مارلين حردان: سعينا الدائم هو لتحقيق مصلحة الناس على رغم التحدّيات والأخطار والمعاناة
فدى دبوس
لمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيسها، وتحت عنوان: «عشرون عاماً من التنمية والالتزام والعطاء»، أقامت جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية «اللقاء الصباحي» في فندق «هيلتون»، بحضور سفيرة فنزويلا في لبنان سعاد كرم، عقيلة السفير السوري في لبنان فيروز عبد الكريم علي، ممثل عن السفارة الروسية، الرئيس الأسبق للحزب السوري القومي الاجتماعي مسعد حجل وعقيلته ناديا حجل، أولغينيا إيلي الفرزلي، مسؤولة الأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الحاجة أم مهدي بدر الدين، رئيسة تجمّع النهضة النسائي منى مروان فارس، فيفيان روبير غانم، رمزة قاسم هاشم، تحية علي بزي، نهاد أيوب حميد، منيرة عبد الرحيم مراد، لبنى جان عبيد، لين وئام وهاب، صباح علي قانصو، رئيسة المجلس النسائي جمال غبريل، النقيبة السابقة للمحامين في بيروت أمل حداد، المديرة العامة السابقة لوزارة الشؤون الاجتماعية نعمت كنعان، الفنانة جوليا بطرس، د. صفية سعاده، غزوة الخنسا أبو زينب، بشرى عسيران، انتصار كمال الخير، آمال فواز، عناية عز الدين، مديرة ثانوية راهبات القلبين الأقدسين في جديدة مرجعيون الأخت ريتا عون، كاهن رعية راشيا الفخار الأب فخري مراد وجمع من الفاعليات وسيدات المجتمع وممثلي وسائل الإعلام.
كلمة رئيسة الجمعية
وألقت رئيسة الجمعية مارلين حردان كلمة استهلتها بالقول: نجتمع في بيروت على اسم الجنوب، إذ لا عجين في العاصمة إنْ لم يكن الجنوب خميرته. فهو الذي ينفحنا نسيمه بأعطر الصباحات، ويزرعنا ترابه في أقدس الأرض، ويصنع الوطن من إرادة أبنائه أغراساً عامرة بالانتماء إلى قضية حق، حملها الشعب أيقونة من الروح المقاومة التي توأم الكرامة وملحمة العز المبارك.
جمعية نور، بدأت عملها قبل اندحار العدو الصهيوني من بلادنا بعدّة سنوات، في منطقة الشريط الحدودي الجنوبي، وكان عملها ينحصر في تثبيت الإنسان في أرضه ووطنه، ومساعدته في مقاومة الاحتلال، فأنشأت المستوصفات في عدد من القرى والبلدات، منها مستوصفا جديدة مرجعيون وبلدة حاصبيا، مستوصفان كبيران يقدّمان خدمات الكشوفات الطبية لكلّ الناس في جميع الاختصاصات، طوال أيام العمل الأسبوعيّة، ويوفران الدواء للأمراض المزمنة للمرضى المسجلين مجاناً من دون مقابل، في أكثر الأحيان، أو مقابل بدل رمزي بسيط لا يُذكر، وأيضاً مستوصف نقال يقدّم الخدمات الطبية في باقي قرى المنطقة.
يضاف إلى ذلك، مشغل العباءات الذي ينتج أجمل العباءات التراثية ويسوّقها، تشجيعاً للمرأة وتثبيتاً لها في أرضها ومتّحداتها الريفية الجميلة.
لقد تعرّضت مناطق الجنوب كافة، لسنوات طويلة، لتحدّيات وأخطار ومعاناة كثيرة، من بينها الاحتلال «الإسرائيلي» وتداعياته على غير صعيد، والحرمان المزمن، وانقطاع التنمية التي لا تكون فاعلة إلا إذا كانت مستدامة. من هنا أهمية العمل الاجتماعي الجادّ الذي اضطلعت به مؤسسات أهلية لعبت دور الظهير المساعد للدولة، عبر وقوفها إلى جانب أهلنا في المنطقة.
صحيح أنّ مجتمعنا حيّ وفعّال، إلا أنه يحتاج إلى من يأخذه بيده في شتى الحقول المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. وهذا ما حاولت جمعية نور أن تلامسه من مصالح الناس، صحياً وتمريضياً، إذ قدّمت آلاف العيّنات من القرطاسية لآلاف الطلاب، كما قدّمت مِنحاً دراسية سنوية لطلاب محتاجين ومتفوّقين. والجمعية تعكف على إعداد دراسة علمية وعملية لتصريف الإنتاج الزراعي وفي طليعتها زيت الزيتون.
وتتميّز جمعية نور في كون جسمها المتطوّع من السيدات والمتطوّعين الذين يحفّزهم ضمير واع وهمّة وثّابة وشغف بالخدمة العامة. وهم الذين يقولون باقتناع عقلاني إنّ الراعي هو النائب أسعد حردان، وهذا القول يعكس من جهة الناس طبيعتهم الوفية، كما يعكس من جهة الراعي مزيّة المحبة والوفاء التي طبعت مسيرته تجاه أهله ووطنه.
إنّ جمعية نور التي التزمت شرف العمل، وآمنت بالتضحية، وأزهرت بالعطاء، ها هي اليوم تنهي سنتها العشرين، في خدمة منطقتنا الحبيبة، واعدة الأهالي بأنها لن تدّخر جهداً في سبيل إنعاش حياة الناس وتقدّمهم المتواصل.
واختتمت بالقول: «بالعمل والعطاء تبنى الأمم وتزدهر».
إلى ذلك، قدّمت الجمعية خلال «اللقاء الصباحي» درعاً تحفيزية على المبادرة والإبداع عربون محبة وتقدير إلى فريق مشروع الروبوت التعليمي العالمي F L L .
كما تخللت اللقاء محطة فنية لعازفة الكمان حنين وفرقتها ولوحة فنية قدّمتها فرقة ثانوية حاصبيا الرسمية، ومعرض من إنتاج نور للتراث سيدات الكفير ـ حاصبيا . وقدّمت للحفل منى قاصوف.
وخلال اللقاء تحدّث إلى «البناء» عدد من الحاضرين فأثنوا على المشاريع الحيوية التي تقوم بها جمعية نور، والتي تسهم في تنمية منطقة جنوبية لطالما عانت الظروف الصعبة والقاسية نتيجة الاحتلال الصهيوني وغياب الدولة عنها لفترة طويلة.
سعاده
وفي هذا السياق قالت الدكتورة صفية سعاده: «إنّ ما يهمّ في العمل هو النشاط سواء كان عملاً جماعيّاً أو نشاطاً في الجنوب، فالنشاط والعمل هما جزء من المقاومة ضدّ «إسرائيل» والمقاومة الحقيقية ليست فعلاً عسكرياً فحسب، بل تكمن في بقاء الشعب صامداً يعمل ويكافح في أرضه، وينتج من أرضه ويشتري منتوجاتها، وأيّ مشروع مجتمعيّ سواء كان صناعيّاً أو زراعيّاً يجعل المقاومين يصمدون في أرضهم وينتجون منتوجات وطنية ويحثّون الآخرين على شراء المنتوجات الوطنية، وهذا أمر مهمّ لاستمرارية المقاومة والنضال وفي التطوّر والبناء».
وأضافت سعاده: «بالنسبة إلى جمعية نور فإنها لا تلعب دوراً مهماً من ناحية الأشغال فحسب، بل من الناحية المدنية كونها بعيدة كلّ البعد من أيّ صفة طائفية أو مذهبية، وهي جمعية لا طائفية بل نموذج وطني وقومي، ونحن بحاجة جداً إلى مثل هذه الجمعيات والمؤسسات الوطنية والقومية».
بدر الدين
ورأت مسؤولة الأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الحاجة أم مهدي بدر الدين أنّ أيّ عمل في كلّ الأوجه سواء أكان اجتماعيّاً أم تربويّاً أم ثقافياً يشكّل تحدّياً في المجتمع الذي نعيشه في وجه العدوّ «الإسرائيلي» وفي وجه كلّ الأعداء الطامعين في تفريق مكوّنات هذا الوطن، وأضافت: «هذا تأكيد أكبر على الوحدة الوطنية وأننا مواطنون نعيش في هذا الوطن ولنا الحقّ في أن نعيش بكرامة».
عون
واعتبرت مديرة ثانوية راهبات القلبين الأقدسين في مرجعيون الأخت ريتا عون أنّ دور جمعية نور أساسيّ وفعّال في المنطقة، وقالت: «في غياب الدولة لمدّة كبيرة أيّام الحرب، كان للجمعية دورها في المنطقة الجنوبية وكانت تعنى بتنمية الإنسان على المستويين الاجتماعي والإنساني، وهذا العمل جاء نتيجة جهد كبير لا سيما في غياب الدعم الكافي من الدولة، وعلى رغم أنّ هذا المجهود نقطة في بحر، لكن هذه النقطة هي بحر في حدّ ذاته».
وأضافت: «إنّ الجمعيات الأهلية والاجتماعية لها في لبنان دور فعّال، وكنّا نتمنى أن تقوم الدولة بواجباتها جميعاً على الأصعدة كافة، لا لتحلّ محلّ الجمعيات، بل لتسدّ حاجة المواطن وليكون هناك تنسيق وتقسيم للنشاطات بين الدولة والجمعيات، لذا نقول بأنّ دور الجمعيات فعّال لكن ينقصه دعم الدولة».
حداد
وقالت النقيبة السابقة للمحامين في بيروت أمل حداد: «إنّ جمعية نور هي من الجمعيات التي تساهم في المجتمع المدني لدعم العائلات في المناطق كي يكونوا فاعلين دائماً ليعطوا أجمل ما عندهم. وما أجمل العطاء عندما يمتزج بالإبداع، وهو ما نشاهده اليوم في هذا اللقاء من خلال العباءات التراثية. لا أستطيع سوى أن أقدّم تحيّتي إلى السيدة مارلين حردان، ومن الصحيح القول إنه إلى جانب كلّ رجل عظيم هناك امرأة عظيمة».
عسيران
وشدّدت السيدة بشرى عسيران من جهتها على أنّ ما تقوم به السيّدة مارلين حردان مهمّ جداً، وهو عمل فاعل ومفيد، وجمعية نور هي من أهمّ الجمعيات في لبنان، واعتبرت أنّ «عمل الجمعيات فاعل جداً ومفيد وضروريّ بخاصة لأهالي القرى والمناطق البعيدة من العاصمة. لكن لا يمكننا أن نضع جميع الجمعيات في خانة واحدة، خصوصاً اليوم، فكثرة الجمعيات المدنية تُعتبر مشكلة تجب معالجتها كي لا تؤثر في عملها على الجمعيات الجدّية والتي تسعى إلى التطوير والتغيير».
حردان
أما حردان التي شكرت للسيدات ما قلنه فيها وفي جمعية نور، فقالت لـ«البناء»: «المحبة المهمة جداً، والتواصل بين المناطق مهم جداً، وهذا يتضح من خلال ما نشاهده في هذا اللقاء الصباحي. يمكننا القول إنّ جمعية نور حققت الكثير من المشاريع في عشرين سنة ولا نزال نطمح إلى تحقيق المزيد، لا سيما أنه أصبحت لدينا خبرة في معرفة الحاجة لدى الناس ومساعدتهم في تحقيقها».
وعن أبرز هذه الحاجات اليوم لفتت حردان إلى أنّ لدى المزارعين في الجنوب همّاً أساسياً يتمثل في تصريف المنتجات، لأنها سبيل عيشهم، خصوصاً إنتاج الزيت والزيتون في منطقة حاصبيا ومرجعيون، ونحن نقوم الآن بدراسة مع مختصّين لتقوية المنتوجات من خلال مصنعنا في منطقة الخلوات لنستطيع تصدير إنتاج المزارعين من الزيت والزيتون.
وعن دور الجمعية في الرعاية الصحيّة، أوضحت حردان أن الجمعية استطاعت مساعدة آلاف المرضى في مركزها الصحّي وفي المراكز الأخرى، «حيث نستطيع المساعدة في تأمين الأدوية بسعر رمزي أو حتى مجاناً، وبالطبع تكون هذه المساعدة بالتعاون مع وزراة الصحة».
وعن الدور الاجتماعي، أشارت حردان إلى «أننا نساهم في تأمين فرص عمل للسيدات والشابات ونساعدهن في الإنتاج من داخل منازلهن. لافتة إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية تقدّم الدعم، ولكن لا يمكن اعتبار هذا الدعم كافياً، فالصرخة لا يمكنها أن تنتهي. وبالنسبة إلى وزارتي العمل والصحّة فهما تساعداننا بقدر المستطاع أيضاً».
وكشفت حردان لـ»البناء» عن طموح الجمعية بإنشاء مدرسة في منطقة راشيا الفخّار، مضيفة أنّ هذا المشروع لا يزال قيد الدرس، للوقوف على حاجات هذه المنطقة، وبالتالي لم نحدّد بعد ما إذا كنا سننشئ مدرسة ابتدائية ومتوسطة أو مهنية.
وفي شأن تحويل الجمعية إلى مؤسسة قالت: «نأمل أن تتحوّل الجمعية إلى مؤسسة، خصوصاً أنها ليست جمعية نسائية بل هي جمعية مختلطة تضمّ شابات وشباناً يشاركون في كلّ نشاطات الجمعية».
تصوير علي فواز