موظفو مستشفى صيدا الحكومي علقوا اعتصامهم بعد صرف 400 مليون ليرة
بعد ثمانية أيام على اعتصامهم المفتوح، أعلنت لجنة متابعة موظفي مستشفى صيدا الحكومي تعليق الاعتصام ومعاودة الموظفين مزاولة عملهم في شكل طبيعي واستقبال المرضى في المستشفى، وذلك بعد الاجتماع المثمر مع مكتب وزارة الصحة والتأكد من وصول حوالة مالية بقيمة 400 مليون ليرة وبالتالي دفع مستحقات الموظفين وتأمين الاستمرارية للأشهر المقبلة.
وكان موظفو المستشفى عقدوا مؤتمراً صحافياً أمام مدخل الطوارئ صباح أمس في المستشفى تناولوا فيه آخر التطورات على صعيد الاعتصام المفتوح الذي ينفذونه منذ ثمانية أيام للمطالبة بدفع رواتبهم المستحقة منذ شهرين وغيرها من المطالب.
وتحدث باسم المعتصمين رئيس لجنة المتابعة لموظفي المستشفى خليل كاعين فقال: «اجتمعنا بكم اليوم ومع بداية الأسبوع الثاني من اعتصامنا كي نطلعكم على كل التطورات التي مررنا بها خلال الأسبوع الماضي، ولكي نردّ على العديد من الاتهامات والافتراءات التي صدرت في حقنا».
وأضاف :»لن نعيد سرد تفاصيل الأمور التي دفعتنا إلى الاعتصام، فكلكم يعرف الظروف المالية والديون التي ترزح تحتها المؤسسة، والظروف التي استلمت فيها اللجنة الإدارية شؤون المستشفى، فنحن لم نتقاض رواتب الشهرين المنصرمين آذار و نيسان والشهر الثالث على الأبواب. ولنا مستحقات مالية كالمفعول الرجعي والمدارس، إضافة إلى الشركات والموردين الذين لم يقبضوا أي دفعات مالية منذ أكثر من خمسة أشهر ما دفعهم إلى التوقف عن تسليم البضائع التي تؤمن استمرار المؤسسة، بالإضافة إلى مستحقات الأطباء التي لم تصرف منذ مدة. إذاً فالوضع المادي متأزم، وهذا ما دفع بالموظفين ممثلين بلجنة المتابعة وبعلم من اللجنة الإدارية ممثلة بالدكتور هشام قدورة إلى اتخاذ قرار بإيقاف العمل داخل المستشفى باستثناء الحالات الإنسانية الحرجة كمرضى غسيل الكلى ومرضى التلاسيميا. ومنذ اليوم الأول للاعتصام كانت مطالبنا واضحة جدا.
وتوجه كاعين «برسائل إلى جميع الفعاليات السياسية والدينية في صيدا وإلى هيئات المجتمع المدني بضرورة الوقوف أمام هذه المؤسسة التي لم تتوان يوماً عن خدمة المرضى من أبناء المدينة وضواحيها، وصولاً إلى مناطق الجنوب، رغم كلّ الظروف الأمنية والمادية التي مررنا بها».
كما توجه باقتراح «إلى رئاسة مجلس الوزراء يتمثل بصرف مبلغ 3 مليارات ليرة كمساهمة عاجلة تصرف من صندوق الهيئة العليا للإغاثة لصالح المستشفى، كما فعل في مرات سابقة في أكثر من موقف».
وأكد ممثل لجنة التنسيق للمستشفيات الحكومية عصام جبر، من جهته، «التضامن الكامل مع مطالب موظفي المستشفى»، مشدّداً على «الرفض القاطع للتعرض لأي من العاملين في القطاع الصحي».
وتحدث الدكتور محمد كجك باسم اللجنة الطبية معلناً تأييد الأطباء في المستشفى للمطالب»، ومذكراً بأنّ «معاناة الموظفين والأطباء داخل المستشقى واحدة لا تتجزأ».
وكان رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري التقى في منزله مجلس إدارة مستشفى صيدا الحكومي برئاسة رئيسه الدكتور هشام قدورة الذي قال بعد اللقاء: «نحن متحمسون لموضوع مستشفى صيدا الحكومي وهو يحتضن كلّ المرضى والمواطنين، وهذا المستشفى نعتبره في المكان الصحيح لأنّ موقعه يوجد فيه كثافة سكانية من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، ويستقبل كلّ المواطنين والمرضى» .
وأكد البزري، من جهته، «ضرورة الإسراع في إيجاد حلّ للمشكلة التي يعاني منها المستشفى وذلك من أجل مصالح المرضى والموظفين والأطباء ودور المستشفى»، مطالباً وزير الصحة وائل أبو فاعور «باستقبال مجلس إدارة المستشفى وصرف سلفة مالية مستعجلة لحلّ مشكلة أجور الموظفين».