روحاني: ليست لدينا عقبات في تحسين العلاقات مع السعودية

اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي خلال تفقده أمس مجمع «مبنا» الصناعي في «كرج»، أن النهوض بمستوى قدرات أي قطاع في البلاد سيؤدي بالضرورة إلى إلغاء الحظر، وأضاف: «كلما حققنا التطور والتقدم في أي قطاع، فإن الطرف الآخر سيشعر بعدم جدوى الحظر».

وأشار خامنئي إلى الحقبة التي كان فيها مفاعل أبحاث طهران بحاجة إلى اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لإنتاج النظائر المشعة واستعداد إيران لشراء هذا اليورانيوم من الأسواق العملية، وقال: «في تلك الفترة بدا بلطجية العالم وعلى رأسهم أميركا، بوضع العراقيل أمام هذه العملية. وحين عقدت إيران العزم على إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، لم يكن يصدق هؤلاء بأن إيران ستنجح في هذا المجال. ولكن حين نجح علماؤنا الشباب بالاتكال على ذكائهم وإبداعهم، وفي ضوء الإدارة الجيدة في تحقيق هذا التطلع، بل وفي إنتاج قضبان الوقود النووي. انبرت القوى العالمية للإعلان عن استعدادها لتلبية حاجة إيران شرط وقف عمليات التخصيب».

جاء ذلك في وقت اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن خطوات جيدة للتوصل إلى اتفاق نهائي اتخذت في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1»، مشيراً إلى أن المسيرة الماضية قدماً إلى الأمام ستفضي إلى رفع الحظر، وأن بلاده تتقدم في هذا المجال خطوة خطوة وبصورة مدروسة، وقال: «إنه ما عدا أميركا التي علاقاتنا معها لها تعقيدات خاصة، ليست لدينا مشكلة مع بقية الدول في المجموعة بحيث نتباحث معها في القضايا المختلفة، كذلك لدينا علاقات طيبة مع روسيا والصين».

وأضاف روحاني أن حقوق الشعب الإيراني هي الخط الأحمر في المفاوضات النووية، ونحن لن نتخلى عن هذه الحقوق أبداً، مشيراً إلى نجاح المفاوضات في المرحلة الأولى، وقال: «لو تحرك الطرف الآخر في الإطار الدولي وصون حقوق الشعب الإيراني، فبالإمكان الوصول إلى نتيجة في المفاوضات»، وعبر عن تفاؤله بالقول: «إنني لست متشائماً تجاه هذه المفاوضات، ولكن الوصول إلى اتفاق خلال 6 أشهر متعلق بالطرف الآخر ومدى استعداده للتعامل الصائب».

وفي شأن العلاقات مع السعودية قال روحاني إنه لا توجد عقبات في تحسين العلاقات مع السعودية، ومشكلتها هي مع المنطقة، ونأمل أن تلمس ظروف وأوضاع المنطقة بشكل جيد، وتدرك أن أفضل سبيل للمنطقة هو إحلال السلام والأخوة والأمن وطرد الإرهابيين منها.

وأعرب عن أمله بأن «تصل السعودية إلى هذه النتيجة وستصل إليها، وفي هذه الحالة لا توجد هناك أي مشكلة في العلاقة معها»، قائلاً: «نحن بدأنا طريق السلام والمصالحة في الداخل والخارج وسنواصل هذا الطريق».

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده اتخذت خطوات كبيرة في السياسة الخارجية، لافتاً إلى «وجوب التركيز في السياسة الخارجية على اتخاذ خطوات راسخة ومدروسة في جميع المجالات، خصوصاً في مجال رفع الحظر عن إيران»، مؤكداً أن «الحظر كان ظلماً كبيراً بحق الشعب الإيراني»، متابعاً: «لقد تضرر شعبنا وكذلك العالم، وانتفعت أطراف قليلة جرّاء ذلك».

وإذ أشار إلى تحسين العلاقات بين إيران ودول العالم مقارنة بالماضي، قال إن «علاقاتنا مع الدول الجارة وغير الجارة تتحسن يوماً بعد يوم، بحيث سنشهد تحولاً جيداً للغاية في العلاقات مع روسيا والصين من الناحية الاقتصادية والسياسية».

وحول العلاقات الإيرانية الأميركية، قال إن «ظروفنا مع أميركا كانت ولا تزال ظروفاً صعبة، بحيث لن تحل قريباً القضايا والمشاكل الموجودة معها والتي كانت ولا تزال لها علاقات عدائية معنا منذ سنوات طويلة، ولكن على رغم ذلك نعتقد أنه بإمكاننا خفض مستوى التوتر معها».

ولفت الرئيس روحاني إلى العديد من زيارات الوفود السياسية والاقتصادية من الدول المختلفة إلى طهران في الآونة الأخيرة، وقال: «بإمكاننا أن نحل مشاكلنا مع العالم، إلا أن بعض القضايا معقدة ولا يمكن حلها في يوم واحد»، مؤكداً أن «إيران لم تخف شيئاً ولا تريد أن تخفي شيئاً بشأن برنامجها النووي السلمي». وقال إن «نشاطاتنا سلمية وستبقي سلمية، بحيث أن جميع نشاطاتنا تمّت وما زالت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولذلك لا توجد مشكلة مع العالم لا يمكن حلها».

وأضاف إن العالم أدرك بأن زمن اللجوء إلى التهديد والحظر والضغط قد ولى، وأن الرأي العام يرفض ذلك وأن الإجراء الذي قام به الغرب ضد إيران، والمتمثل بممارسة الضغط ضد الشعب في شراء الأدوية وتوفير السلع الأساسية كان منافياً لحقوق الإنسان.

وأعلن روحاني أن بلاده مستعدة لكي تتحدث مع العالم بلغة المنطق والاستدلال والتعامل البنّاء إلا أنها لم ولن تقبل أبداً الضغط والغطرسة والكلام غير المشروع، وأضاف: «أن ما قدمته وتقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال هذا التعامل هو مزيد من الشفافية لاستقطاب مزيد من الرأي العام العالمي. إننا لم ولن نسعى أبداً وراء السلاح النووي، وليست لدينا مشكلة لنمارس شفافية أكبر في هذا المجال لكسب ثقة الجميع».

وأكد الرئيس الإيراني أن الشركات الأجنبية المهمة قد أعربت عن حرصها على التعاون مع إيران، وبدأت محادثات في هذا المجال وفي بعض الحالات توافرت الأرضية لإبرام اتفاقات، إلا أن تطبيق هذه الاتفاقات بحاجة إلى تسوية المشاكل المصرفية، مشدداً على أنه اتخذت خطوات لتسوية هذه المشاكل، وأن التسوية النهائية تتم خلال الاتفاق النهائي.

وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن بلاده في الموضوع النووي تابعت دوماً منهجاً واضحاً وشفافاً، مؤكداً أن إيران لم ولن تسعى أبداً وراء السلاح النووي، إلا أنها تسعى من أجل الاستفادة من الطاقة النووية السلمية.

وقال لاريجاني خلال لقائه رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الرومانية الإيرانية سورين اشتفان روشكا استانسكو، إن قيام الاتحاد الأوروبي بدور مستقل في القضايا الإقليمية يخدم مصالح الاتحاد.

واعتبر استانسكو إيران بلداً مهماً ومؤثراً وفاعلاً في المنطقة، معلناً استعداد بوخارست لتنمية العلاقات الشاملة مع طهران، مؤكداً أن زيارة الوفد البرلماني الروماني إلى إيران ستؤدي دوراً فاعلاً في تنمية العلاقات الثنائية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى