نكسة هبة طوجي

هنادي عيسى

منذ أشهر، أعلنت هبة طوجي نبأ اشتراكها في برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية. وأثارت هذه المشاركة جدلاً كبيراً في الوسطين الفني والإعلامي، وحتى في الوسط الجماهيري. فمنهم من شجّع خطوتها واعتبر أنها ستفتح أمامها آفاقاً جديدة نحو العالمية بعدما تعذّر عليها إقناع منتج كبير بتبنّي موهبتها في العالم العربي. وآخرون استهجنوا هذه المشاركة واعتبروها «دعسة ناقصة» في مسيرتها الفنية، وهي التي قدّمت أعمالاً غنائية ومسرحية من توقيع عائلة الرحباني العريقة في عالم الفن اللبناني والعربي. وقد جاءت هذه الاعتراضات على خلفية أنّ عدداً من الفنانين اللبنانيين شاركوا في البرنامج نفسه على مدار السنوات السابقة، والأخيرة منهم كانت آلين لحّود ابنة المطربة الراحلة سلوى القطريب. وعلى رغم تهليل كل الشعب اللبناني لها، إلا أنّ حلمها انكسر، ومغامرتها لم تجلب لها أيّ عروض عالمية.

إلّا أنّ شهرة هبة طوجي وموهبتها تبقيانها أهمّ من زملائها الذين شاركوا في «ذا فويس» الفرنسي. ومع مرور الأسابيع، بدأت الصورة تتّضح أكثر في كل مرّة كانت تفوز طوجي وتنتقل إلى المرحلة التالية، إذ كان محبّوها يهللون لها لأنها «ترفع اسم لبنان عالياً» بحسب وجهة نظرهم. أما في المقابل، فتبيّن أنّ تخطّي المراحل في البرنامج، كان يتطلّب من هبة طوجي أن تتوالف مع المشتركة «الإسرائيلية» لالوم التي التقطت لها مع طوجي أكثر من صورة «سيلفي» نُشرت على صفحة المشتركة الفرنسية ـ «الإسرائيلية» في «فايسبوك».

وأمام هذا الواقع، صمّت اللبنانية الأصيلة وصمّ أستاذها أسامة الرحباني آذانهما ولم يسمعا أو يتابعا كل التعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنّ طوجي تنتمي إلى بلد قوانينه تعاقب كل شخص يطبّع مع العدو «الإسرائيلي»، إنما يبدو أنّ حلم الوصول إلى اللقب الذي وعدت به منذ توقيعها عقد المشاركة مع منتج البرنامج، جعل كل شيء مسموحاً. إنما كانت الصدمة الكبرى في تلك الحلقة التي خرجت فيها «الإسرائيلية» من المسابقة، والتي ارتمت في أحضان طوجي فور إعلان النتيجة، فما كان من الأخيرة إلّا أن واستها بعد الخسارة. وهنا ازدادت النقمة على صاحبة أغنية «لا بداية ولا نهاية» التي خسرت في مرحلة نصف النهائي، وعادت إلى بلدها بنكسة كبيرة. فهي، وبحسب المراقبين، لن تستطيع الاستمرار من حيث انتهت في لبنان، خصوصاً أنّ الموسيقى التي تقدّمها مع الرحابنة الجدد نخبوية ولا تصل إلى عامة الشعب. على عكس أعمال الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، إذ وصلت أعمالهما إلى العالمية بصوت سفيرتنا إلى النجوم فيروز من بيئتنا اللبنانية. إلّا أنّ طوجي علّقت فور عودتها من فرنسا ـ متخفّية وراء نكستها ـ على خسارتها بالقول: «إنها لا بداية ولا نهاية»، ويبدو أنها ستحتاج إلى خطوات فنية قوية تمحو من بال الناس خسارتها، وأيضاً تعاطيها مع المشتركة «الإسرائيلية». فهل تنجح؟ الأيام وحدها كفيلة بتوضيح الصورة التي أصبحت رمادية أمام هبة طوجي… فلننتظر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى