«الطريق إلى الشمس»… حكاية سوريّة تلخّص صمود شعب اعتاد هزم المَلمّات

ميس العاني

أكّد المخرج السوري ممدوح الأطرش أن الظروف التي تمرّ بها سورية، هي ما دفعته إلى التوجه إلى إخراج العرض المسرحي الاستعراضي «الطريق إلى الشمس». مشيراً إلى أن رسالة العرض الأساسية تكمن في التأكيد أننا كسوريين باقون وموجودون لإيصال رسالة المحبّة.

وأشار الأطرش خلال مؤتمر صحافيّ عقدته أمس أسرة العمل في «دار الأوبرا» إلى أن المسرح الاستعراضي يعدّ من أصعب أنواع العروض المسرحية، ولكن لا بدّ من عودته لتقديم مضمون جاد. لافتاً إلى الدعم الذي تلقّاه العرض من قبل وزارتَي الثقافة والإعلام.

ولفت الأطرش إلى أنّ المسرحية تروي قصة حقيقية حدثت في سورية منذ عام 1896، أبطالها من لحم ودم، لا من الخيال. عاشوا الألم والحسرة، لكنهم ناضلوا وقاوموا حتى انتصروا.

وقال الأطرش: «يروي العرض حكاية سورية بلهجة سورية تلخّص تاريخاً طويلاً من صمود شعب لطالما هزم العدوان. حكاية جسّدت عبر الزمن صمود الشعب السوريّ وتمسّكه بهويته وأرضه منذ الاحتلال العثمانيّ، ومروراً بالاحتلال الفرنسي، وصولاً إلى يومنا الحاضر وما يلمّ ببلادنا من هجمات تستهدف هويتنا وحضارتنا». معتبراً أنّ عنوان العمل «الطريق إلى الشمس» يعبّر عن طريق الشعب السوري إلى النور والنصر.

ويطمح الأطرش من خلال المسرحية إلى إشهار الجمال والفنّ والتاريخ المليئ ببطولات أبناء سورية وانكسارات المعتدين عليها، جنباً إلى جنب مع جنود سورية الذين يشهرون البطولات في وجه كل حاقد ظلامي معتد.

بطلة العرض المسرحي الفنانة نورا رحال، عبّرت عن سعادتها بالمشاركة في المسرحية. معتبرةً أن المقاومة الأكبر تكمن في إصرار الإنسان على العمل في الأوقات الصعبة والحرجة، لأنّ كل شخص فينا مسؤول عن إيصال كلمته.

واعتبرت رحال أن تقديم عمل استعراضيّ مسرحيّ في هذا الوقت مهم جدّاً، لأن الجمهور بحاجة إلى متنفّس حقيقيّ يقدّم نظرة متفائلة بالحياة.

ولفتت رحال إلى أن الشخصية التي تقدّمها في المسرحية «ميثا»، تشبهها إلى حدّ كبير، لذلك شدّتها. ووضعت رحال فيها الكثير من روحها وإحساسها، مشيرة إلى أن هذا سيظهر في أدائها أمام الجمهور.

أما معدّ النصّ المسرحيّ والشعر كفاح الخوص، فأشار إلى أنّ العمل يحمل مقولة واضحة جدّاً، وهي أن سورية مرّت بمراحل متعدّدة منذ الاحتلال العثماني مروراً بالاحتلال الفرنسي، لكن أهلها استطاعوا أن يصمدوا ويحققوا انتصارات.

وأشار الخوص إلى أن العمل اعتمد على جهود فريق متكامل من ممثلين وراقصين وفنّيين، كل فرد منهم باختصاصه لإيصال الرسالة التي تبنّاها، والمتمثلة في إعادة القيم إلى المجتمع، وتقديم تعريف واضح للعدوّ والثائر والنبيل.

وأكّد الخوص أنه حاول في كتابة العمل الابتعاد عن القوالب الجاهزة الزجلية واعتماد نصّ يمتاز بالبساطة والوزن الخفيف والإيقاع الموزون.

وتحكي المسرحية حكاية نضال الشعب السوري وبطولاته في مرحلة الاحتلال العثماني، مروراً بالاحتلال الفرنسي وقيام الثورات السورية على كلّ الأراضي السورية ضدّ المحتل الأجنبي. وتستمر أحداث المسرحية وصولاً إلى ما يجري اليوم في العالم العربي عموماً وفي سورية خصوصاً، من تآمر على الشعب الذي لم يعتد يوماً الرضوخ.

أبطال المسرحية مستلهَمون من التاريخ. فـ«ميثا» شخصية واقعية كانت حكايتها مع الوالي العثماني ممدوح باشا سبباً لبداية الثورات ضدّ العثمانيين. وتتحوّل «ميثا» التي هي من لحم ودم في التاريخ، إلى الرمز في الحكاية فتصبح الأرض والأمل.

يذكر أن العمل الاستعراضي «الطريق إلى الشمس» يقدَّم برعاية وزارتَي الثقافة والإعلام، بالتعاون مع «مؤسسة ميثا للإنتاج الفني»، أخرجه ممدوح الأطرش، وأعدّ النصّ والشعر كفاح الخوص، ولحّن أغانيه الموسيقار طاهر ماملي، وهو من بطولة نورا رحال، كفاح الخوص، وسيم قزق، ميس حرب، حسين عطفة، عباس الحاوي، وفيصل الراشد. ويشارك في العمل عدد من نجوم الدراما والغناء السوريين، إضافة إلى ثلاثين راقصاً وراقصة وثلاثين عازفاً وعازفة ومغنياً من الكورال.

تُعرَض المسرحية في الخامس والسادس والسابع من أيار المقبل على خشبة مسرح القاعة الرئيسية في مقر «الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى