دوري أبطال أوروبا في كرة القدم
تتجه أنظار العاشقين اليوم إلى معقل بطل إيطاليا «تورينو» حيث يتواجه يوفنتوس الإيطالي مع ضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويأمل الإيطالي العنيد الذي يدخل الفصل الأول من هذه المواجهة بمعنويّات مرتفعة بعد أن توّج السبت الماضي بطلاً للدوري المحلي للمرة الرابعة على التوالي، أن يكرر سيناريو عام 2003 حين وصل إلى الدور نصف النهائي للمرة الأخيرة وتخطى حينها ريال بالذات قبل أن يخسر النهائي بركلات الترجيح أمام مواطنه ميلان الذي كان يشرف عليه حينها مدرب ريال الحالي كارلو أنشيلوتي.
ويبدو الملكي على الورق المرشّح الأوفر حظّاً لتخطّي يوفنتوس في هذه المواجهة التي تقام مباراتها الثانية الأربعاء المقبل في معقل الإسبان «سانتياغو برنابيو»، وبلوغ النهائي للمرة الـ14 في تاريخه على أمل أن يصبح الفريق الأول الذي يحتفظ بلقبه في الحقبة الحديثة من دوري الأبطال.
وكل ما التقى الفريقان تعود إلى الأذهان مواجهتهما في نهائي المسابقة عام 1998 عندما خرج ريال مدريد فائزاً بهدفٍ يتيم لليوغوسلافي بردراغ مياتوفيتش في أمستردام.
وأحرز ريال مدريد اللقب 10 مرات وهو رقم قياسي بين 1956 و1960 و1966 و1998 و2002 و2002 و2014، وحلّ وصيفاً في 1962 و1964 و1981، فيما توّج يوفنتوس في 1985 و1996 وحلّ وصيفاً في 1973 و1983 و1997 و1998 و2003.
ويخوض الميرينغي نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي والـ11 في تاريخه، فيما يعود يوفنتوس إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 2003 والسادسة في تاريخه.
وجاء تأهل ريال إلى دور الأربعة على حساب جاره ووصيفه أتلتيكو مدريد بالفوز عليه إياباً 1-صفر في الوقت القاتل بعد تعادلهما سلباً في الذهاب، ويوفنتوس بتعادله مع مضيفه موناكو الفرنسي سلباً بعد فوزه عليه ذهاباً 1-صفر بركلة جزاء للتشيلي أرتورو فيدال.
«نريد الفوز باللقب، نحن في الدور نصف النهائي وسبق أن أظهرنا بأننا بين أفضل فرق في أوروبا»، هذا ما قاله الإسباني آلفارو موراتا الذي ترك ريال مدريد الصيف الماضي للدفاع عن ألوان يوفنتوس.
أما بالنسبة إلى المدرب ماسيميليانو آليغري فكان تركيزه منصباً بعد حسم لقب الدوري بالفوز على سمبدوريا 1-صفر، على إعادة لاعبيه إلى أرض الواقع سريعاً من أجل مواجهة أكثر الفرق نجاحاً في تاريخ المسابقة القارية الأم.
«الثلاثاء سنكون في مواجهة فريق مذهل يملك لاعبين جيدين جداً لا يمكننا أن نترك لهم أي مساحات»، هذا ما قاله مدرب ميلان السابق، مضيفاً: «لكن هذه المواجهة ستحسم خلال 180 دقيقة ويجب أن نعي تماماً بأننا نملك فرصة التأهل إلى النهائي».
ومن المؤكد أن مهمة يوفنتوس لن تكون سهلة في مواجهة الملكي ونجومه البرتغالي كريستيانو رونالدو والوايلزي غاريث بايل والكولومبي خاميس رودريغيز والمتألق أخيراً المكسيكي خافيير هرنانديز الذي أكد أن فريقه لن يتعامل مع مضيفه الإيطالي باستهتار، مضيفاً: «يجب أن نقارب الأمر خطوة بخطوة لأن برلين لا تزال بعيدة. ندرك بأن يوفنتوس سيكون خصماً صعباً للغاية وسنقدم كل ما لدينا من أجل الوصول إلى النهائي».
تاريخياً، بدأت مواجهات الطرفين في ربع نهائي 1962 فتعادلا ذهاباً وإياباً 1-1- قبل أن يحسم ريال مدريد المباراة المعادة 3-1 في باريس ثم يخسر أمام بنفيكا البرتغالي في النهائي. وتكرر التعادل في دور الـ16 لموسم 1987 بعد فوزهما 1-صفر ذهاباً وإياباً قبل أن يحسم ريال مدريد المواجهة 3-1 بركلات الترجيح.
وفي ربع نهائي 1996، فاز يوفنتوس 2-صفر إياباً معوّضاً خسارة الذهاب 1-صفر في طريقه لإحراز لقبه الثاني. وتجدّدت المواجهات في نصف نهائي 2003 عندما تفوّق يوفنتوس إياباً 3-1 معوّضاً فوز ريال ذهاباً 2-1، قبل أن يخسر في النهائي أمام مواطنه ميلان.
وفي دور الـ16 لنسخة 2005 تأهل يوفنتوس لفوزه إياباً 2-صفر بعد التمديد وذلك إثر فوز ريال 1-صفر على أرضه.
وجاءت آخر 4 مباريات بين الطرفين في دور المجموعات، ففاز يوفنتوس 2-1 و2-صفر في نسخة 2009 وريال مدريد 2-1 وتعادلا 2-2 في نسخة 2014 الأخيرة.
ويعوّل يوفنتوس في لقاء اليوم الذي سيجمعه بمدربه السابق أنشيلوتي 1999-2001 ، على سجله القاري المميز بين جماهيره، إذ لم يخسر في مبارياته الـ12 الأخيرة، كما فاز في 4 من المباريات الخمس التي خاضها في نسخة هذا الموسم على «يوفنتوس ستاديوم»، بينها انتصارات على دورتموند الألماني وموناكو الفرنسي في الدورين الثاني وثمن النهائي لكن المهمة لن تكون سهلة بتاتاً أمام ريال الذي لم يتلقّ أي هدف خارج قواعده لـ444 دقيقة، وتحديداً منذ الهدف الذي دخل شباكه في الدقيقة 6 من مباراته مع لودوغوريتس البلغاري في الدور الأول.
كما ان النادي الملكي فاز في 8 من المباريات الـ11 الأخيرة التي خاضها بعيداً من برنابيو وتعادل في 2 مقابل هزيمة تعرّض لها في ربع نهائي الموسم الماضي على أرض دورتموند.
ومن المؤكد أن الموقعة ستضع لاعبين كباراً في مواجهة بعضهما في ظل اعتماد ريال على لاعبين مثل رونالدو وبايل وربما الفرنسي كريم بنزيمة الذي عاد إلى التمارين، ورودريغيز والألماني طوني كروس أو «تشيتاريتو» الذي لعب دور البطل في ربع النهائي بتسجيله هدف التأهّل لفريقه على حساب أتلتيكو، فيما يوجد في يوفنتوس حارسه القائد جانلويجي بوفون 37 سنة و85 مباراة في دوري الأبطال والمايسترو بيرلو 35 سنة و105 مباريات في المسابقة القارية والأرجنتيني كارلوس تيفيز والتشيلي أرتورو فيدال على أمل استعادة خدمات الفرنسي بول بوغبا قبل لقاء الإياب.
ولن يكون الصراع قاصراً على فريقين يسعى كل منهما للانطلاق نحو النهائي، وإنما تشهد المباراة ما يشبه الديربي بين المدربين الإيطاليين كارلو أنشيلوتي وماسيميليانو أليغري.
ويتوقّع أن يحظى أليغري بدعمٍ هائل من قبل الجماهير في المباراة المقرّرة في تورينو. ويأتي دعم الجماهير بمثابة اعتذار لأليغري الذي لم يكن مرحباً به عندما تولى تدريب الفريق في تموز خلفاً لأنطونيو كونتي، الذي قاد الفريق لـ3 ألقاب متتالية في الدوري قبل أن ينتقل لتدريب المنتخب الإيطالي.
وتختلف الحال تماماً بالنسبة إلى أنشيلوتي إذ لا يزال الكثيرون يتذكرون فترة سنة ونصف قضاها مع يوفنتوس وانتهت في 2001 ولم يتوّج الفريق خلالها بأي ألقاب، بل وظلّت شريحة من الجماهير حينذاك تنظر بعين الاتهام إلى أنشيلوتي لحقيقة أنه قضى أغلب مسيرته الاحترافية مع فريقي روما وميلان المنافسين.
ولكن بالنظر إلى الطبيعة المتقلبة للجماهير، يعدّ حسم لقب الدوري والمشاركة في المربع الذهبي للبطولة الأوروبية وخوض نهائي كأس إيطاليا المقرّر أمام لاتسيو في حزيران، اعتذاراً كافياً لأليغري.
ويشكّل نجاح الماضي ضغطاً إضافياً على أنشيلوتي حيث فاز بالألقاب المحلية مع كل من ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان إضافة إلى لقبين أوروبيين مع ميلان وريال مدريد.