مراد: لحوار شامل يؤسِّس لنظام جديد يحدّ من الطائفية
البقاع الغربي ـ أحمد موسى
رأى رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد «أنّ المرض السرطاني الطائفي في جسد النظام بات يتطلب استئصالاً، وحواراً شاملاً يجمع كلّ القوى السياسية والاجتماعية والدينية والحزبية والنقابية، من أجل تأسيس نظام جديد قادر على إيجاد الحلول الجذرية للحدّ من الطائفية. وأبدى الاستعداد لإعادة بعض الصلاحيات إلى رئاسة الجمهورية وانتخابه من الشعب.
وخلال لقاء سياسي حاشد حول مأدبة غداء أقامها الحزب في الخيارة في البقاع الغربي، جمع فاعليات ووجهاء وشخصيات ورجال دين ورؤساء بلديات ومخاتير من قرى راشيا والبقاع الغربي، قال مراد: «لقد وصلنا إلى مرحلة الجمود السياسي، بحيث نفتقد رئيس جمهورية، ومجلساً نيابياً، ومجلساً وزارياً فاعلاً، نتيجة النظام السياسي الطائفي، الذي ورثناه منذ العام 1943، حيث لم نجد الاستقرار، وكلّ أربع أو ستّ سنوات تتحوّل الأزمات السياسية إلى أزمات أمنية حيث نتقاتل ونذبح بعضنا بعضاً».
ولفت إلى «أنّ سقف الدين العام وصل إلى حدود 100 مليار دولار، ونحن لدينا ثروة نفطية، من شأنها إقفال هذا الدين لكنّ الدولة لم تقدم على التلزيم، وكذلك قطاع الكهرباء الذي كان يوفر للدولة ربحاً مالياً مقداره سنوياً ثلاثة مليارات دولار، كلها خارج نطاق محاسبة المجلس النيابي للمسؤولين عن هذه الفضائح، نتيجة المرض السرطاني الطائفي المعشش في جسد النظام، الذي لم تعد تنفع معه المهدئات من الطائف إلى جنيف إلى لوزان».
وأكد مراد «أنّ المرض بات يتطلب استئصالاً وحواراً شاملاً وليس جزئياً، على غرار ما يحصل بين المستقبل وحزب الله، أو بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بل حوار يجمع كلّ القوى السياسية والاجتماعية والدينية والحزبية والنقابية، من أجل تأسيس نظام جديد قادر على إيجاد الحلول الجذرية، للحدّ من الطائفية، حيث تتمثل فيه القوى اللبنانية كافة في شكل موضوعي وصحيح، عن طريق وضع قانون انتحابي قائم على لبنان دائرة انتخابية واحدة، على أساس النسبية، مع الاستعداد لإعادة بعض الصلاحيات إلى رئاسة الجمهورية، وننتخب هذا الرئيس من الشعب». وقال:» «الحريات كبيرة في لبنان، ولكن أين الديمقراطية والنظام الديمقراطي»؟
ولفت مراد إلى «أنّ الخلافات قائمة عند كلّ الطوائف، ولكن هذه تنظم خلافاتها، فلماذا نحن لا ننظم ذلك»؟، مشيراً إلى أنه طلب «من مفتي البقاع الشيخ خليل الميس العمل من دون كلل أو ملل، من أجل مصلحة الجميع واللبنانيين، ونحن نؤيده في كلّ مساعيه».
ووصف ما يحصل في العالم العربي، بأنه «مؤامرة كبيرة، تحت شعار الربيع العربي، لكنّ حقيقتها التخريب والتدمير العربي، وتحطيم الجيوش العربية المحيطة بجيش العدو، والسعي إلى طي صفحة العروبة واستبدالها بالاثنيات الطائفية والمذهبية، وتفريغ الوطن العربي من المسيحيين لتحقيق حلم إسرائيل، بدول اثنية فارغة من المسيحيين، ما يؤدي إلى نشر الخلاقات بين أبنائها، عندها تتشكل هذه الدول لحماية إسرائيل».
ورأى أنّ «هدف تدمير البنى التحتية في الوطن العربي، هو»عودة الشركات الأميركية والأوروبية، لأنها مفلسة تحت شعار إعادة الإعمار»، ولفت إلى «أنهم يعملون على تفريغ الدين من مضمونه وتشويهه ، واستخدام الإعلام لكي ينشروا همجيتهم»، معتبراً أنّ الحلّ هو «بأن نسعى إلى وحدة الكلمة بين الدول العربية 22 وعمودها الفقري مصر والعراق وسورية، ونستعد للمصالحة لمواجهة الإرهاب وإيجاد الحلول للأزمات ونعيد العمران، وذلك من أجل إيجاد إعادة عمران الأمة لتحجز مكانتها تحت الشمس».