«ليالٍ بابلية»… رسالة حبّ وسلام من بابل إلى بيروت

لمى نوّام

بمشاركة نخبة من مثقّفي محافظة بابل العراقية وشعرائها وفنانيها، وبحضور جمع كبير من المثقّفين العراقيين واللبنانيين في بيروت وطاقم السفارة العراقية في لبنان، أقام المركز الثقافي العراقي في بيروت أمسية ثقافية بعنوان «ليالٍ بابلية»، وذلك تضامناً مع العراق وجيشه الذي يدافع عن أرض الوطن بكل شجاعة وإقدام.

قدّمت الأمسية الإعلامية وداد حجّاج، وألقت كلمة ترحيبية جاء فيها: «كلّما اشتقنا إلى العراق، جئنا إليه، إلى ليلة بابلية، اليوم لنا على بستان بابل وجنائنها، ممرّ وطريق، من المركز الثقافي العراقي في بيروت».

وأضافت: «ضيوفنا في هذه الأمسية البابلية، من رموز الشعر العراقي، من برج بابل عالي المجد والحضارة، في ليلة عشتارية، فإذا كانت عشتروت نجمة الصباح، فضيوفنا في هذه الأمسية هم من نجوم المعرفة والثقافة، جاؤوا اليوم ليفتحوا لنا صفحة أخرى من صفحات التواصل الثقافي، الذي ما انقطع يوماً بين بابل وبيروت، وبين لبنان والعراق».

ثمّ ألقى مدير المركز الدكتور علي عويّد العبادي كلمة قال فيها: «إنّ هذه الأمسية لهي مهرجان تضامن مع الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر المجاهدين والمرابضين في الدفاع عن الأرض والوطن»، مباركاً الانتصارات المحقّقة في تحرير مدن العراق من براثن الإرهاب والتطرّف.

وقال العبادي إنّ الانتصارات المحقّقة دليل على أصالة الشعب العراقي ووحدته وتماسكه.

استهلّت الأمسيّة بعزف النشيد الوطني العراقي من قبل الفنان سعد العوّاد على آلة العود بمشاركة الحضور الذي تفاعل معه.

ثم اعتلى المنصّة الشاعر المبدع جبّار الكوّاز رئيس اتحاد كتّاب بابل، ملقياً قصيدتين: الأولى مهداة للوطن وما يعانيه هذا الوطن من فوضى وقتل وإرهاب، وضرورة أن يكون العراقيون صفّاً واحداً في مواجهة هذا الخطر الذي يتهدّد كل العراق من شماله إلى جنوبه. والقصيدة الثانية تعبير عن التسامح الدينيّ، مهداة الى امرأة كانت تعيش قبل أكثر من نصف قرن في مدينة الحلّة، وكيف أنّها رفضت الهجرة مع باقي أهلها لتبقى في الحلّة حتى توفيت فيها. وتفاعل الحضور مع الكوّاز مطالبين بإعادة أبياته لأكثر من مرّة.

وأضفى الشاعر المتألّق حامد كعيّد رئيس اتّحاد الشعراء الشعبيين في محافظة بابل روح البهجة والسرور عبر ما قدّمه من قصائد جميلة عن العراق وبيروت، وفق صور شعرية ارتسم فيها الزمن الماضي الجميل والحاضر، ما بين فيروز ووديع الصافي وياسين خضر وحسين نعمة وجمال بيروت. وأنشد قصيدة نالت استحسان الجميع بعنوان «بيروت»، استعرض فيها دور بيروت الثقافي والجمالي.

ثمّ قدّم الفنانان فاضل شاكر وسعد العوّاد وصلات غنائية من التراث العراقي الجميل، وأدّيا الأغاني: «على جسر المسيّب» و«ميجانا ميجانا»، و«بيردلي» ومقطوعات من المقام العراقي. وغنّى العوّاد عدداً من الأغاني التي نالت إعجاب الحضور، رافقه الفنان اللبناني طارق بشاشة كضابط إيقاع.

وقدّم الوفد البابلي درعاً تكريمية لمدير المركز الدكتور علي عويّد العبادي ولعدد من الذين بذلوا الجهود لإنجاح هذا الاحتفال.

ومنح المركز الثقافي العراقي أعضاء الوفد المشاركين في الأمسية، شهادات تقديرية، سلّمهم إياها العبادي.

وتأتي هذه الفعالية تعزيزاً لدور الفنّ والموسيقى في إشاعة الحبّ والتسامح، كونها تعزّز الثقافة الفنية بين البلدان العربية، وهي في الوقت عينه عبارة عن رسالة سلام لتعزيز المحبّة ونبذ الطائفية والفوضى والاقتتال.

حضر الأمسية القائمة بالأعمال في السفارة العراقية الأستاذة بري خان شوقي، والقنصل العراقي الدكتور وليد العيسى، والملحق الثقافي الدكتورة أحلام الباهلي، وحشد كبير من المثقّفين والإعلاميين ومتذوّقي الفنّ والشعر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى