شيراك وساركوزي وهولاند تركيا و»إسرائيل» وقطر…وسورية؟
ناصر قنديل
– وصل فرنسوا هولاند إلى الرئاسة الفرنسية مع رحيل نيكولاي ساركوزي، الذي قاد الانقلاب على نفسه تجاه سورية عملاً بسيرة سلفه جاك شيراك، الذي كان بدوره أبرز رمز للانفتاح على سورية في التسعينات من القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة، حتى الاحتلال الأميركي للعراق، وسقوط السيف الفرنسي من يد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيليبان، وصولاً إلى رميه خارج الإدارة الفرنسية، وتسليم ملف الاستسلام لأميركا إلى إيرفيه دو مونتانيي مستشار الأمن القومي الفرنسي الذي وقع صك الاستسلام لغونداليسا رايس في تشرين الثاني 2003 في نيويورك، وبدأت بعده فوراً خطوات التنفيذ، تمّ تسليم أمن صديق فرنسا الرئيس العراقي صدام حسين، فألقت القوات الأميركية القبض عليه في شباط من العام 2004، وانتهى الأمر بإعدامه، وتلاه تسليم أمن صديق فرنسا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي لقي حتفه بعملية تسميم «إسرائيلية» بدأت ربيع العام 2004 وانتهت بوفاته في فرنسا في خريف العام نفسه، وتولت فرنسا التكتم على أسباب الوفاة، بينما شهد صيف هذا العام ولادة قرارات الأمم المتحدة باعتبار قوات الاحتلال الأميركية قوات تعمل بتفويض من مجلس الأمن الذي وضع العراق تحت الفصل السابع، بمبادرة فرنسية في زمن الضعف والغياب الروسيّين، ويتلو كلّ ذلك تسليم الصداقة مع سورية في نهاية الصيف عبر القرار 1559، ويتوّج كلّ ذلك بتسليم أمن الصديق الدائم لشيراك الرئيس رفيق الحريري الذي قتل في شباط 2005 ليفتح بدمه طريق تنفيذ الهجوم المتتالي على سورية منذ ذلك التاريخ، ومعه التقدّم المفتوح نحو إشعال الفتنة في الشرق الأوسط ونقله إلى الفوضى، ودائماً للنيل من رأس المقاومة.
– جاء ساركوزي وسياسة شيراك قد أدّت إلى فشل ذريع وسورية تقف على قدميها، والاحتلال الأميركي للعراق يترنح، والمقاومة ومعها سورية تخرجان بقوة من تحت رماد حرب تموز، فقاد الانفتاح الاحتوائي ضدّ سورية، أملاً بتكرار المحاولة لما فشل فيه شيراك عبر مستشاره دو مونتانيي بجلب سورية إلى خارج سرب المقاومة، بإغراء الحلول الاقتصادية عبر شراكة مميّزة مع الاتحاد الأوروبي، والضمانات السياسية والأمنية لاستقرار النظام وحمايته من المخاطر، وفتح الطريق لمفاوضات تنتهي بانسحاب «إسرائيلي» من الجولان، شرط الدخول في ترتيبات حماية للأمن «الإسرائيلي»، والانخراط في نظام إقليمي مهمّته عزل إيران وضرب المقاومة، ولما يئس ساركوزي مثلما حصل مع سلفه، عاد أدراجه ليكون الأشدّ خبثاً وتآمراً ضدّ سورية في الحرب التي قادتها واشنطن ضدّها، ورحل ساركوزي قبل أن يحقق حلمه الذي تحدث عنه مراراً بأنّ يرى الرئيس السوري خارج الحكم، فخرج ساركوزي وبقي الأسد.
– جاء فرنسوا هولاند إلى الرئاسة في لحظة تبلور معادلات صمود الدولة السورية، لكنه رفض التعلّم، وأخذ العبر، وأصرّ على مواصلة سياسة سلفه بمزيد من الغباء، ولم ينتبه من سيرة ساركوزي إلا إلى حجم الهدايا التي تلقاها من حكام قطر، وخصوصاً الطائرة الخاصة الباهظة الثمن، ولم يسع إلى منافسة ساركوزي إلا بالمزيد من الدعم لـ«إسرائيل»، والمزيد من العداء لسورية، فسلّح ودرّب وحمى وأمّن المأوى، لكلّ من يريد القتال في سورية، ووجد في نظام رجب أردوغان الشريك الذي يتكامل معه في الآفات الثلاثة، شهوة المال القطري ورشاوى الأمراء، والتذلل لكسب الرضا «الإسرائيلي»، وإطلاق العنان للتعامل مع أقذر مجموعات التكفير والإرهاب وتوصيفها بثوار الحرية، وفقاً لقول وزير خارجية هولاند على الحدود السورية التركية وهو يودع «المجاهدين» الداخلين للأراضي السورية.
– من يزرع الريح يحصد العاصفة.
– هولاند يواجه دعوات «إسرائيلية» لهجرة اليهود من فرنسا وتقويض النسيج الوطني لفرنسا.
– هولاند يواجه خطر الإرهابيين الذي أواهم وأطعمهم وجمعهم وسلّحهم ودرّبهم ونقلهم إلى تركيا.
– هولاند يواجه تغلغل قطر في المجتمع الفرنسي من سوق وكالات الأزياء المشهورة إلى سوق الأندية الرياضية الكبرى، والمخابرات الفرنسية تحذر من تغلغل تنظيم «القاعدة» وراء المال القطري، وتتقدم رواية وقوف السفارة القطرية وراء مشغلي طائرات الهواة بدون طيار التي شغلت فضاء باريس، وتبيّن أنّ قناة «الجزيرة» حصلت على ترخيص لعشرة منها بداعي استعمالها لتغطيات حركة السير؟
– هولاند يريد الاستدارة دون الاعتراف فلا يكاد يصل الوفد البرلماني الذي ذهب إلى دمشق بمعرفته، حتى يصرّح وزير خارجيته ان لا علاقة للرئاسة بالوفد.
– استطلاعات الرأي الفرنسية تنقل عن المواطنين الفرنسيين أنّ هولاند هو أغبى الرؤساء الفرنسين.