البيت الأبيض: كيري يلتقي ظريف بلوزان الخميس المقبل
يقول المسؤولون الأميركيون إن البيت الأبيض كشف عملية التجسس بتأكده من أن «إسرائيل» تملك معلومات دقيقة عن المحادثات السرية التي جرت في الغرف المغلقة.
ونفى مسؤولون «إسرائيليون» ما جاء على لسان الأميركيين، مشيرين إلى أنهم حصلوا على المعلومات بطرق أخرى، بما في ذلك مراقبة المسؤولين الإيرانيين، الذين تلقوا مقترحات جديدة من قبل الولايات المتحدة والأوروبيين.
وبحسب مصادر أوروبية وأميركية فإن الأوروبيين، لا سيما فرنسا، كانوا أكثر وضوحاً مع «إسرائيل» تجاه المفاوضات الجارية.
وحذرت الاستخبارات الأميركية، لدى انتقال المحادثات من النمسا إلى سويسرا، أعضاء فريق التفاوض الأميركي من أن «إسرائيل» تحاول اختراق المحادثات. وتطور الوضع في نهاية المطاف إلى قرار الأميركيين إجراء جولات من المحادثات الثنائية مع الإيرانيين لمنع تسرب المعلومات الحساسة.
ومن المتوقع أن يغادر الوفد الأميركي المفاوض خلال اليومين المقبلين إلى لوزان لإجراء محادثات مصيرية مع الوفد الإيراني بعد أن يجري وزير الخارجية الأميركي، جون كيري محادثات مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا آمانو في واشنطن.
وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أن وزير الخارجية الأميركي سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في لوزان بسويسرا الخميس المقبل، في إطار مفاوضات الدول الكبرى مع طهران حول ملفها النووي.
فيما أفاد المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتين شيفر باستئناف المفاوضات بين الطرفين على مستوى المدراء السياسيين في لوزان الخميس المقبل، كما لم يستبعد انضمام وزراء خارجية مجموعة «5+1» ونظيرهم الإيراني إلى المفاوضات لاحقاً.
وأضاف الدبلوماسي الألماني أنه على رغم ضرورة أن تقوم الأطراف «بخطوات مهمة صعبة في المفاوضات»، فإن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لا مفر منه.
إلى ذلك، طالبت غالبية أعضاء مجلس النواب الأميركي في رسالة نشرت أمس الرئيس باراك أوباما بتأكيد أن أي اتفاق حول الملف النووي مع إيران يجب أن يفرض ضوابط عليها لعقود.
وبرر النواب الـ367 من أصل 433 من الجمهوريين والديمقراطيين رسالتهم إلى الرئيس الأميركي بـ»المسائل الخطيرة والملحة التي تبحث خلال هذه المفاوضات» بين مجموعة 5+1 وإيران.
ويرتقب أن تستأنف المفاوضات في سويسرا الأربعاء قبل انتهاء المهلة المحددة حتى نهاية الشهر الجاري للتوصل إلى اتفاق إطار سياسي.
وجاء في رسالة النواب «نظراً إلى عقود من التكتم الإيراني، يجب أن يحصل المفاوضون على تعهدات بالحد الأقصى من إيران حول اعتماد الشفافية».
وأضافوا أن «أي نظام تفتيش وتحقق يجب أن يتيح الوصول إلى أماكن مشبوهة في مهلة قصيرة، والضوابط التي يمكن التحقق منها على البرنامج النووي الإيراني يجب أن تستمر لعقود».
من جانب آخر، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في كلمة ألقاها أمام البرلمان في لندن، أن رفض إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، أمر غير مرغوب به.
وقال كاميرون: «من الواضح أنه لا يتعين علينا أن نبرم الاتفاق بأي ثمن كان، إلا أنني أعتقد أن البديل ليس مثيراً جداً، بما في ذلك بالنسبة إلى إيران».
وأشار رئيس الحكومة البريطانية إلى أن العقوبات المفروضة على طهران ألحقت باقتصادها أضراراً كبيرة، ولذلك فإن من مصلحة الأخيرة الوصول إلى اتفاق في المفاوضات النووية.