دوري أبطال أوروبا في كرة القدم
سيكون بايرن ميونيخ بحاجة إلى معجزة لكي يقف حائلاً دون تأهل برشلونة الإسباني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثامنة في تاريخه، وذلك عندما يستضيفه اليوم على «آليانز أرينا» في إياب الدور نصف النهائي.
ويبدو بايرن الذي يشرف عليه مدرب برشلونة السابق جوسيب غوارديولا، في طريقه إلى توديع المسابقة القارية الأم من الدور نصف النهائي للموسم الثاني على التوالي على يد فريق إسباني خسر أمام ريال مدريد صفر-5 بمجموع المباراتين ، لأنه سيكون من الصعب جداً عليه تعويض الهزيمة القاسية التي مني بها ذهاباً في برشلونة بثلاثية نظيفة بعد أن انحنى أمام عبقرية النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل ثنائية ومرر كرة الهدف الثالث للبرازيلي نيمار.
«بعد الهدف الأول انهارت معنويات فريقي، الهدف الأخير مخيب للآمال لأننا لو أنهينا النتيجة صفر-2 لكنا احتفظنا بالأمل، أما الآن فإن الأمور ستكون في غاية الصعوبة»، هذا ما قاله غوارديولا الذي قاد النادي الكاتالوني إلى 14 لقباً في 4 مواسم معه قبل أن يخلد للراحة ثم ينتقل بعدها في صيف 2013 للإشراف على بايرن.
وتابع غوارديولا الذي يواجه مهمة شبه مستحيلة في مباراة اليوم خصوصاً أنه لم ينجح أي فريق في تاريخ المسابقة بتعويض هزيمته بفارق 3 أهداف في دور الأربعة: «النتيجة تؤذينا، برشلونة فريق عظيم والطريقة الوحيدة لوقفهم هي الاستحواذ على الكرة ولا أعتقد بأن هناك طريقة أخرى لذلك».
وأوضح: «أردنا السيطرة على مجريات اللعب لكن في مواجهة لاعبين من هذه النوعية فإن أي فريق معرض للهجمات المرتدة».
ولم يسدد بايرن ميونيخ أي كرة باتجاه المرمى في إحدى المباريات الأوروبية وذلك للمرة الأولى منذ عام 2006. وعانى الفريق البافاري من غياب لاعبين مؤثرين في صفوفه، أبرزهم الجناحان الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري بسبب الإصابة لكن غوارديولا رفض تقديم الأعذار بقوله: «عانينا مشاكل في الشهرين أو الثلاثة أشهر الأخيرة، لكني فخور بفريقي ولا استطيع أن أنتقدهم بأي شيء».
والخسارة كانت الثالثة على التوالي لبايرن ميونيخ بعد سقوطه أمام بوروسيا دورتموند بركلات الترجيح صفر-2 في نصف نهائي كأس ألمانيا، وهزيمته أمام باير ليفركوزن صفر-2 في الدوري المحلي الذي توج بلقبه قبل أن يضيف سقوطاً جديداً أمام أوغسبورغ صفر-1 على أرضه السبت في الدوري أيضاً.
وعلى رغم صعوبة المهمة والمعنويات المهزوزة والهزائم المتتالية، رفض لاعبو بايرن الاستسلام ومن بينهم توماس مولر الذي قال: «جميعنا ندرك أنها ستكون مهمة صعبة للغاية لكننا لن نستسلم»، فيما اعتبر قائد منتخب ألمانيا باستيان شفاينشتايغر أنه بإمكان بايرن تحقيق فوز تاريخي والتأهل إلى النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه، قائلاً: «في بعض الأحيان، تحصل أمور لا تصدق في كرة القدم ونأمل أن نختبر يوماً من هذه الأيام».
أما غوارديولا الذي قاد برشلونة إلى لقب المسابقة القارية الأم عامي 2009 و2011 كمدرب وقبلها نجماً في خط وسطه عام 1992، فشدّد على ضرورة أن يحافظ فريقه على حلم التأهل إلى النهائي، مضيفاً: «أنا واقعي، هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق الفوز. الحلم ما زال قائماً وأمامنا 90 دقيقة. لن تكون الأمور سهلة لكني مقاتل».
ومن المؤكد أن بايرن بعيد حالياً كل البعد من المستوى الذي كان عليه عام 2013 حين سحق برشلونة في ذهاب نصف النهائي 4-صفر وإياباً 3-صفر، عندما كان الراحل تيتو فيلانوفا، مساعد غوارديولا السابق، يشرف على الفريق الكاتالوني الذي يمر بدوره في فترة رائعة إذ قطع شوطاً مهماً نحو الفوز بلقب الدوري المحلي إذ ابتعد السبت بفارق 4 نقاط من غريمه الأزلي ريال مدريد قبل مرحلتين على اختتام الموسم كما أنه موجود في نهائي الكأس المحلية حيث يلتقي أتلتيك بلباو.
واللافت في برشلونة أن تألقه لا ينحصر بالناحية الهجومية وعبقرية الثلاثي ميسي ونيمار والأوروغوياني لويس سواريز، بل إن فريق المدرب لويس إنريكي تميّز بعروضه الدفاعية أيضاً إذ حافظ على نظافة شباكه في مبارياته السبع الأخيرة.
لكن انريكي رفض الحديث عن أن فريقه حسم بطاقته إلى النهائي حيث من المحتمل أن يواجه غريمه ريال مدريد في حال تمكّن الأخير من تعويض خسارة الذهاب أمام يوفنتوس الإيطالي 1-2 ، لأن بايرن سيقاتل بشراسة، مضيفاً: «رأيتها الخسارة أمام أوغسبورغ السبت في الدوري . لقد خسروا لكنهم لعبوا لـ70 دقيقة بعشرة لاعبين. سنعاني كثيراً في ميونيخ».
وواصل: «إنه خصم فريد من نوعه عرف هذا الموسم كيف يحوّل ظروف مباريات مشابهة لمصلحته. لن نفكر أبداً بأن الأمور حسمت ولا حتى بأن الوضع يبدو لمصلحتنا. نحتاج إلى الدفاع في أبعد نقطة ممكنة عن مرمانا».
وسبق لبايرن أن اختبر هذا الموسم مباراة مشابهة في دوري الأبطال أيضاً حين خسر في ذهاب ربع النهائي أمام بورتو البرتغالي 1-3 قبل أن يرد إياباً بفوزٍ كاسح 6-1، بينها 5 أهداف في الشوط الأول.
لكن من المؤكد أن برشلونة في مستواه الحالي، يختلف تماماً عن بورتو بوجود الثلاثي ميسي سواريز – نيمار الذي قاده إلى الفوز في 28 من أصل مبارياته الـ30 الأخيرة في مختلف المسابقات والمحافظة على سجله الخالي من الهزائم في مبارياته الـ18 الأخيرة، وذلك بتسجيله 112 هدفاً حتى الآن.
يذكر أن برشلونة أحرز اللقب 4 مرات أعوام 1992 و2006 و2009 و2011، وحلّ ثانياً في 1961 و1986 و1994، فيما توّج بايرن 5 مرات بين 1974 و1976 و2001 و2013 وحلّ وصيفاً في 1982 و1987 و1999 و2010 و2012.
ويخوض برشلونة نصف النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه والسابعة في آخر 8 مواسم، وبايرن للمرة الرابعة على التوالي والتاسعة في تاريخه.
تاريخياً، التقى الفريقان في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1996، فتعادلا ذهاباً 2-2 في ميونيخ وفاز بايرن 2-1 إياباً، وفي دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 1999 فاز بايرن ذهاباً 1-0 على أرضه و 2-1 إياباً خارج أرضه، لكن برشلونة رد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 بفوزه برباعية نظيفة ذهاباً على أرضه قبل أن يتعادلا إياباً 1-1 وصولاً إلى نصف نهائي 2013 حين خرج النادي البافاري منتصراً بنتيجة إجمالية تاريخية 7 0 .