الراعي: القضية عند الكتل وليس المسيحيين

رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أنّ «بالمحبة تستطيع الكتل السياسية والنيابية في لبنان، أن تقوم بالمبادرات العملية والفعلية، السخية والمتجردة والشجاعة، من أجل إيجاد المخرج لأزمة رئاسة الجمهورية، ولانتخاب رئيس للبلاد، قبل أن يطوي الفراغ في سدة الرئاسة سنة كاملة، في 25 أيار الجاري»، لافتاً إلى أنّ «كلّ هذه السنة أظهرت فشلاً على المستوى السياسي عندنا لا نرضاه، ولا يصون كرامتنا الوطنية».

وسأل الراعي في عظة ألقاها خلال قداس الأحد في بكركي: «ألا نذكر كيف أنّ المجلس الدستوري بقراره الصادر في 28 تشرين الثاني 2014 في شأن الطعن في تمديد ولاية مجلس النواب سنة وسبعة أشهر، قد فضّل ردّ الطعن للحيلولة دون التمادي في حدوث الفراغ في المؤسسات الدستورية، بالرغم من أنّ المجلس الدستوري قد بيّن أنّ قرار المجلس النيابي بالتمديد خالف الدستور في مقدمته وفي عدد من مواده»؟

وأشار إلى أنّ النية لدى المجلس الدستوري والمطالبين بالتمديد، كانت «الشروع فوراً بانتخاب رئيس للجمهورية، وإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، وإجرائها قبل نهاية فترة التمديد، ولكن انقضت ستة أشهر من دون تحريك ساكن، وهذا أظهر فشل الأفرقاء السياسيين في الوصول إلى مبتغاهم الأساسي. فلم يجد نفعاً لا حضور المثابرين إلى المجلس النيابي، ولا مقاطعة المقاطعين من أجل تعطيل النصاب على مدى أربعة عشر شهراً، فبات من واجب الضمير الوطني إيجاد مبادرات أخرى لإخراج الفراغ الرئاسي من أزمته».

وأضاف: «لكننا نكرّر القول: لا مجال لهذه الخطوات الحرة والمتجردة والجريئة ما لم تسكن المحبة في القلوب. ولا يقولن أحد أنّ القضية عند المسيحيين، وتحديداً عند الموارنة، بل هي عند الكتل السياسية والنيابية، فهي وحدها قادرة على التوافق بالطرق التشاورية في إيجاد المخارج المشرفة والمجدية. الجميع معنيون برئيس البلاد، لا الموارنة والمسيحيون وحدهم. فالرئيس ليس للمسيحيين ونرفض أن يكون للمسيحيين، الرئيس هو لجميع المواطنين اللبنانيين».

وإذ رأى الراعي أنّ «المحبة حاجة لكي يضع أمراء الحرب الدائرة في العراق وسورية واليمن حداً لها، بإيجاد السبل الديبلوماسية لحلّ النزاع»، تساءل: «النزاع بين من ومن؟ وحول ما يدور النزاع؟ وما المقصود من الحروب أصلاً في كلّ واحد من هذه البلدان؟».

وختم:» نطرح هذه الأسئلة لأننا نرى حرباً تهدف إلى هدم كلّ شيء: الحجر والبشر والتاريخ والحضارة والآثار. ثمن باهظ لا يساوي حتماً النتائج التي ستحصل»، معتبراً أنّ «ما يجري على أراضي الشرق الأوسط هو وصمة عار على جبين الإنسانية والحضارة البشرية».

وبعد القداس، التقى الراعي رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء:» تداولنا موضوع الاستحقاق الرئاسي، الذي يوليه نيافته الأولوية المطلقة، لأنه يعتبر أنّ التمادي في عدم إنجاز هذا الاستحقاق لا ينفي المسؤولية المارونية، وأنّ العجز الحاصل في إيجاد مخرج يتلاءم مع الموجبات الميثاقية، يشكل سابقة مؤسفة لا تليق بتاريخ الموارنة الذين كانوا على الدوام « أم الصبي» إذ لا اقتسام ولا انقسام عندما يتعلق الأمر بمصير موقع طليعي في هذا الشرق الذي ينوء بالصراعات المذهبية».

ومن زوار الصرح البطريركي: النائب نعمة الله أبي نصر، النائب الفرنسي هنري جبرايل، قنصل مولدافيا إيلي نصار، ووفود شعبية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى