الأجواء لا تزال خطرة

يوسف المصري

عقد منذ يومين في السفارة الفلسطينية الاجتماع الذي كانت أشارت إليه «البناء» الأسبوع الماضي والذي كان يجري التحضير له خلف الكواليس منذ نحو عشرة أيام.

وضم هذا الاجتماع إلى مخابرات الجيش اللبناني ممثلين عن كل طيف القوى السياسية الموجودة في مخيم عين الحلوة. وجرى عقد الاجتماع تحت عنوان انه عاجل وهام وحتى إنقاذي.

وخلال الاجتماع قال ممثل مخابرات الجيش: يجب العمل حتى لا يصبح مخيم عين الحلوة مخيم اليرموك 2، أو حتى مخيم نهر البارد 2. وأضاف: الدولة اللبنانية لا تريد دماء داخل المخيم. وأفضل سبيل لذلك هو التعاون من أجل تحصين أمنه وتقييد حركة التكفيريين بداخله.

لقد عقد الاجتماع تحت ضغط تعاظم القلق من أن المخيم يسير بسرعة نحو فقدان السيطرة على أمنه، خصوصاً بعد مجمل أحداث جرت بداخله ونفذها تكفيريون وأشباح ليس معروفاً بدقة الجهات التي تقف وراءها، يضاف إليها أحداث المنطقة الساخنة والمتنقلة بسرعة من بلد لآخر، وأهم هذه الأحداث لجهة صلته بعين الحلوة، وهو اجتياح «داعش» لأجزاء واسعة من مخيم اليرموك في سورية.

وعلمت «البناء» أن الاجتماع أظهر وجود حرص فعلي من قبل كل أطياف ساحة المخيم على التجاوب مع مسعى مخابرات الجيش اللبناني من أجل استدراك الأخطار. وضمن هذا السياق تمت معاودة التأكيد على ضرورة تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة داخل المخيم عبر نصب حواجز من قبل الفصائل الفلسطينية المختلفة عند نقاط محددة لضبط حركة التكفيريين داخل المخيم وبخاصة ضبط تنقلاتهم من والى حي الطوارئ حيث توجد المجموعات التكفيرية. إضافة إلى إبداء يقظة أمنية أكبر تجاه واقع مستجد ومقلق ويتمثل بتغلغل التكفيريين في أحياء المخيم الداخلية وفي عمقه.

هل تنجح قوى الطيف الفلسطيني هذه المرة في تنفيذ وعودها، بكلام أدق هل هي قادرة ومستطيعة؟

داخل المستوى الأمني اللبناني، يوجد تقدير لمواقف مخيم عين الحلوة من بروز ظواهر إرهابية داخله. وهي تلفت إلى أنه على رغم كل أحداث المنطقة الصاخبة، وعلى رغم ما مرت به الساحة اللبنانية من أحداث أمنية، إلا أن المخيم نجح في منع نفسه من الانزلاق والالتحاق بجبل النار المشتعل حوله. ولكن السؤال المطروح بقوة في هذه الآونة التي تحفل بتوازنات إقليمية جديدة ولها أجندات تصعيدية، هو: هل سيبقى القرار الإقليمي والدولي بإبقاء عين الحلوة خارج إطار استخدامه كورقة للتصعيد قائماً؟

لا تخفي الجهات المسؤولة قلقها حيال بروز مؤشرات توحي بأن القرار أصابه شيء من الوهن أو ربما من التراجع عنه من قبل أطراف داخلية وخارجية. وهذا ما دفع اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام للقيام بمبادرات في الخارج طاولت دولاً وقيادات فلسطينية تتموضع على كل ضفاف خريطة التوزع السياسي الفلسطيني، وبينها محمد دحلان، لرسم إطار أوسع لاستمرار التهدئة التي يعيشها المخيم منذ سنوات عدة.

وفي المعلومات أن اجتماع السفارة الفلسطينية مضافاً إليها اتصالات سياسية وأمنية لبنانية تجري في الداخل والخارج لضبط أوضاع المخيم، نجحت في إعطاء أمل جديد بأن استقرار المخيم باق، ولكن حتى إشعار آخر، وبالتحديد حتى تظهر ما إذا كان للاستعدادات الجارية في المنطقة السورية المقابلة لمنطقة شبعا اللبنانية، والمتداخلة فيها الاستخبارات «الإسرائيلية» في شكل عضوي، تأثير أو تتمة داخل لبنان ابتداء من شبعا ومنطقة وادي التيم وصولاً لمخيم عين الحلوة؟

تختم المصادر التي ترسم علامة استفهام حول السؤال الآنف بالقول: بين شهري أيار وحزيران المقبلين توجد احتمالية عالية لأن تنفذ «إسرائيل» هجوماً بالواسطة على لبنان، وقد يتدحرج في حال لحظت نجاحه ليصبح هجوماً مباشراً!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى