يمّين: التعاون والتنسيق مع سورية مصلحة أكيدة للبنان واللبنانيين
أكدت عضو المكتب السياسي في المرده السيدة فيرا يمّين، «أننا نعيش حالياً زمن التحرير، وهذا يتطلب منا أن نكون موجودين وموحّدين في وجه خطر الإرهاب الذي حذرنا منه الزعيم أنطون سعاده منذ زمن بعيد، والذي يتهدّدنا جميعاً اليوم». وأشارت يمّين إلى «أننا كلنا مع الجيش الذي يجب أن يُعطى السلاح الضروري للمواجهة».
ورأت «أن سورية تحارب من أجل الحفاظ على هوية المنطقة، وجيشها يحقق إنجازات كبيرة على صعيد دحر المجموعات الإرهابية المسلحة، ولا خيار أمامنا إلا ما قاله الرئيس الدكتور بشار الأسد… «الانتصار أو الانتصار».
كلام يمّين جاء خلال لقاء حواري نظمته منفذية ملبورن في الحزب السوري القومي الاجتماعي في مكتبها، وحضره إلى منفذ عام ملبورن صباح عبدالله وأعضاء هيئة المنفذية، ناموس المندوبية السياسية للحزب في استراليا سايد النكت وعدد من المسؤولين الحزبيين.
كما حضر قنصل لبنان العام غسان الخطيب، النائب خليل عيدة، عضو المجلس الاستشاري في وزارة الخارجية والمغتربين السورية عبدالله الطويل، مسؤول الانتشار في تيار المرده جواد خوري ومنسق استراليا إيلي بو هارون ومنسق ملبورن نبيل حنا، منسق استراليا في التيار الوطني الحر روبير بخعازي ومسؤول ملبورن شربل راضي، مسؤول حركة أمل علي الأمين، وعن حزب البعث العربي الاشتراكي وليد بيطار وسليم وردة، رئيس المركز الإسلامي العلوي الاجتماعي يوسف ونوس وراسم الباشا وأحمد نصرة، رئيس تجمع الشباب السوري يحي خلوف، ممثل لجنة التوعية الوطنية إبراهيم حيدر، رئيس دار العودة الاجتماعي طوني الحلو، رئيس نادي الحضارات سامي مظلوم، رئيسة تجمع النهضة النسائي جنى دياب، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام: ايمان ريمان، ايلي نداف، طوني شربل وعمار اسماعيل.
النكت
أدار اللقاء ناموس المندوبية السياسية سايد النكت الذي استهلّ كلمته مرحّباً بيمّين والحضور، وقال: يأتي آذار وفي فجره فتى اسمه أنطون سعاده، وفي توهّجه عقيدة نظرت إلى الكون بعين الإدراك، ودققت في تاريخ الأمة وتراثها الحضاري فوجدتها إنساناً مجتمعياً واحداً، كياناً مترابط الجنس في المصلحة والقضية، وجدت أنّ المرأة والرجل واحد في كينونة المجتمع.
وتابع النكت: يطلّ آذار على أمتنا مجدّداً فيما تشنّ عليها حرب كونية تستهدف تفتيتها وتدمير إرادة النهوض والصمود فيها، لمنعها من أن تأخذ حيّزاً في الوجود ولتسمح للكيان الغاصب في فلسطين أن يتمدّد من جديد…
واعتبر النكت أنّ الداعشية إفراز صهيوني أميركي جاهلي بامتياز، مغطى ومدعوم عربياً وغربياً، كمظهر وفعل حيوي لمخرّب تدميري يستهدف العراق والشام ولبنان، لتدمير قواها العسكرية وتصديع مجتمعها بهدف إنهائها، كما تدمير العالم العربي برمّته.
وقال: لبنان جزء من منطقة الصراع لا ينفصل عنها، لأنه غير منفصل عن واقع الحياة وواقع الجغرافيا والمصير، فأين نحن في لبنان مما يدور حولنا؟ جيشنا يُستهدف وشهداؤه يرتقون دفاعاً عن حياض الوطن… فهل لبنان بمنأى عن المؤامرة لينأى بالنفس؟ أم هو في قلب العاصفة ليهبّ إلى صدّها وإفشالها ودحرها؟
يمّين
واستهلت السيدة فيرا يمّين حديثها بتوجيه الشكر إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقالت: الأول من آذار، عيد مولد كبير من بلادنا، الزعيم أنطون سعاده، الذي تأثرنا بفكره وبدقة استشرافه، حيث نلمس اليوم صوابية ما قاله وكتبه منذ زمن طويل، حين حذّر من الخطر الوهابي، وهو خطر أصبح اليوم وجودياً، ويتطلّب منا أن نكون موحدّين، على الأقلّ من أجل الحفاظ على حياتنا وحياة أولادنا وأجيالنا في لبنان والمنطقة.
ولفتت يمّين إلى أنه في موضوع النأي بالنفس الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية السابقة، ولا يزال البعض يتحدّث عنه إلى اليوم، فقد نخر السوس هذه السياسة حتى العظم ولم يبق منها شيء، إذ كيف يمكن أن ننأى بأنفسنا عن دولة تربطنا معها حدود يبلغ طولها 250 كلم تقريباً، وهي بوابتنا إلى العالم العربي، فعمّن يريدون من لبنان أن ينأى؟ فيما الأصحّ للبنان ومن مصلحته أن ينفتح ويكون على مستوى العلاقة التي تربطه بسورية، أمنياً واقتصادياً، إذا لم نقل تاريخياً وسياسياً وقومياً…
وتابعت يمّين: هناك اتفاقيات تعاون تجمعنا مع سورية على مستوى كبير، ومن الضروري في مكان أن تطبّق هذه الاتفاقيات، وأن نذهب إلى التنسيق، وحين يحصل ذلك نقطع الطريق على أي إمكانية لأن يكون أبناؤنا أسرى لدى «داعش» و«النصرة».
وأردفت يمّين: اليوم «داعش» و«النصرة» في جرود عرسال وجرود بريتال ورأس بعلبك وغيرها من المواقع، ويحتجزون عسكريين ويهددون القرى، لذلك، لا بد من حصول تنسيق مع الجيش السوري، لنحمي لبنان مما يتعرّض له.
وأسفت يمين لكون الجيش اللبناني لا يمتلك إمكانيات، أو قدرات، لأنه ممنوع على الجيش اللبناني أن يمتلك أسلحة متطوّرة قد تهدّد في يوم من الأيام الكيان الصهيوني، معتبرة أن المقاومة تقدّم الغالي والنفيس حتى نستمرّ ونبقى، وأن مسألة النأي والحياد، لا أظن أنّ أحداً يقتنع بها، بعدما اقترب منا الخطر الإرهابي.
ورأت يمّين أنّ جزءاً من هذا النزوح السوري كان مُمنهجاً، مشيرة إلى وجود مناطق آمنة ولا داعي للنزوح منها، وعلى رغم ذلك نزح بعض أهلها، ولذلك هناك علامات استفهام كثيرة تُطرح على هذا النزوح، وعن مدى مشروعيته، وهل أن هناك مَن يرسم لكي تذهب الأمور إلى ما هو أخطر من ذلك، لأنّ من كانوا ينظّرون للنأي بالنفس كانوا هم أنفسهم ضدّ تنظيم النزوح.
وتابعت يمّين: يتساءل كثيرون إنْ كان في الإمكان وضع حدّ لوصول «داعش» إلى داخل لبنان؟ ونحن نقول: المقاومة تأخرت حتى تدخلت، كما يجب أن نذكّر دائماً بأنّ وزير الدفاع اللبناني السابق نائب رئيس تيار المرده فايز غصن حذّر من وجود «القاعدة» في منطقة عرسال، وهذا الأمر تعامل معه البعض حينذاك من زوايا سياسية ضيّقة، فذهبوا إلى عرسال ليفتشوا عن «القاعدة»، وكانوا يعتقدون أنّ «القاعدة قاعدة»، فلو أخدنا في الاعتبار، هذا الكلام صدر عن مركز أمني حساس، مثل وزير الدفاع، وطبعاً من بعده عقد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية مؤتمراً صحافياً، وقال الأشياء كما هي، فلو تصرّفنا كدولة مسؤولة لكنا وفّرنا على أنفسنا الكثير من الوجع.
وقالت يمين: سورية تناضل ليس فقط بِاسمها، بل بِاسمنا كلنا، هي تحارب جل هوية المنطقة، ن هذه الهوية هي المستهدفة. فما يُسمّى «دولة الخلافة» لا تعترف بدول ولا بشعوب ولا بدين، لا تعترف إلا بالإلغاء، حتى تستريح خليلتها في المنطقة التي هي «الدولة اليهودية»، حسب ما ورد في مؤتمر انابوليس مع جورج دبليو بوش.
وأضافت يمّين: هناك إنجازات كبيرة جداً تتحقق في سورية، سواء على الحدود مع تركيا، أو في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، وأيضاً في المناطق الساخنة المتاخمة للبنان في القلمون وفي السلسلة الشرقية. كما أنّ الجيش العراقي استعاد شيئاً من قدرته وقوّته، فيما أردوغان مأزوم، وكلّ المتآمرين مأزومون.
وفي الختام جرى نقاش وأسئلة وأجوبة. وقدّم الأمين الدكتور ادمون ملحم إلى السيدة يمّين كتابه: «انطون سعاده الفيلسوف»، كما قدّم لها المنفذ العام صباح عبدالله كتابه الشعري «نسمات من العرزال».
لقاء في مكتب المنفذية
وعقد لقاء في مكتب «القومي» في ملبورن بحضور يمّين، بين مسؤولي «القومي» و«المرده».