كرامي: إعادة اللحمة بين التبانة وجبل محسن فوق كل السياسة والمحاور
رعى الوزير السابق فيصل كرامي «اللقاء التشاوري» الأول الذي تداعت إليه جمعيات المجتمع المدني في دارة الرئيس عمر كرامي في طرابلس، بدعوة من ملتقى الجمعيات الأهلية في طرابلس واتحاد الجمعيات والفاعليات في الشمال، بهدف تعزيز الأمن والإستقرار والعيش الواحد وتفعيل التواصل والتلاقي والحوار بين أبناء التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين.
وشارك في اللقاء رجال دين ومشايخ من المناطق المذكورة، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال وأعضاء المجلس البلدي، القائم بأعمال رئاسة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي وأعضاء الغرفة، رئيس الإتحاد العمالي في الشمال شعبان بدرة وأعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد، رئيس اتحاد أرباب العمل في الشمال عبد الله المير وأعضاء المجلس التنفيذي، رئيس رابطة مخاتير طرابلس والشمال ربيع مراد، ماهر الضناوي ممثلاً «مؤسسات العزم الإجتماعية»، رؤساء جمعيات ونقابات، وممثلو العمال والتجار والمخاتير وأرباب العمل وفاعليات طرابلس المدنية والأهلية والنقابية والإجتماعية.
بعد تقديم من عريف اللقاء منسق ملتقى الجمعيات الأهلية المحامي عبد الناصر المصري، القى كرامي كلمة استهلها بالقول: «طرقتم باب هذا البيت، فانفتح أمامكم على مصراعيه، ولا عجب، إنه بيت عمر كرامي»، مؤكداً من باب التذكير «أن هذا البيت لم يكن يوماً طرفاً في أي إقتتال بين الطرابلسيين، بل وبين كل اللبنانيين، ولم يكف طوال سنوات المحن التي شهدتها مدينتنا عن إعلان مواقفه الصريحة بأن الحروب المتناسلة التي شهدتها التبانة والجبل، هي حروب عبثية لا أفق لها، وهي حروب مفتعلة وقودها أهل التبانة والجبل، ومنطلقاتها من خارج طرابلس وربما من خارج لبنان، وأهدافها لا صلة لها بطرابلس، وأقول اليوم بل لا صلة لها بلبنان». وأضاف: «إنها حروب العار التي ارتضاها لنا آخرون، وذنبنا الوحيد أننا عجزنا طويلاً عن خنقها في مهدها، ولكن يشفع لنا أننا لم نقصر يوماً، وأقصد هذا البيت تحديداً، في العمل على وأد الفتنة وحقن الدماء والتقريب بين أهل المدينة الواحدة».
وتابع: «أما الجديد الذي آن أوان قوله، رغم مواجعه، فهو أن الجميع من دون استثناء أحد، ليسوا فقط ضحايا، انما هم أيضاً في شكل من الأشكال مرتكبون»، ناصحاً بترك البحث في أسباب ما حصل «فهو جدال عقيم لا نفع فيه، وكلنا يعرف الأسباب ويختلف حولها، ولكن كل هذه الأسباب صحيحة وهو أمر يكفي لكي نهملها ونتركها للتاريخ».
وإذ رحب بالخلاف السياسي وبالاختلاف حول السياسة، شدد كرامي على «أن أي حديث عن خلاف سني – علوي هو عيب، بل هو حرام. ولن ترتضوا لأنفسكم ولمدينتكم العيب والحرام».
واعتبر أن «المصالحة السياسية الجدية بين طرفي النزاع في التبانة والجبل يجب أن تندرج عليها كل شروط المصالحات السياسية في لبنان بعد اتفاق الطائف، والتي تتم برعاية الدولة ومؤسساتها وتمويلها، وبغطاء سياسي وروحي واجتماعي شامل». وسأل «لماذا أسستم وزارة المهجرين؟».
وناشد القيادات السياسية في التبانة والجبل الى عقد مصالحة طرابلسية جدية في ما بينهم، بلا أي بعد غير طرابلسي وغير لبناني، حيث يكون عنوان المصالحة السياسية هو الإتفاق على منع الخلاف في الموقف السياسي من أن يتحول إلى خلاف مذهبي أو إلى اقتتال بين الأهالي، مشدداً على أن «إعادة اللحمة بين أهالي التبانة والجبل فوق كل السياسة، وفوق كل الانتخابات، وفوق كل المحاور».
بعد ذلك جرى نقاش بين الحضور.
حركة التوحيد
من جهته، أكد الأمين العام لـ «حركة التوحيد الإسلامي» عضو قيادة «جبهة العمل الإسلامي في لبنان» الشيخ بلال شعبان، في تصريح: ان «طرابلس لا تزال طرابلس، ولا وجود لتمددات سياسية، وما جرى من اشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة كان استغلالاً سياسياً وانعكاساً للانقسام السياسي الموجود في لبنان، واليوم مختلف القوى السياسية تسعى الى بلسمة جراح طرابلس، لإطلاق سراح الموقوفين الأبرياء وللتعجيل بمحاكمة المدانين والمتهمين»، متمنياً أن «نرى وجه الدولة الإنمائي والاقتصادي بعدما رأى أهل طرابلس وجه الدولة الأمني».
وأضاف: «إن أبناء طرابلس أدركوا أنه كانت هناك لعبة يقوم بها بعض رجال السياسة من أجل الوصول إلى مراكز معينة، ولكن على حساب انماء طرابلس وعلى حساب حرية أبناء طرابلس»، وتمنى أن يكون الجميع «قد فهم حقيقة ما جرى في المرحلة السابقة».
وأكد أن الحركة «مع الحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله»، معتبراً انه «انعكس إيجابياً على المنطقة كلها».