وزير الخارجية الأردني الأسبق كامل أبو جابر: الأسطورة التلمودية وراء الفظائع التي لحقت بفلسطين

عمان ـ محمد شريف الجيوسي

أكد وزير الخارجية الأردني الأسبق د. كامل أبو جابر أنه لن يقدّم اعتذاراً لـ «إسرائيل»، وأن عليها الخروج من عقلية القلعة.

وقال ابو جابر رداً على احتجاج «إسرائيلي» على مقالته في جريدة الجوردان تايمز «لا يوجد ما أعتذر عنه ولن اعتذر»، ودعا أبو جابر الذي يترأس معهد حوار الاديان «الإسرائيليين» لإعطاء العرب حقوقهم وعدم التفكير بعقلية القلعة والاستعلاء والإصرار على أنهم هم «شعب الله المختار»، وتابع: «هل يعقل أن تدعي دولة أنها ديمقراطية وتتحدث بأنها «شعب الله المختار»، وتمارس العنصرية؟».

وحول استشهاد أبو جابر بمقولات للقائد الألماني النازي أدولف هتلر في مقالته وهو ما أغضب «الإسرائيليين»، قال: «أنا اقتبست جملة من كلام هتلر عندما قال كلما كانت الكذبة كبيرة صدقها أكبر عدد من الناس، وهذا للأسف ما تمارسه «إسرائيل» حالياً في سياق حربها الإعلامية والنفسية».

وكان رئيس تحرير «الجوردن تايمز» سمير برهوم، قد لفت إلى أن نشر المقال في صحيفته يدخل تحت عنوان حرية التعبير، متسائلاً: «كم من المقالات والتحريض تمارس الحكومة «الإسرائيلية» والإعلام «الإسرائيلي» ضد الأردن والفلسطينيين كل يوم»، متابعاً: «الأجدى أن يعتذروا عن أفعالهم وهجومهم اليومي على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية والفلسطينيين».

وأضاف أبو جابر، كذبة الصهيونية الكبرى -»أرض بلا شعب»- تبناها العالم الغربي بأكمله». معتبراً أن الأسطورة التلمودية «شعب الله المختار»، هي أهم العوامل وراء كل المآسي والفظائع التي لحقت بفلسطين منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، سويسرا، في 1897. وأوضح أن حضارتنا لم يكن لها لحظة من الراحة قط، لأن الصهيونية قادرة على اختراق الحضارة الغربية عبر عشرات الملايين من الغربيين، والمحافظين الجدد، واعتماد الأسطورة التلمودية الباطنية، ووضع المصالح الصهيونية قبل وفوق المصالح الوطنية الخاصة.

وقال أبو جابر، نحن العرب والأردنيين والفلسطينيين خصوصاً، ضحايا سيل من الأكاذيب من قبل عدد قليل من أقطاب وسائل الإعلام الدولية، التي في كل يوم تدخل إلى كل غرفة من كل منزل، ليس فقط لنشر الجنس والعنف، إنما أيضاً، وفوق كل شيء، لنشر الأفكار الصهيونية من اليمين المتطرف. وأضاف، بينما نحن نتجادل ونتقاتل في ما بيننا حول الهوية الأردنية ـ الفلسطينية، وحق العودة، وقضايا السنة والشيعة، وغيرها، لا يزال الاستيطان والتفكير الصهيوني المدعوم بالكامل من الغرب يبتلع الأرض.

واعتبر مراقبون، أن احتجاج «إسرائيل» ووجه باحتقار وتنديد أردني شعبي شديد، وأن الأحرى بها أن تعتذر للأردن ولـ د. أبو جابر، وأن تلحق الاعتذار، بوقف إجراءاتها العدوانية العديدة تجاه الأغوار والمياه ونهر الأردن ومحاولات تزوير التاريخ في أماكن معينة من الأردن، تحضيراً لادعاءات لاحقة بأحقية تاريخية زائفة في الأردن، والتوقف عن الزعم بأن الضفة الأخرى للنهر لها فضلاً عن أن عليها فهم أنها احتلت معظم فلسطين بالإرهاب وبمساندة المستعمر البريطاني وبمساندة المستعمر الفرنسي والأميركي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى