مسجد «الفرقان»: مقرّ جديد لأنصار الأسير!

محمد حمية

بعد الاختفاء الغامض للشيخ الفارّ أحمد الأسير، منذ انتهاء أحداث عبرا صيف العام 2013 ومصيره المجهول حتى الآن، عاد الأسير إلى الواجهة الإعلامية منذ أيام عبر تسجيل صوتي يتضمّن رسالة وجهها من مخبئه إلى «أهل السنة» كما قال.

ظهور الأسير الإعلامي يحمل أكثر من علامة استفهام، فهل هو مجرّد رسالة من الأسير ليقول إنه موجود في المعادلة أم هو تمهيد لعودته إلى الساحة بدور جديد لتفجير الوضع الأمني من بوابة الجنوب؟

ترافق ظهور الأسير مع أحداث متكرّرة تشهدها صيدا منذ أسبوع، من انتشار يافطات مؤيدة للسعودية في الأحياء ترفع شعار «مبارك للسعودية قيادة الحزم» موقعة باسم تيار المستقبل، فضلاً عن إحباط مخطط لاغتيال النائبة بهية الحريري ونجلها أحمد الحريري والشيخ ماهر حمّود والمسؤول في سرايا المقاومة محمد الديراني، إلى عمليات التصفية في مخيم عين الحلوة لعناصر من سرايا المقاومة، والحديث عن وجود خلايا إرهابية نائمة داخل المخيم تعمل الأجهزة الامنية على ملاحقتها.

يربط مصدر مراقب بين هذه الأحداث وبين ظهور الأسير، كما يلفت إلى تزامن ذلك مع بدء حرب القلمون، ويعود بالذاكرة إلى الوراء عندما بدأ الأسير تحركاته في صيدا عقب الحديث عن بدء معركة القصير عام 2013، وتساءل: هل يحضّر الأسير لتفجير الوضع الأمني في صيدا لإشغال حزب الله والتخفيف من الضغط على المسلحين في القلمون؟

مصدر روحي صيداوي أشار في حديث لـ«البناء» إلى أنّ ما دفع الأسير إلى الظهور هو اعترافات الموقوف خالد حبلص الذي أقرّ بالتخطيط بالشراكة مع الأسير «لإقامة إمارة إسلامية في طرابلس وتحضير سيارات ودراجات مفخخة لتنفيذ عمليات اغتيال سياسيين»، ما تسبّب، بحسب المصدر، باعتقال العديد من مناصري الأسير فظهر ليحرّض ويتضامن مع أنصاره.

واستبعد المصدر تفجير الوضع في صيدا لأنّ الأسير وجماعته أجبن من أن يقوموا بذلك، بل يستطيعون التحريض وتفجير قنبلة وليس تفجير معركة.

وأشار المصدر إلى أنّ الأسير جاء ضمن مشروع استقطاب «الحالة السنية» والآن المشروع مستمرّ، فما حصل في أحداث عبرا هو خروج إحدى أدوات المشروع المتمثلة بالأسير الذي كان يرافقه حينها جو إعلامي ينقل كلامه.

وكشف المصدر أنّ الأسير كان موجوداً في مخيم عين الحلوة، ويُقال إنه خرج منه منذ فترة، مرجّحاً أنه يتنقل الآن بسهولة بسبب عمليات التجميل التي أجريت له.

كما كشف المصدر أنّ هناك شيخاً آخر يجمع كلّ أنصار الأسير في جامع الفرقان في منطقة الهلالية في صيدا ويحرّض أكثر من الأسير.

وحذر المصدر من أنّ الوضع في مخيم عين الحلوة يزداد خطورة وتأزماً، وينقل عن مصادر في المخيم أنّ الخلايا الإرهابية تتكاثر، متسائلاً عن دور الأجهزة الأمنية في ذلك.

وتساءل المصدر أيضاً: ما هدف تيار المستقبل من تعليق اليافطات المؤيدة للسعودية في شوارع صيدا، رغم الاتفاق في جلسات الحوار بين حزب الله و«المستقبل» على إزالة كلّ الشعارات الحزبية والدينية من كافة المناطق المختلطة، معتبراً ذلك إما غباءً وإما بقصد الاستفزاز والفتنة، لأنّ صيدا معروفة بتنوّعها، وبالتالي هدفهم استدراج الفريق الآخر إلى ردود فعل… ثمّ الصدام.

ظهور الأسير والوضع الأمني في صيدا والمخيم برسم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي نجح في إدارة أكثر الملفات تعقيداً وسخونة.

لماذا لا تشمل الخطة الأمنية المربّع الأمني المجهول للأسير وأنصاره وأبرزهم فضل شاكر؟ وهل يُقنع أحداً أنّ فرع المعلومات والأجهزة الأمنية لا تعرف مكان تواجدهم؟ وهل تنتظر أن يعود الأسير مجدّداً إلى الساحة بعد توفّر الظروف المؤاتية له للعبث بأمن صيدا من جديد؟

لماذا تقود قوى 14 آذار حملات إعلامية وسياسية لاتهام حزب الله بتغطية مرتكبي جرائم السرقة والاتجار بالمخدرات في الضاحية الجنوبية، فيما لا تنطق ببنت شفة عن بقاء الأسير حراً طليقاً وهو الذي ارتكب جرائم تمسّ الأمن الوطني والسلم الأهلي، أهمّها إثارة الفتنة والتحريض على الجيش وقتل جنوده وضباطه؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى