حمودي لـ«العهد»: التحالف الدولي ليس جدياً في حسم المعركة ضد «داعش»
رأى النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ همام حمودي أن الدعم الدولي للعراق في حربه ضد تنظيم «داعش» الإرهابي لم يكن بالمستوى المطلوب بقوله: «إن ذلك الدعم عنوانه كبير في الحجم لكن مضمونه صغير وهو في الحقيقة إعطاء زخم لتنظيم «داعش»».
وقال حمودي: «إننا لم نلمس جدية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده أميركا في حسم المعركة ضد «داعش» بدليل إطالة المعركة وطريقة تعامل التحالف مع الأخطار الموجودة على الأرض».
ونظر الشيخ حمودي بتفاؤل إلى مجمل مجريات العملية السياسية في المرحلة الراهنة، واعتبر أن «الانسجام بين الرئاسات الثلاث يمكن أن يساهم في حل الكثير من المشاكل والأزمات».
وعن تمدد «داعش» بهذا الشكل الدراماتيكي السريع في العراق، قال: «كانت هناك ثغرات واضحة في المنظومة الأمنية، نجحت العصابات الإرهابية في استغلالها بحيث تمكنت من السيطرة على بعض المناطق، وأضف إلى ذلك أن الدعم الخارجي الذي حظيت به عصابات «داعش»، وكذلك الفساد المستشري في المؤسستين العسكرية والأمنية كان من أبرز العوامل التي أدت إلى حصول ما حصل في العاشر من حزيران الماضي».
وأضاف: «تراجع «داعش» لم يحصل بعد أشهر، وإنما بدأ بعد الفتوى المباركة للمرجعية الدينية العليا التي أطلقتها بعد أيام قليلة من احتلال محافظة نينوى والتي ساهمت إلى حد كبير في رفع معنويات قواتنا المسلحة، وكذلك هبّ الشعب لتلبية نداء المرجعية وتحول الأمر من انكسار إلى انتصار، فتشكل الحشد الشعبي أرعب العصابات الإرهابية وتبلور موقف وطني عراقي موحد لمحاربة وإبعاد عناصر التنظيم الإرهابي من جميع المناطق التي سيطر عليها، ولعل ما تحقق من انتصارات مهمة في مناطق جرف النصر والضلوعية وبلد وسنجار وزمار والضابطية وديالى يمثل براهين واضحة على انكسار وانهزام «داعش» وتوحد جميع العراقيين ضده».
وأشار حمودي إلى أن «»داعش» خطر عالمي وعلى الجميع إدراك ذلك والمساهمة في مواجهته ومحاربته بشتى الطرق الميدانية والفكرية والاقتصادية، والعراق دافع نيابة عن العالم وحاول أن يظهر صورة الإسلام الحقيقية وقدم وما زال يقدم تضحيات كبيرة في مواجهة الإرهاب العالمي، والذي يستشف من تحركاته أنه يستهدف المناطق العربية وبخاصة الأردن والسعودية والخليج لوجود تناغم ما بين طروحاته وفكره مع التوجه المذهبي لتلك الدول، وهو ما يمكن أن يجعلها مناطق رخوة وجاذبة لهم على العكس من المناطق التي تخالف مبانيهم الفكرية والمذهبية».
وأضاف: «لا يوجد بلد يخلو من الأزمات والمسؤولون في الدولة ماضون لإنهاء جميع الأزمات وقد تم حل الكثير منها، ولم يعد العراق مثلما كان قبل عام، ومن أجل إحداث التغيير وإنجاز التطور لا بد من أن نسير خطوات نحو الأمام بتجاوز الأزمات».
وعن جدية صناع القرار في الرياض بتصحيح مسارات العلاقات مع العراق لفت إلى أن «الانفتاح الدبلوماسي الذي تشهده البلاد حالة صحية وأمر إيجابي ويصب في مصلحة البلد سواء كان مع الدول التي كان لنا في السابق معها تقاطعات أو غيرها، ومن خلال لقاءاتنا مع المسؤولين في السعودية أكدوا لنا رسمياً سعي المملكة الحثيث لافتتاح سفارتهم في بغداد خلال الفترة القليلة المقبلة، ونأمل معالجة المشاكل العالقة بمرور الزمن وبوجود الإرادتين، وقد أكدنا ومن باب الحرص على مصالحنا المتبادلة أن نتجاوز أزمة الثقة ونذهب إلى التعاون الذي يصب في مصلحة البلدين بخاصة بعد بروز تنظيم «داعش» الذي صرح بوضوح أنه يستهدف المملكة بالعمق».
وعن نظرة العراق إلى ملفات المنطقة قال: «العراق يقف مع أي جهد من شأنه إيجاد مخرج لأي أزمة إقليمية ونشدد على ضرورة الحوار، لأنه يمثل السبيل الوحيد لإنهاء الأزمات وكل أزمة من الأزمات لها أبعادها وظروفها الخاصة، لكن يبقى الحوار هو المدخل السليم للحل الانجع لها وهو يحرك بوصلة اتجاهها نحو تصفيرها من خلال الاستناد إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها وعدم التدخل في شؤونها واستغلال إرادتها ومساعدة أبنائها على حل مشاكلهم من دون ضغوط أو تدخلات»، مؤكداً أن «الحوار والتفاهم ونبذ اللجوء إلى العنف والاستئثار هو الخيار الأفضل، ويمكن للعراق أن يكون وسيطاً إيجابياً وناجحاً بما يمتلكه من خبرة وتجربة وحضور».