درويش: لعقد مؤتمر شبابي العام المقبل
زحلة ـ أحمد موسى
استضافت مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، لقاء دينياً وعلمانياً من أجل نشر السلام في العالم، شارك فيه ممثلون عن مكتب التحالف العالمي للسلام بين الأديان WRAP ، كريستي جيون و دايفيد كو، أتوا خصيصاً من كوريا للمشاركة في هذا اللقاء.
كما شارك راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، راعي أبرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر، المونسنيور جورج معوشي ممثلاً راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، الأرشمندريت تيودور غندور ممثلاً راعي أبرشية زحلة للروم الأرثوذكس المتروبوليت إسبيريدون خوري، القسيس رمزي أبو عسلي ممثلاً الكنيسة الإنجيلية، رئيس الكلية الشرقية الأب سابا سعد، الشيخ أحمد المصري ممثلاً مفتي بعلبك الشيخ خليل شقير، إضافة إلى عدد من الكهنة والفاعليات الزحلية والبقاعية وحركات الشبيبة.
بداية اللقاء، مع صلاة للمطران درويش ومن ثم كلمة لجيون عرضت فيها أهداف مكتب التحالف العالمي للسلام بين الأديان، وطرق العمل من أجل تحقيق الأهداف. كما تمّ عرض فيلم وثائفي عن جمعية HWPL الذي ينتمي إليها المكتب والمراكز الموزعة في مختلف أنحاء العالم.
ثم رحب المطران درويش بالحضور، وقال:»المطلوب من جميع المؤمنين في العالم، ولا سيما من القادة الروحيين، تفاهم وتعاون، فبدونهما لا يمكن أن نتوصل إلى سلام في العالم، علينا أن نسعى إلى تحول ديني في عقلياتنا لنصل إلى هذا التفاهم، كما علينا أن نبتعد عن حصرية الحقيقة، فلا حقيقة مطلقة بعيدة من الآخرين. فالديانات كلها تسعى إلى تحقيق السلام في العالم. ديانات العالم موجودة وحاضرة في كلّ مكان وكلها تحمل بعداً عالمياً، وانفتاح الأديان على بعضها يساهم في التفاهم بين الشعوب».
وأجاب درويش على سؤالٍ طرحه عن كيفية العمل لتفعيل الحوار بين الأديان، قائلاً: «علينا أن نعمل بقوة لنصل إلى تفاهم ديني على كلّ المستويات اللاهوتية والفقهية والعقائدية والحياتية، والتفتيش على طرق جديدة للحوار وعدم الاكتفاء بما تمّ حتى الآن، على سبيل المثال الإعلام المتبادل ودراسة التحديات المشتركة بين الأديان. والأكثر أهمية في بحثنا يجب أن يتركز على فصل السياسيين عن الأمور الدينية كي لا تستغل القيم الدينية من أجل الأمور الدنيوية، المهم أن يقتنع الجميع بأن لا سلام في العالم من دون سلام وحوار بين الأديان».
وختم المطران درويش كلامه داعياً إلى «التأسيس لعقد مؤتمر شبابي من أجل السلام في لبنان والعالم، العام المقبل».
وشكر المطران سفر للوفد الكوري مجيئه إلى لبنان لمشاركة خبراته في مجال إحلال السلام، ودعا الجميع إلى الوحدة والتكاتف من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل ألا وهو إحلال السلام في كلّ أرجاء العالم. فيما دعا المونسنيور معوض إلى العودة إلى أصالة الدين وروحانيته، عندها يجد الجميع السبيل إلى إحلال السلام.
واعتبر الشيخ المصري «أنّ الإسلام، إسلام الفتوحات العربية مع مسيحية الحروب الصليبية مع صهيونية اليهودية لا يمكن أن تلتقي، وإن التقت فتلك كارثة». وأضاف: «إما الإسلام المحمدي والمسيحية العيسوية واليهودية الموسوية، إذا استطعنا أن ننفذ إلى أعماقها فسوف لن نجد إلا التطابق، لن نجد إلا غاية واحدة هي الوصول إلى وضع الإنسان على طريق الارتقاء إلى التألق، وإن تعدّدت الطرق وإن تفاوتت الطروحات، ولكنّ الهدف واحد والوسيلة واحدة والغاية واحدة».
ورأى القسيس أبو عسلي أنّ «السلام يتطلب جهداً ويجب أن يكون لدينا تعريف موحد عن السلام».
أما الأرشمندريت غندور، فاعتبر أنّ «للسلام مفهومين: مفهوم جيوسياسي قائم على اتفاقات ومعاهدات ومصالح، وهو سلام متزعزع، ومفهوم إلهي سماوي، وهو مسؤولية كلّ الأديان في نشر السلام الحقيقي».
وفي نهاية اللقاء، وقّع المشاركون على وثيقة أكدوا فيها التزامهم السعي إلى نشر السلام في العالم.