«داعش» يهدّد أوروبا من البوابة البحرية الجنوبية

كالعادة، عقب انتشار أيّ فيديو يُظهِر إعدام «داعش» عدداً من الرهائن المحتجزين لديه، تسلّط الصحف الغربية الأضواء على أمرين: بشاعة القتل، وتهديد أوروبا. ولعل إعدام المصريين الـ21 أول من أمس في ليبيا على يد جماعة أعلنت ولاءها لـ«داعش»، شكّل مادةً دسمة للصحافة الغربية، لا سيما البريطانية والأميركية. إذ قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن الفيديو الذي بثّته الجماعة المسؤولة عن قتل 21 مصرياً في ليبيا، يتطابق في التقنيات والأسلوب مع تلك التي بثّها تنظيم «داعش» في العراق عن عمليات إجرامية سابقة، ما يظهِر تواصلاً وتعاوناً بين التنظيم والجماعات التابعة له خارج سورية والعراق، أكثر مما تعتقد الحكومات الغربية. وأضافت أنه بينما تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما للحصول على موافقة واسعة لاستخدام القوة العسكرية في حرب مفتوحة ضدّ «داعش»، جاء فيديو ذبح 21 مصرياً في ليبيا ليعزّز مخاوف بين بعض أعضاء الكونغرس بأن التشريع ربما يسمح بعمليات في مناطق غير متوقعة مثل ليبيا، حيث بايعت جماعات متطرفة محلية تنظيم «داعش».

أما وكالة «آسوشيتد برس» الأميركية، فأشارت إلى أن العملية تمت على بعد 500 ميل فقط من السواحل الجنوبية لإيطاليا. وأضافت أن التنظيم الإرهابي، الذي يسيطر على ثلث العراق وسورية، صار أقرب إلى أوروبا، إذ استطاع تأسيس جماعات تابعة على مسافة أقل من 800 كيلومتر من إيطاليا. وقد أشار في فيديو ذبح المصريين إلى خطط التنظيم لغزو روما.

فيما ذهبت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى القول إن فيديو هؤلاء المصريين، مثل فيديو إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، سيرهب الرأي العام المصري والعربي، إذ تشعر السلطات في القاهرة وحلفاؤها في الخليج بقلق عميق إزاء تنامي الفوضى في ليبيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى