توسك: واهم من يعتقد أن أوروبا ستقدم دعماً عسكرياً مباشراً لأوكرانيا

وصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بالـ»وهم» إمكان تقديم الاتحاد الأوروبي دعماً عسكرياً مباشراً لأوكرانيا، مشدداً على أنه شخصياً يعارض مثل هذا الأمر.

وقال توسك في حديث تلفزيوني: «ليس من صلاحيات الاتحاد الأوروبي اتخاذ مثل هذه القرارات تقديم مساعدة عسكرية . وبغض النظر عن أن الاتحاد الأوروبي لم يؤسس لهذا الغرض، لا يغطى مثل هذا المزاج في أوروبا، فليس هناك الكثير من المتحمسين المؤيدين لمثل هذ النوع من القرارات وهو تقديم دعم عسكري مباشر لأوكرانيا، فلا داعي لبناء الأوهام».

وأضاف توسك: «أنا أعارض التدخل العسكري في الأزمة الأوكرانية وأصر على الحل الدبلوماسي، كما الولايات المتحدة الأمركية وكندا». وأوضح توسك أن «هاتين الدوليتن تراهنان على الطرق الدبلوماسية والسلمية في حل هذه الأزمة، لكن هل تعتبر هذه الطرق فعالة؟ ربما ليست فعالة بما فيه الكفاية، بخاصة من وجهة نظر أوكرانيا، فهي، إلى جانب العقوبات لم تحدث تأثيراً فورياً وكاملاً، لكن، من جانب آخر، فإن توقف أكثر المراحل سخونة في الأزمة وانحسار المعارك الشاملة في أوكرانيا هو، بلا شك، نتيجة للموقف الأوروبي الموحد».

يذكر أن السلطات الأوكرانية تطالب الغرب باستمرار بتقديم مساعدة عسكرية لها. وقد أعلنت الإدارة الأميركية السابقة أنها تنظر في تقديم مساعدة عسكرية «فتاكة» لكييف إلا أنها امتنعت عن هذه الفكرة في النهاية. وبعدها، صادق مجلس النواب في الكونغرس الأميركي على مشروع قرار يدعو الرئيس باراك أوباما إلى بدء تقديم أسلحة لأوكرانيا.

لكن الولايات المتحدة تصر مع ذلك على أن تضع لمساتها العسكرية في الأزمة فأرسلت إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي نحو 300 من مشاة البحرية بهدف تدريب الجنود الأوكرانيين، بمن فيهم الحرس الوطني وغيره من الكتائب التي شاركت في العملية العسكرية شرق البلاد، على فنون القتال المختلفة. وهو ماتعارضه موسكو التي ترى أن مثل هذه الخطوات ستقوض جهود التسوية السلمية للنزاع.

إلى ذلك، شدد إدوارد باسورين، الناطق باسم قوات «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من طرف واحد، على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإجبار كييف على تنفيذ اتفاقات مينسك.

وقال باسورين إن الجانب الأوكراني لا يزال يفعل كل شيء من أجل إحباط اتفاقات مينسك حول تسوية النزاع المسلح جنوب شرقي البلاد، مضيفاً: «نحن ندعو المجتمع الدولي وجميع الأطراف المشاركة في عملية التفاوض، إلى ممارسة ضغط سياسي مباشر على الحكومة الأوكرانية كي تنفذ اتفاقات مينسك»، مشيراً إلى عدم وجود بديل من الحل السياسي لهذا النزاع.

كما دعا باسورين السلطات الأوكرانية إلى إطلاق حوار شامل مع «دونيتسك الشعبية»، لافتاً إلى أن «الطريق الوحيد المتحضر للحل هو التسوية السياسية لجميع التناقضات».

وفي شأن آخر، أعلنت وزارة الخارجية النروجية، أن النروج وسعت قائمة العقوبات «السوداء» بالنسبة لروسيا وأوكرانيا لتضم 19 شخصاً و9 شخصيات اعتبارية جديدة، وذلك بعد خطوة مماثلة للاتحاد الأوروبي.

وجاء في وثيقة الوزارة أن «الإجراءات الجديدة تخص الأشخاص الذين شملتهم قرارات الاتحاد الأوروبي الأخيرة والقاضية بتجميد أصولهم الأجنبية».

وتضم القائمة الجديدة 5 مسؤولين روس، هم نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، والنائب الأول لوزير الدفاع الروسي أركادي باخين، وفنان الشعب السوفياتي النائب في مجلس الدوما الروسي يوسف كوبزون، وكذلك النائب في مجلس الدوما عن الحزب الشيوعي فاليري راشكين ورئيس دائرة العمليات العامة في هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي آندري كارتابولوف.

كما شملت اللائحة «السوداء» أسماء 14 من قادة جمهوريتي «دونيتسك» و«لوغانسك» الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد، بالإضافة إلى زعماء وحدات للدفاع الشعبي.

وتقضي هذه العقوبات أيضاً بحظر دخول هؤلاء الأشخاص أراضي النروج وتجميد أصولهم في حال وجودها في مصارف هذا البلد.

وتعد القائمة النروجية مماثلة للائحة الاتحاد الأوروبي، إذ أن التعديلات التى أدخلت تتناسب مع ما أعلنه الأخير، في الـ16 شباط.

تجدر الإشارة إلى أن المملكة النروجية ليست عضواَ في الاتحاد الأوروبي، لكنها تتبعه في تطبيق جميع عقوباته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى