حلف العرب بين كرة النار… وسوء ا ختيار

لؤي خليل

تأخذنا الحروب المتنقلة بين رقعات المنطقة من بلاد الشام الى مصر واليمن، إلى تاريخ حروب الجاهلية التي كانت تفتعل بحكم الذهنيات القبلية والتخلف المهيمن بحكم السيطرة والهيمنة على ا قتصاد والتجارة.

وقد لعب ما تبع ذلك من تغلغل استعماري دوماً على وتر القبلية والطائفية العمياء في عقول أصحاب النفوس الضعيفة حتى وقتنا هذا والتي يمثلها قادة حلف المساومة العميل الحاقد. ويظهر الحقد الأعمى للكيان الصهيوني من خلال حروب طائفية ومذهبية متنقلة بأشكال عدة مختلفة بين بلدان المنطقة، حروب تحمل أفكاراً تقسيمية بدت واضحة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، وخصوصاً بعد فقدان دول الخليج أدنى ذرات الوعي السياسي، فعصا الإرهاب التي يهدّدهم بها الاستكبار العالمي سترتدّ عليهم كابوساً تقسيمياً مدمراً، فكرة النار التي تتدحرج بعيداً من دول الخليج باتت الآن على حدود تلك الدول وستشعل حرباً بغيضة لن ترحم هشاشة هذه المجتمعات الخليجية التي ولد من رحمها فرخ إرهابي تربى على حقد الإرهاب الصهيوني لينشر أفكاره التقسيمية المنهكة في قلب العالم العربي.

فالحلف الأعرابي ـ الصهيوني يتعامل بطريقة حاقدة طائفية من دون التفكير بأي هدف بعيد وأي نتيجة كارثية لهذه الحرب التي تحطم الهوية ا جتماعية العربية وتحقق هدفاً صهيونياً قديماً حديثاً، وهو إنكار الهوية العربية وتدمير مكونات التاريخ المقاوم والإسلامي، فهذا الشوق الوهابي آل سعود وأعرابهم الخليجيين للصهيونية التقسيمية سيرتدّ كرة نار تحرقهم في قلب مجتمعاتهم، ودوماً الشعوب هي الخاسر الأكبر أما المستفيد فهو ا ستعمار. فالعقل ا ستخباراتي الغربي الذي لم يعد يخفى على أحد مخططه التقسيمي المعلن دفاعاً عن مصالحه المهدّدة، لذلك بدّ من تعطيل العقول العربية وتقسيم المجتمعات كعامل أول من أجل تثبيت الوجود الغربي الهادف إلى حماية مصالحه وتجميد مقدرات هذه الشعوب العربية.

منذ أن أعلن ما يسمى الربيع الإرهابي الذي ازهر حقداً تقسيمياً، ولد معه فراخاً متعدّدة الأهداف، فالتركي الطامح إلى حلمه العثماني القديم والغرب الطامح إلى حلمه التقسيمي القديم والذي يلتقي مع الصهيونية حول هدف ضرب جميع الجيوش العربية وضرب مقدرات الحلف المقاوم وإنهاكه في عقول الشعوب قبل واقعه كقوة بشرية، هذه أسباب الفكر الغربي المتهافت إلى دفع عملائه دوماً إلى سوء ا ختيار ولو على حساب شعوبه التي تتعرض يوماً بعد يوم إلى تفكيك عقلي.

تتخبط السعودية بين دورها كوكيل للحرب الصهيونية على المنطقة، ويمتد هذا التخبط إلى الأرض اليمنية مترافقاً دوماً مع سوء اختيار الأهداف. فالإيراني بدأ يواجه بأياد حوثية لخلط الأوراق وربطها بالهدف ا قتصادي الذي يرتبط بأسعار النفط والاتفاق النووي، هذا ا تفاق الذي يواجه تهديد النار الخليجية والتآمر «الإسرائيلي» الذين يتسابقان إلى خلق اأزمات المتنقلة وكسر أي اتفاق إيراني ـ أميركي، هذا التحدي الذي يرسم صورة قاتمة لمستقبل المنطقة، وبوجه آخر يرسم كباشاً ومرحلة جديدة من مراحل تجميع الأوراق لتحقيق توازن يسابق الاتفاق أو الحرب المفتوحة، فإما اللعب لإذكاء النار أكثر أو اللعب بالدماء يعبر عن أفكار تضع وراءها دماء اأبرياء الذين يدفعون دائماً ثمن سياسات قادة التآمر وسوء ا ختيار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى