تعزيزات للقوات العراقية والحشد الشعبي استعداداً لتحرير الرمادي
أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس، وصول أرتال من الدبابات والمدرعات الى معسكر الحبانية شرق الرمادي استعداداً لتحرير الرمادي من «داعش». ويأتي هذا الاستعداد بالتزامن مع توجه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى موسكو لحشد الدعم من روسيا بعد أن خذلته الولايات المتحدة الأميركية التي كان قد زارها مؤخراً.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب نقله موقع «السومرية نيوز»، إن «ارتالاً عسكرية من الدبابات والمدرعات وصلت إلى معسكر الحبانية للاستعداد لتحرير مناطق مدينة الرمادي التي دنسها داعش الارهابي».
وشهدت محافظة الأنبار تطورات أمنية لافتة تمثلت بسيطرة «داعش» على مناطق مهمة في الرمادي، فيما أعدم التنظيم عشرات الأشخاص في المحافظة، وسط تصاعد الدعوات بضرورة إرسال تعزيزات أمنية للمحافظة مسنودة بالحشد الشعبي من أجل طرد التنظيم من المحافظة.
وأعلن مجلس محافظة الانبار من جهته أمس، وصول نحو 3000 مقاتل من الحشد الشعبي الى المحافظة، مبيناً أن هؤلاء المقاتلين سيشاركون بعمليات تحرير جميع مناطق الرمادي التي انتشر فيها مسلحو «داعش».
وقال المجلس في بيان نقله موقع «السومرية نيوز»، إن «قرابة 3000 مقاتل من الحشد الشعبي من عشائر الجنوب والفرات الأوسط وصلوا من محافظة بابل الى الأنبار وتمركزوا في قاعدة الحبانية العسكرية 30 كلم شرق الرمادي ».
وكان مصدر في الجيش العراقي أكد أن مقاتلي تنظيم «داعش» يتقدمون شرقاً من مدينة الرمادي نحو قاعدة الحبانية العسكرية حيث يحتشد مقاتلو الحشد الشعبي لشن هجوم مضاد.
وتقع قاعدة الحبانية على بعد نحو 30 كيلومتراً شرق الرمادي على الطريق إلى العاصمة العراقية.
وأعلن تنظيم «داعش» الأحد سيطرته على كامل مدينة الرمادي، فيما تعهدت واشنطن بالتعاون مع الحكومة العراقية لاستردادها. وأكد التنظيم في بيان له أنه استولى على دبابات وقتل «عشرات المرتدين» في إشارة إلى قوات الأمن العراقية.
وكانت مصادر أفادت في وقت سابق بسيطرة مسلحي «داعش» على مقر قيادة عمليات الأنبار غرب العراق.
إلى ذلك، قال مصدر إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعا قوات الحشد الشعبي إلى المشاركة في تحرير الأنبار استجابة لنداءات حكومتها المحلية وبعض عشائرها الذين طالبوا العبادي بإدخال قوات الحشد الشعبي لتحريرالمحافظة.
العبادي إلى موسكو
يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس المقبل مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في موسكو التعاون بين البلدين والتطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال الكرملين إن اللقاء سيركز على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، لا سيما في مجالات التبادل التجاري والاستثمار والطاقة.
وكان مسؤول عراقي، قال في وقت سابق إن العبادي سيناقش مع المسؤولين الروس مسائل عدة بما في ذلك الاستثمارات الروسية في العراق، والتعاون العسكري والتقني بين البلدين، وقضايا دولية وإقليمية.
ومن المقرر أيضاً مناقشة الدعم العسكري والمعلوماتي لبغداد، ومسائل إمدادات الأسلحة إلى قوات الأمن العراقية.
«الناتو» سيدرّب الجيش العراقي
قال ألكسندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف «الناتو» إن وزراء خارجية دول الحلف سيتخذون قراراً حول تقديم المساعدة في تدريب قوات الأمن العراقية وإعادة هيكلة القطاع الدفاعي في العراق.
وأضاف فيرشبو امس أنه يأمل في أن يتخذ «الناتو» قراراً بهذا الشأن، وحول المجالات التي يمكن للحلف المساهمة فيها لمحاربة «داعش» خلال لقاء وزراء خارجية دول الحلف في بروكسيل أواخر حزيران.
وكان الأمين العام لـ»الناتو» ينس ستولتنبرغ قال في وقت سابق إن الحلف تلقى طلباً من بغداد للمساعدة في تعزيز القدرات الدفاعية للعراق.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن الحلف ينوي على وجه الخصوص تقديم المساعدة في هذا المجال لدول التحالف في حربها مع «داعش».
سير العمليات ضد «داعش»
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن سقوط مدينة الرمادي بأيدي مسلحي «داعش» لن يؤثر على سير العملية العسكرية ضد التنظيم في شكل عام.
وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده في سيول أمس «أنا على يقين من أن هذا الوضع سيتغير مع إعادة انتشار القوات وبمرور الأيام في الأسابيع المقبلة. وفي شكل عام إنهم مسلحي «داعش» اضطروا للتراجع… أنا واثق تماماً من أن هذا سيتغير في الأيام المقبلة.»
وذكر بأنه قد أكد مراراً أن الحرب ضد «داعش» ستكون طويلة الأمد وصعبة، لا سيما في محافظة الأنبار، حيث تبقى مواقع قوات الأمن العراقية ضعيفة.
وأعاد الوزير إلى الأذهان أن غارة شنها التحالف الدولي على سورية مؤخراً أسفرت عن تصفية «قيادي كبير» وأثمرت «مكسباً استخباراتياً مهماً». تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين أميركيين أعلنوا الأسبوع الماضي عن مقتل أبو سياف الذي وصفوه بأنه قيادي كبير بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وتابع كيري قائلاً «بالإضافة إلى هذا أمكن تقليص اتصالاتهم وتمويلهم وآلياتهم المالية وتقليص تحركاتهم بدرجة كبيرة».
وفي السياق ذاته قالت أليسا سميث المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية إن التحالف بقيادة بلادها سيدعم القوات العراقية في حال سقطت مدينة الرمادي في يدي تنظيم «داعش» لاستردادها في ما بعد. وأضافت سميث أول من أمس أن «داعش» حقق تفوقاً قتالياً في المدينة الواقعة غرب العراق، وأن «الرمادي كانت محل صراع منذ الصيف الماضي وأصبح للتنظيم التفوق الآن».
وأكدت أن خسارة الرمادي لا تعني تحول الكفة لمصلحة التنظيم في العراق لكن هذا على حد قولها سيمنحه «انتصاراً دعائياً.» وقالت إن الولايات المتحدة تواصل تزويد بغداد بالدعم الجوي والمشورة.
مجزرة ضد المدنيين
وصرح نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي من جهته، الأحد، بأن تنظيم «داعش» قتل 503 أشخاص خلال الأيام الماضية.
وأعرب نائب رئيس المحافظة عن قلقه إزاء الوضع الحالي بمدينة الرمادي خصوصاً أن التنظيم قتل 503 أشخاص منذ سيطرته على أغلب أجزاء المحافظة.
كما طالب العيساوي الحكومة المركزية في بغداد، بإرسال المزيد من القوات لتجاوز الأزمة، مشيراً إلى وجود حاجة ملحة إلى الإسناد الجوي من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة».
التحالف ينفذ 19 غارة
وفي السياق، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» شن قوات التحالف 19 غارة جوية في محيط مدينة الرمادي خلال 72 ساعة الماضية، واستهدفت الغارات مواقع قتالية لتنظيم «داعش» وعربات مدرعة وأخرى مجهزة فنيا.ً وأوضح المتحدث أن التحالف زاد دعمه في الرمادي تلبية لنداء قوات الأمن العراقية.
وأكد علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الإيراني الأعلى بدوره، استعداد بلاده لمواجهة مسلحي «داعش» وتحرير مدينة الرمادي من سيطرة التنظيم.
وصرح ولايتي بأن طهران ستوافق على مساعدة الحكومة العراقية لمواجهة «داعش»، إذا ما توجهت الحكومة بطلب إلى إيران في شكل رسمي.
نزوح 8000 شخص
أفادت المنظمة الدولية للهجرة بنزوح ما لا يقل عن 8000 شخص من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، جراء المعارك الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم «داعش».
وقالت المنظمة إن أعداد النازحين في تزايد، وسجل نحو ألف و300 عائلة أي قرابة 7 آلاف و776 شخصاً نزحوا على مدى يومين، منذ بدء تنظيم «داعش» هجوماً واسعاً على المدينة مساء الخميس، وتمكنه من السيطرة على مناطق إضافية وسط المدينة التي كانوا يسيطرون على أجزاء منها منذ مطلع عام 2014.
وأشارت المنظمة إلى أن النازحين انتقلوا إلى بلدة عامرية الفلوجة شرق الرمادي، لكنهم منعوا من عبور جسر على نهر الفرات لدخول بغداد.
وهي المرة الثانية خلال أسابيع تسجل فيها موجة نزوح واسعة من الرمادي، بعدما نزح قرابة 113 ألف شخص منها في النصف الأول من شهر نيسان، اثر هجوم سابق للتنظيم على أحياء في المدينة.
وتقول المنظمة إن عدد النازحين داخل العراق تجاوز عتبة 2.8 مليون شخص منذ مطلع 2014، بخاصة مع تقدم التنظيم في مناطق عدة شمال البلاد وغربها.