طرابلس يثبت أقدامه بين الكبار
يخوض فريق طرابلس موسماً استثنائياً بكل المقاييس، خصوصاً بعدما أثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ تحوّله من فريق باحث عن مكان آمن له في الدرجة الأولى منذ أعوام قليلة، إلى منافس قوي على لقب الدوري اللبناني.
وبعد الدور الأول، يحتلّ طرابلس المركز الرابع في الترتيب، بفارق ثلاث نقاط فقط عن الأنصار المتصدّر، ما يفتح أمامه باب التتويج للمرة الأولى في تاريخ الكرة الشمالية.
وفرض الفريق الشمالي احترامه بفضل عروضه الجذابة والغنية بالأداء الهجومي وغزارة الأهداف، علماً أنه يملك أقوى هجوم في الدوري مع العهد 24 هدفاً لكل من الفريقين ، وتضم صفوفه متصدر ترتيب الهدافين الغاني مايكل كافوي هيليغبي 14 هدفاً .
ويملك طرابلس المعدل الأدنى للأعمار بين فرق الدوري اللبناني، وهو يعتبر الخزان الرئيسي لمنتخبات الفئات العمرية، علماً أن صفوفه تضمّ ثلاثة لاعبين لبنانيين فقط فوق الـ23 سنة، هم الشقيقان أكرم وأحمد مغربي والحارس عبده طافح، بالإضافة إلى الثلاثي الأجنبي ايمانويل أفوري ومايكل كافوي هيليغبي ونكروماه دوغلاس، فيما باقي عناصر الفريق جميعهم دون الثالثة والعشرين، ما يبشر بمستقبل باهر لسفير الشمال.
ونجح مدرب الفريق الفلسطيني إسماعيل قرطام مع مساعده وارطان غازاريان في الوصول إلى تشكيلة متجانسة. ومن بين العوامل التي ساعدتهما، معرفة الأول العميقة بلاعبي الفريق وعلاقته الأبوية بهم، لأنه المسؤول عن الفئات العمرية في النادي، كما يملك خبرة واسعة في تدريب فرق الفئات العمرية إذ سبق له الإشراف على منتخب الناشئين لسنوات عدة. أما النجم الدولي السابق وارطان غازاريان فهو غني عن التعريف، إذ يعتبر أحد أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة اللبنانية.
وبرزت حاجة لاعبي طرابلس إلى مزيد من الخبرة في التعامل مع المباريات الحساسة، من خلال نتائجهم في تلك المباريات إذ أخفق طرابلس في الفوز على فرق الصدارة، فخسر أمام العهد صفر 2 في الجولة الأولى، وأمام النجمة صفر 1 في الجولة الثالثة، وتعامل مع الصفاء سلبياً في الجولة الخامسة، وخسر أمام الأنصار 1 2 في الجولة الثامنة.
ويسجل للفريق قدرته على تجاوز غياب بعض أساسييه، كالحارس المخضرم عبد طافح الذي تعرض لكسر في القفص الصدري خلال المباراة مع النجمة في الجولة الثالثة إذ لعب مكانه الحارس الشاب سراج الصمد، ونجح لاحقاً في تثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية، على رغم معاناة شقيق الحارس الدولي السابق زياد الصمد ظروفاً صعبة، إثر وفاة والده في منتصف منافسات الموسم.
وفيما نال هيلغبي رضا واستحسان المراقبين وجماهير النادي وإدارته، يدور حديث عن توجه طرابلس نجو الاستغناء عن أحد مواطنيه نكروماه وإيمانويل في فترة الاستراحة، سعياً إلى تدعيم صفوف الفريق بلاعب أجنبي مميز، يساعده في مسعاه لإحراز لقب الدوري أو الكأس.
ويدرك لاعبو الفريق أن المهمات الملقاة على عاتقهم هذا الموسم كبيرة، خصوصاً بعدما بات فريقهم الممثل الوحيد لمدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، بعد هبوط فريق الاجتماعي الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية، وذلك بالإضافة لكونهم مطالبين بالتعويض على جمهورهم لإخفاقهم في إحضار كأس لبنان للمرة الأولى إلى طرابلس، بعدما خسروا المباراة النهائية أمام السلام زغرتا صفر 1 في نهائي الموسم الماضي.
وشكلت المواكبة الجماهيرية الكثيفة للفريق عاملاً مساعداً للاعبي طرابلس، الذين تحلّوا ذهاباً بالروح القتالية العالية، مع العلم أن الجمهور الطرابلسي ظلم من خلال تقنين أعداد المتفرجين الذين يسمح لهم بالدخول إلى ملعب طرابلس، وذلك بقرار أمني.
وتدرك إدارة النادي، برئاسة الخلوق وليد قمر الدين، بأن الرصيد الشعبي الكبير للفريق سيكون بالنسبة سيفاً ذا حدين في حال تراجع أدائه، يضاف إلى أن الحاجات المالية للفريق مؤمنة، من خلال الدعم اللا محدود من جمعية «العزم والسعادة» العائدة لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والتي توفر كل تكاليف الفريق على نحو يجعله من بين أهم الفرق من حيث التغطية المالية.