نتنياهو وتحالفات اللحظة الأخيرة
توفيق المحمود
نجح رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في اللحظة الأخيرة في عقد اتفاق مع حزب «البيت اليهودي» لتشكيل ائتلاف حكومي، فقد أكد رئيس الحزب نفتالي بينيت التوصل الى اتفاق بين حزبه وحزب الليكود ما يمنح زعيم الليكود نتنياهو غالبية الحد الادنى بـ61 نائباً من 120 في البرلمان وكان لدى نتنياهو مهلة حتى منتصف ليل الاربعاء لتشكيل الحكومة بعد فوز حزبه في انتخابات الكنيست «الإسرائيلية» التي أجريت في الـ17 من آذار الماضي بحصوله على 30 مقعداً متفوقاً على المعسكر الصهيوني الذي حل في المرتبة الثانية بـ24 مقعداً في ما حلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة بـ14 مقعداً و«البيت اليهودي» بـ8 مقاعد.
ولولا الاتفاق الذي تم في اللحظة الأخيرة مع «حزب البيت اليهودي» كان سيتعرّض نتنياهو لانتكاسة كبيرة إذا فشل في تشكيل الحكومة خلال الوقت المحدد وإلا كان رئيس الكيان الصهيوني سيكلف شخصية أخرى بمحاولة تشكيل الحكومة.
فقد وقع نتنياهو اتفاقاً سابقاً مع حزب التوراة اليهودي المتطرف وحزب وسط اليمين وشاس ليضمن بذلك مع نواب حزبه الليكود 46 مقعداً في البرلمان وبعده أحتاج نتنياهو إلى دعم حزب البيت اليهودي اليمني ليضمن لائتلافه غالبية 61 مقعداً في الكنيست الذي يوجد به 120 عضواً وقدم نتنياهو تنازلات كبيرة لرئيس الحزب، نفتالي بينات، على وزارة العدل مقابل دعم نوابه لحكومة نتنياهو كما حصل زعيم حزب كلنا موشي كحلون على حقيبة المالية.
وتولى نتنياهو أول مرة رئاسة الوزراء عام 1996، وهو الآن يستهل ولايته الرابعة فحكومات الكيان الصهيوني منذ 67 عاماً كانت كلها ائتلافية فلم يفز أي حزب بالغالبية المطلقة.
تشكيل هذه الحكومة سيوسع الهوة بين «إسرائيل» وحلفائها في واشنطن وأوروبا لأن حزب البيت اليهودي يعترض على إقامة دولة فلسطينية، ويحظى بدعم المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، ودعا إلى ضم أجزاء من الأراضي المحتلة كما يدعو الى توسيع المستوطنات.
كما أعلن الحليف السابق لنتنياهو ووزير الخارجية المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان، إنه لن ينضم إلى الائتلاف الحكومي واصفاً الائتلاف الجديد بأنه لا يتمتع «بوطنية» كافية على حد قوله.
وتواجه حكومة نتنياهو الجديدة إذا ما نالت الثقة من الكنيست العديد من المشاكل الداخلية والخارجية فيواجه داخلياً التظاهرات التي خرجت بالآلاف في تل أبيب والقدس المحتلة بسبب التمييز الذي يعانيه اليهود الأفارقة وبخاصة بعد بث وسائل الإعلام تسجيل فيديو يظهر فيه رجلا شرطة يضربان جندياً صهيونياً من أصل اثيوبي.
كما ستواجه الحكومة «الإسرائيلية» المقبلة تحديات خارجية عدة منها أزمة غير مسبوقة في العلاقات مع الولايات المتحدة، ومواجهة قضائية على الساحة الدولية مع الفلسطينيين، إضافة إلى الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، والتوترات مع الاتحاد الأوروبي بسبب البناء الاستيطاني المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الكثير من المحللين والخبراء يتوقعون أن لا تصمد هذه الحكومة حتى نهاية العام وإذا حصل سيكون لقاء التخلي عن إصلاحات كبيرة.