«أشبال الخلافة»… ضحايا «داعش» الإرهابي الجدد
غدت ظاهرة «أشبال الخلافة الإسلامية « كابوساً مزعجاً دفع المنظمات الحقوقية إلى دق ناقوس الخطر، بعد أن ركز تنظيم «داعش» الإرهابي جهوده على تجنيد الأطفال كما الشباب وزجهم في معسكرات «تدريب الأشبال».
وقد باشر التنظيم الإرهابي باستخدام الأطفال وتدريبهم على القتال واستعمال مختلف الأسلحة، وتكرر في الفترة الماضية ظهور تسجيلات فيديو تظهر عمليات إعدام لأسرى، آخرها فيديو نشره تنظيم «داعش» أول من أمس يظهر فيه إعدام «عربي إسرئيلي» على يد طفل، بتهمة التجسس لمصلحة «الموساد».
ويظهرالتسجيل طفلاً في لباس عسكري يطلق الرصاص على رأس الرجل ويرديه قتيلاً. هذه الحادثة سبقتها حادثة إعدام أخرى وقعت في كانون الثاني تظهر طفلاًَ لا يتجاوز العاشرة من العمر يطلق النار من المسدس على رجلين متهمين بالتجسس لمصلحة المخابرات الروسية.
تعددت التسجيلات لكن المشهد اللاإنساني أضحى شبحاً مخيفاً بالنسبة للمنظمات الحقوقية والدولية من تجنيد الأطفال من قبل مجموعات مسلحة.
وتعالت الأصوات الحقوقية والدولية منددة بجرائم «داعش» ضد الإنسانية والطفولة من كل صوب، بعدما أصبح الإنترنت مسرحاً لفصول دموية تستيقظ عليها الوكالات الإخبارية ويتررد صداها لدى الجميع.
من ناحية أخرى، أوضحت منظمة الأمم المتحدة المعنية بالطفولة «اليونيسيف» أن ازدياد أعداد المجموعات المسلحة عرض الأطفال لخطر التجنيد بشكل أكبر مؤكدة توثيقها حالات في العراق وسورية لتجنيد أطفال بعمر 12 سنة.
وتحدث تقرير لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة عن استخدام التنظيم عادة لأطفال من دون الـ 18 من العمر في سورية والعراق كمهاجمين انتحاريين أو صناع قنابل أو دروع بشرية ضد هجمات يتعرض لها من قبل قوات التحالف.
وذكرت الخبيرة في لجنة حقوق الإنسان ريناتي وينتر من جنيف أن اللجنة تملك تقارير عن أطفال خاصة ممن يعانون من إعاقة ذهنية، يجرى استخدامهم كمهاجمين.
وحذرت المنظمة الدولية من ظهور جيل جديد من «الإسلاميين المتشددين»، يجري تدريبهم حاليا في سورية والعراق، مضيفة أن «داعش» يمارس انتهاكات مرعبة بحق الأطفال وخاصة أطفال الأقليات.
وزارت لجنة تحقيق خاصة من منظمة الأمم المتحدة، العراق، ووثقت جرائم «داعش» وانتهاكاته لحقوق الإنسان، وستعرض هذه اللجنة تقريرها النهائي على مجلس حقوق الإنسان في نهاية آذار، بحسب ما صرح به نشطاء عراقيون.
فيما اعتبرت ممثلة «اليونيسف» والأمم المتحدة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة أن ارتفاع حدة النزاعات وانتشارها يعرض الأطفال بشكل متزايد لخطر التجنيد والاستخدام من قبل المجموعات المسلحة في سورية والعراق.
ففي سوريا مثلاً، جند مالا يقل عن 800 طفل دون سن الـ18 من قبل تنظيم «داعش»، بحسب تقرير صدر عن اللجنة السورية لحقوق الإنسان في آب 2014.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي اعتمد على أساليب تحريضية لجذب الأطفال بعد أن وفر لهم أنشطة ترفيهية وأجواء خاصة بالمراهقين، غالباً ما تفتقد في بلدان كسورية بسبب النزاع الدائر، بحسب المصدر نفسه.
ويرى مراقبون أن تنظيم «داعش» يقوم بأكبر عملية غسيل دماغ للأطفال في المناطق التي يسيطر عليها من خلال تربيتهم على التطرف والعنف منذ الصغر، بسبب انقطاعهم عن الدراسة لسبب أو آخر.
ويثبت التنظيم الإرهابي دعائم سيطرته مرة أخرى، باستحداث نظام تعليمي يتماهى مع رؤيته المتطرفة، فمنذ ظهور «داعش»، أظهر التنظيم اهتمامه بالمدارس حيث كانت هدفاً محورياً منذ فرض سيطرته على المناطق، وهذه الخطوات الاستباقية توجت بنشر مناهج تعليمية خاصة به، قام التنظيم بنشرها على حساباته الشخصية بالإنترنت، ليبرهن مرة أخرى أن أطفال العراق وسورية هم الضحايا الجدد لـ»داعش».
وتداولت مواقع تابعة للتنظيم، ما يسمى بـ»ديوان التعليم في دولة الخلافة الإسلامية» ينص على إلغاء عدد من المواد الدراسية في سورية، كالتربية الموسيقية والتاريخ، إلى جانب فرض وحذف واستبدال عدد من المفاهيم والأمور التي تتعارض مع منهجه.
فما يعاينه الأطفال من مجازر يومية في العراق وسورية، من قتل وذبح وجلد وغيرها من أعمال التنظيم الـ»مازوخية»، يتربى عليها جيل جديد على خلفية صور الدم والعنف، ما يسهل أجندات التنظيم أثناء عملية تجنيده للأطفال.