بن نايف ولياً للعهد وبن سلمان ولياً لولي العهد!

ناديا شحادة

ماذا سيحصل في السعودية بعد تولّي الملك سلمان للعرش؟ في 23 كانون الثاني 2015 سؤال تداوله الكثير منذ ذلك اليوم وذهب البعض للقول إن صعود الملك الجديد سلمان يحمل في محصلته تغييراً جذرياً في سياسات المملكة السعودية. في المقابل يرى البعض إن صعود الملك ليس إلا تغيير وجوه فقط رافقته قرارات في شكل أوامر ملكية وصفها البعض بالانقلاب الابيض حيث أجرى الملك سلمان أكبر تغيير وزاري في تاريخ المملكة وذلك بإصداره لأكثر من 30 أمراً ملكياً وقرارات ذات دلالة بالغة حيث ان المتابعين للشأن السعودي باغتتهم حجم تلك القرارات وسرعة اتخاذها، وأكثر ما فاجئ المراقبين هو اصدار الملك سلمان بن عبدالعزيز صباح أمس 29 نيسان 2015 عدد من الاوامر الملكية بموجبها تم تعيين الامير محمد بن نايف ولياً للعهد الذي مهد الطريق له للوصول الى العرش، هذا القرار الذي يرجحه المراقبون بأنه قرار أميركي، فالأمير بن نايف يعتبره المسؤولون في واشنطن أنه يتسم بالمهارة والحداثة، وكانت الفضائيات الأميركية ركزت في ترحيبها بالأمير محمد بن نايف عندما تم تعينه ولياً لولي العهد وكانت فضائية «فوكس نيوز» الأميركية رحبت على شاشتها به في 24 كانون الثاني من العام الحالي.

قرار التعيين هذا كان قد توقعه القليل من المراقبين قبل وفاة الملك عبدالله الذي أعقب تعيينه ولياً لولي العهد بدلاً من الامير متعب بن عبدالله وزير الحرس الذي كان ينافس بن نايف على هذا المنصب، وبالتالي كان من المتوقع الإطاحة بالامير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السابق الذي كان جسراً للعبور، وكان أول من تقلد منصب ولي ولي العهد في 27 آذار 2014 طبقاً للتغيّر الذي أحدثه الملك عبدالله، والذي يراه المراقبون أنه كان يرجى ابقاء منصب ولاية العهد بعد وفاته بعيداً من الجناح السديري وتمهيداً لأن يتولاه أبنه، ولذلك كان اختيار مقرن أختياراً مناسباً كونه ليس من السديريين ويحمل صفات لا تؤهله بقوة لتولي عرش المملكة.

غير المتوقع في قرارات اليوم هو صعود الأمير صغير السن والخبرة محمد بن سلمان إلى منصب ولي لولي العهد الذي كان رئيساً لديوان ولي العهد عندما كان والده الملك سلمان يشغل ذلك المنصب وبعد ان تولى الاخير العرش صعد محمد بن سلمان إلى منصب رئيس الديوان الملكي المنصب المهم والخطير في منظومة الحكم السعودي، ويؤكد المتابعون انه منذ تدهور حالة الملك سلمان الصحية منذ سنوات واحتمالية اصابته بألزهايمر أو الخرف حسبما ذكر سايمون هندرسون الباحث ومدير برنامج الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فإن محمد يتولى جميع شؤون والده ويمنع مرور أي مرسوم أو قرار من دون أن يمر عليه، وبالتالي فإن محمد بن سلمان كان اللاعب الرئيسي في العدوان على اليمن وأنه هو ووالده الملك ووزير الداخليه هم من أخذوا قبل شهرين قرار هذه الحرب بالتشاور مع الاميركيين، ويؤكد المتابعون أن كلاً من الامير مقرن وسعود الفيصل لم يكونا على علم بقرار الحرب على اليمن ورفضا المصادقة عليها، وهذا ما أكدته معلومات مسربة من داخل العائلة المالكة، فربما تمّ تهميش كل من مقرن والفيصل الذي تم اقالته وتعيين الجبير وزيراً للخارجية الذي كان صوت واشنطن في الرياض بحربها على اليمن بالاضافة إلى أنه كان الصوت المعبر عن مصالح الولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى