكون منظومة اتخاذ القرارات فيها مصابة بالنقيصة، ولا يمكنها أن تتخذ قرارات ذات مغزى. أما الهجوم، إذا ما نفّذته «إسرائيل» بالفعل، فيثبت مرّة أخرى أنّ قيادة الدولة تواصل العمل بمسؤولية وبتصميم حتى في أثناء الازمة السياسية. وأنّ منظومة اتخاذ القرارات تواصل العمل لضمان أمن «إسرائيل».

ينقل الهجوم رسالة واضحة لقادة النظام السوري ولحزب الله وبشكل غير مباشر للنظام في إيران: على رغم الأزمة السياسية، يبقى جهاز الأمن متحفّزاً ويقظاً ويواصل أداء مهامه من دون أي قيود.

ومن الجهة الأخرى، فإن محاولات التهريب المتكرّرة، على رغم أنها هوجمت مرّات كثيرة في الماضي، تثبت تصميم كبار رجالات الحرس الثوري في إيران وحزب الله على تهريب السلاح النووي، ليكون جاهزاً للهجوم على مواطني «إسرائيل» وقوات الجيش «الإسرائيلي» في المواجهة التالية.

إنّ صمود «إسرائيل» في وجه محاولات التهريب المتكرّرة لعناصر «محور الشر إيران ـ سورية ـ حزب الله»، والتصميم «الإسرائيلي» لمنع تهريب السلاح النوعي، هما من الأعمدة الفقرية لقدرة الردع «الإسرائيلية». ويعزّز الهجوم على الأراضي السورية، المنسوب لـ«إسرائيل»، بشكل واضح، قدرة الردع لدى دولة «إسرائيل»، ويمنع عن حزب الله تحقيق إنجاز في المواجهة التالية.

أما خطر الردّ السوري أو من حزب الله فيدرس دوماً في ضوء الحاجة لمنع تهريب من هذا النوع. وفي نهاية المطاف يتخذ قرار القيادة السياسية، مسنود بتوصية من القيادة العسكرية. في هذا الوقت، الذي يغرق فيه نظام الأسد حتى الرقبة في صراع البقاء وقوات حزب الله غارقة هي أيضاً عميقاً في الوحل السوري، إذا ما هاجمت «إسرائيل» حقاً، فمن الصحيح أخذ المخاطرة من أجل منع عبور مثل هذا السلاح إلى أيدي أعدائنا.

تدخّل غريب عجيب!

وتعليقاً على مقال مروم في «معاريف»، لا يسعنا إلا أن نؤكّد كلام «نيويورك تايمز»، عن أنّ واشنطن و«تل أبيب» تفتقران إلى «القدرة» على شنّ هجوم ضدّ طهران، ونضيف أنّهما تمتلكان النيّة الكاملة لكنها عاجزتان عن ذلك. والدليل على ما نقول، الصحافة العبرية التي شغلت أختها الأميركية يومياً بالحديث عن النووي الإيراني، و«النقّ» اليومي الصهيوني الذي تحوّل إلى هاجس اسمه: «إيران».

وإننا إذ نختار هذا المقال الذي نُشر بالإنكليزية على موقع صحيفة «هاآرتس» العبرية، فإننا نؤكّد ما قلناه قبلاً.

يقول تسفي بارئيل: على رغم أنّ الجبهة السياسية الإيرانية الداخلية هادئة ومنصاعة لأوامر الزعيم الروحاني الأعلى علي خامنئي، فإن الحركات المحافظة غير راضية على ما تعتبره تنازلات للغرب، هذا الانتقاد تزايد مع الإرشاد الذي قدّمه وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمام مجموعة من أعضاء البرلمان حول مضمون المباحثات، إذ اشتكى أعضاء البرلمان بعد ذلك أنّهم لم يسمعوا منه أموراً جديدة غير تلك الموجودة في الصحف.

يطلب الآن أكثر من 60 عضو في البرلمان الإيراني استدعاء ظريف لمساءلته رسمياً، إذ سيُطلب منه حديث تفصيليّ عمّا تنازلت إيران، وما الذي حصلت عليه في المقابل.

ويطالب 15 عضو في البرلمان استدعاء وزير الاستخبارات التابع لروحاني محمود علاوي ومساءلته، وهو الذي يقف على رأس مجلس التنسيق لـ16 وكالة استخبارات، وذلك من أجل شرح كيفية تسرّب تقرير سرّي عن حرس الثورة إلى أيدي الصحافة الإيرانية.

هذا التقرير نشر في جريدة «سهام» المقرّبة من أحد رؤساء المعارضة مهدي خروبي. قيل في الصحيفة إن التقرير كتب بناءً على طلب من روحاني والذي نقله بدوره إلى خامنئي. وقيل فيه إنّ رئيس الاستخبارات في حرس الثورة حسين صائب، أنشأ مجموعة «بيوت آمنة» يقوم فيها رجال المعارضة بإجراء حوارات ووضع خطط وبرامج ضدّ نظام روحاني. وقيل أيضاً إنه طلب من خامنئي إعطاء أوامر بوقف النشاط الدسائسي. وردّ على ذلك: حرس الثورة لا ينصاع لأوامري.

ليس واضحاً إذا كان خامنئي يعترف بضعفه أمام حرس الثورة أم أنّه لا يريد الصدام معه. إلا أنّ حقيقة نشر التقرير وكشف التوتّر بين حرس الثورة والرئيس تشير إلى وجود تيارات تحت أرضية لا تنتظر فقط فشل روحاني، إنما المساهمة في حدوث هذا الفشل فعلياً.

ما زال خامنئي يدعم استمرار المفاوضات مع الدول الغربية، وأعلن ذلك رسمياً، ومساعده الأبرز علي أكبر ولايتي خرج علناً ضدّ منتقدي المفاوضات وأعطى الكثير من المديح للطاقم الذي يدير المفاوضات. وكجزء من تأييد المفاوضات، أعلنت الصحيفة الاسبوعية لوكالة الانباء الإيرانية «إيرنا» نتائج استطلاع أُجرِي في شهر تشرين الثاني على مواطنين من طهران. وبحسب الاستطلاع فإنّ 81 في المئة من المستطلعة آراؤهم، يؤيّدون استمرار المفاوضات. و79 في المئة مقتنعون أنّ نتائج المفاوضات ستكون إيجابية.

في حين تستمر المفاوضات بالمسار الدبلوماسي المسؤول عنه وزير الخارجية، فإنّ إيران منشغلة في الحرب ضدّ «داعش» على الأراضي العراقية. وفي القطاع الكردي المستقل. صور طائرة «فانتوم» الإيرانية فوق سماء العراق والتي نشرت هذا الاسبوع أثارت ردّاً إيرانياً قاطعاً، أنّ إيران لا تنسّق نشاطها العسكري مع الولايات المتحدة. وليست هذه المرة الأولى التي تحلق فيها طائرات إيرانية فوق سماء العراق.

وتحدثت صحيفة «دفنس نيوز» في شهر تموز عن نشاط طائرات من دون طيار في سماء العراق. أما وكالة الأنباء في أذربيجان فقالت بتاريخ 18 تشرين الثاني إنّ قوات «داعش» أسقطت طائرة إيرانية من دون طيار، كانت تقوم بجولة فوق منطقة ديالا في العراق.

في يوم السبت 29 تشرين الثاني الماضي كشف قائد سلاح الجوّ في حرس الثورة الجنرال أمير علي حجي زادة، أن في أيدي الحرس طائرات من دون طيار قادرة على الطيران لمسافة 1800 كيلومتر. لكن إيران لا تساعد العراق في حربه ضدّ «داعش» جوّاً فقط.

نشرت في الأيام الأخيرة صوَرٌ يظهر فيها قائد «قوات القدس» في حرس الثورة قاسم سليماني وهو يعانق مقاتلين أكراد ويضحك معهم، هذه الصور لم تنشر بالصدفة. إيران معنية بالاثبات أنها لا تريد فقط بل تستطيع لعب دور استراتيجيّ مهمّ في المنطقة. التواجد الإيراني في المنطقة الكردية ليس جديداً. فبعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة بفترة قليلة سارعت إيران إلى فتح قنصلية في المنطقة الكردية وأثارت بذلك غضب تركيا، ولكن تواجدها العسكري أمر مهم. يبدو الآن أن التعاون الإيراني الكردي يستحث تركيا على اقامة علاقات عسكرية مع الأكراد، وللمرّة الأولى في تاريخها، فإنّ تركيا تقوم بتدريب مقاتلي البشمارغا في شمال العراق، وقد سمحت لمقاتلين أكراد بالمرور عن طريقها باتجاه سورية للمرّة الثانية خلال شهر.

واشنطن لا تدخل إلى الفوضى بسبب النشاط العسكري الإيراني في العراق. مصدر أميركي رفيع المستوى قال لموقع «البنتاغون بوست» إنه ليس قلقاً من القصف الإيراني الذي يتم في الجزء الشرقي من العراق بعيداً عن الاهداف التي تستهدفها الطائرات الأميركية. وثمّة من يعتقد في الإدارة الأميركية أن مشاركة إيران في استهداف «داعش»، ورقة سياسية مهمة ستخدم الاتصالات حول المسألة النووية. لقاء المصالح بين إيران والولايات المتحدة في العراق قد يخدم الادارة الأميركية عند تقديمها الاتفاق النهائي حول السلاح النووي أمام الكونغرس. هذا ما قاله لصحيفة «هاآرتس» الدبلوماسي الأوروبي المقرّب من النقاشات.

وأيضاً ملاحظة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأن هجوم إيران على «داعش» قد يكون أمراً إيجابياً. من يقلق قليلاً من ذلك، السعودية التي تتهمها إيران في محاولة للتسبّب بضرر اقتصادها عن طريق تخفيض مقصود في أسعار النفط في العالم. أعلنت السعودية أن سياسة النفط تنبع فقط من الاعتبارات الاقتصادية، ولكنهم في إيران لا يقتنعون بهذا التفسير. إيران التي تحتاج إلى سعر 130.5 دولار للبرميل من أجل موازنة موازنتها، قد تلقت خسائر كبيرة بسبب تراجع أسعار البرميل إلى 70 دولار، وبحسب ادّعائها، فإنّ السعودية تحاول ليّ ذراعها في سورية والعراق. والسؤال: كيف سيلتزم الرئيس روحاني تعهدَه بتقديم موازنة سنوية من دون تضخم؟ وبالذات في ظل استمرار إيران تقديم اعتماد سخيّ لسورية؟.

سعر النفط المنخفض يزيد من ضرورة اتفاق السلاح النووي، الذي تستطيع إيران في أعقابه العودة وبيع منتوجها النفطي بمستويات كانت قبل العقوبات. عدد من المحللين الإيرانيين قدّروا هذا الأسبوع أنّ إيران قد تستقدم موعد التوقيع على الاتفاق ولن تضطر لسبعة أشهر من الحوار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى