لحظات لا ُتنسى في العرس العالمي

إعداد حسن الخنسا

لحظات لا ُتنسى في العرس العالمي

لقد جرى حتى اليوم تنظيم 19 نسخة من كأس العالم «فيفا»، ولكل نسخة أحداث تسجل في سجلات البطولة لتصبح عنواناً يتذكره الأجيال. فكلما تذكر نسخة ما من البطولة، تكون تلك اللحظات حاضرةً في الذاكرة والقلوب.

مارادونا يسجل بيده عام 1986

هدفان في مباراة واحدة كانا كافيين ليصبح دييغو مارادونا أسطورة كروية في بلاد التانغو ويسطر اسمه بحروفٍ من ذهب في لعبة كرة القدم، إذ أصبح الهدفان أشهر من أي هدف سجل في تاريخ البطولة. تلك الأهداف كانت ضد الأسود الثلاث في دور الثمانية وتحت رعاية الحكم التونسي علي بن ناصر. ووصف اللاعب الأرجنتيني الهدف الأول الذي جاء باليد في لقطة شهيرة بأنه هدف بيد الرب، ثم راوغ عدداً كبيراً من اللاعبين الإنكليز وحارسهم مرماهم ليسجل هدفاً لا ينسى، إذ يعتبر الأجمل في تاريخ المونديال.

زيزو ينطح ماتيرادزي في نهائي 2006

خلد زيزو اسمه في تاريخ البطولة بعد أن وجه نطحة إلى صدر اللاعب الإيطالي ماتيرادزي في نهائي مونديال 2006 الذي جمع بين الديوك والآزوري. وكانت تلك اللحظة صادمة للجماهير حول العالم إذ لم يفهم المشاهدين السبب وراء ضرب اللاعب الإيطالي وإيقاعه أرضاً من قبل زيزو الذي خسر فريقه النهائي في ركلات الترجيح. لم يعرف أحد حتى الآن السبب الحقيقي لذلك التصرف، لكن الأرجح هو قيام مدافع المنتخب الإيطالي بتوجيه شتائم للاعب الفرنسي استفزته وجعلته يوجه تلك النطحة التي خلدت بتمثال فني.

إلغاء هدف بعد احتسابه في نسخة 1982

يعلم متابعي لعبة كرة القدم أنه عندما يقرر الحكم احتساب هدف أو ضربة جزاء أو أي قرار فهو لن يرجع بقراره أبداً. ولكن في هذه النسخة من البطولة قام الحكم الروسي ميروسلاف استوبار باحتساب هدفٍ للفرنسي آلان جيريس في المباراة التي جمعت الديوك مع المنتخب الكويتي، وسط احتجاجات لاعبي الأخير بداعي أنهم توقفوا عن اللعب لسماعهم صافرة، وهو ما مكن جيريس من استغلال الموقف والانفراد بالمرمى وتسجيل الهدف، ولكن الحكم لم يستمع لهم وأمر بمواصلة اللعب. وما لبث الحكم أن ألغى الهدف بسبب احتجاجات الشيخ الراحل فهد الأحمد الذي نزل إلى أرضية الملعب مطالباً لاعبي الكويت مغادرة الملعب معلناً انسحابه من المباراة بسبب الظلم الذي وقع على فريقه، وسط احتجاجات صاخبة من الفريق الفرنسي ومدربه ميشيل هيدالغو الذي كاد يعتدي على الحكم لولا تدخل الأمن، ولكن إلغاء الهدف لم يمنع من فوز منتخب الديوك الفرنسية بالمباراة بنتيجة 4-1 ليبقى هذا الهدف الملغى من أغرب اللحظات في تاريخ كأس العالم.

رقصة ميلا في نسخة 1990

لم يكن خطف روجيه ميلا الكرة من الحارس الكولومبي هيغيتا الذي حاول مراوغته في الوقت الإضافي من المباراة وتسجيله هدفاً لمنتخب بلاده الكاميرون ليخلد في التاريخ لولا ما حدث بعده، فقد اتجه الأسد العجوز إلى الراية الركنية اليسرى للمرمى الكولومبي وأدى رقصته الشهيرة التي كانت حديث العالم بعدها مع خطأ الحارس المغرور بإمكانياته هيغيتا.

دموع مارادونا 1990

بعد بداية سيئة لحامل اللقب والخسارة أمام الكاميرون في الافتتاح انتفض التانغو واستطاع الوصول للنهائي، في مواجهة المانشافت القوي للغاية والذي نجح بالفوز بفضل ركلة جزاء. يومها انهار مارادونا عند مشاهدته لحظة تتويج المنتخب الألماني وتسليمه الكأس فأجهش في البكاء ليخطف الأضواء من احتفالات لاعبي ألمانيا، وتصدرت صوره صحف العالم في اليوم التالي.

هدف الأسود الثلاث 1966

في نهائي 1966 الذي جمع بين إنكلترا وألمانيا الغربية، سدد الإنكليزي هورست كرة ارتطمت بالعارضة ثم هبطت على خط المرمى، ليطالب اللاعبون الانكليز باحتسابها هدفاً وهو ما جرى بعد استشارة الحكم لمساعده الأول، هدف ساعد الانكليز على تسجيل هدف رابع في الدقيقة الأخيرة من المباراة بسبب تقدم كل لاعبي ألمانيا للهجوم باحثين عن التعادل. ولم يحدث أن أثار احتساب هدفٍ ما في تاريخ المونديال ما أثاره احتساب هذا الهدف الذي أثبتت فيما بعد الإعادة التكنولوجية الحديثة بأنه لم يكن شرعياً لكنه أعطى الإنكليز لقبهم الوحيد.

بيليه محمولاً على الأكتاف 1970

بعدما رفض الانضمام للسيليساو مجدداً بعد إخفاق بطولة 1966 والعنف الجماهيري الذي تعرض له، أقنعه زميله السابق زاغالو والذي أصبح مدرب المنتخب بالمشاركة. وبالفعل كانت وجهة نظر زاغالو صائبة بالرغم من أنه حظي بأفضل كوكبة من اللاعبين في تاريخ البرازيل قاطبة إلا أن بيليه كان النجم الأول خاصة في النهائي أمام إيطاليا حيث سجل هدفاً أكروباتياً برأسه من ارتقاء عال، وصنع هدفين لتفوز البرازيل ويُحمَل بيليه على الأعناق اعترافاً بفضله وموهبته الأسطورية في مشهد احتفالي لا ينسى من ذاكرة كأس العالم.

باجيو يهدر ركلة الجزاء في نهائي 1994

قاد روبرتو باجيو الآزوري إلى نهائي مونديال 1994 بفضل تألقه وإبداعه، وفي تلك المباراة تعادل الطليان مع البرازيليين سلبياً وذهبت المباراة لركلات الترجيح فتقدم روبرتو باجيو ليسدد في دوره لتطير الكرة فوق المرمى، ويعلن الحكم فوز البرازيل بهذه الركلات 3-2 بعد إهدار الطليان لثلاث ركلات. يومها بقي باجيو في الملعب ومن حوله الكرنفال البرازيلي محتفلاً باللقب، فواصل باجيو الصمت باكياً لدقائق طويلة.

«نيلي» تُصدر أولى التوقعات

تنبأت أنثى الفيل «نيلي» الموجودة في إحدى حدائق ألمانيا بصعود «المانشافات» إلى الدور الثاني ضمن مونديال البرازيل. وتوقعت «نيلي» مستقبلاً مشرقاً للمنتخب الألماني بأن يتعادل مع نظيره البرتغالي، لكنه سيفوز في المباراتين الأخريين، وسيتأهل إلى الدور الثاني.

وبعد تنبّئها بثلاثين نتيجة صحيحة من إجمالي ثلاث وثلاثين في كأس العالم للسيدات عام 2006 وكأس العالم للرجال عام 2010 والبطولة الأوروبية 2012، ينظر إلى «نيلي» باعتبارها عرافة.

وقبل المباراة الافتتاحية في مونديال البرازيل 2014 المقررة في 12 حزيران الجاري بين منتخبي البرازيل وكرواتيا، تتعاون «نيلي» مع حارس المنتخب الألماني الأسبق سيب ماير وراقصة سامبا برازيلية للتوصل إلى بعض التنبؤات الخطيرة.

ميسي للتفوق على الأسطورة مارادونا

يأمل المهاجم الخطير ليونيل ميسي في أن يحالفه الحظ أخيراً مع المنتخب الأرجنتيني في بطولات كأس العالم وأن يقود الفريق إلى لقبه العالمي الأول منذ أن قاده الأسطورة دييغو مارادونا للفوز بلقب مونديال 1986 في المكسيك.

يستطيع ميسي بالفعل التفوق على أسطورتي السامبا والتانغو بيليه ومارادونا إذا واصل تألقه مع المنتخب الأرجنتيني خلال بطولة كأس العالم، وقاد منتخب بلاده إلى الفوز باللقب العالمي الثالث لراقصي التانغو.

ويقدم ميسي عادة عروضه الكروية الساحرة على استاد «كامب نو» في برشلونة الذي يشهد عادة نحو 100 ألف مشجع يحتشدون في مدرجاته مع كل مباراة يخوضها الفريق. لكن اللاعب لم ينجح في ذلك منذ فترة طويلة، حيث قدم موسماً هزيلاً مع الفريق وخرج صفر اليدين من جميع البطولات في الموسم المنقضي، ليصبح المونديال البرازيلي هو الحل السحري أمامه إذا أراد استعادة بريقه سريعاً قبل الدخول في معمعة الموسم المقبل.

في الوقت الذي قاد فيه ميسي أوركسترا برشلونة السيمفوني الكروي ليفوز بستة ألقاب في عام 2009، عانى اللاعب مراراً خلال مبارياته مع المنتخب الأرجنتيني وقته، حيث ظهر بمستوى أقل كثيراً من مستواه مع ناديه ثم خرج معه من المونديال الماضي في جنوب أفريقيا عام 2010 بعد الهزيمة 1-4 في دور الثمانية أمام المنتخب الألماني.

لطالما صب مشجعو الأرجنتين سيلاً من الاتهامات الشديدة على اللاعب الشاب لفشله في الظهور بالمستوى المطلوب منه مع المنتخب الأرجنتيني، وذكر المشجعون والمعلقون: «ميسي يلعب من أجل المال فقط… لا يستطيع أن يشعر بالأرجنتين، إنه يفتقد الشخصية ولا يعلم السلام الوطني الأرجنتيني».

ولكن كل هذا تغير تحت قيادة المدرب أليخاندرو سابيلا، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني حالياً، حيث اكتسب ميسي ثقة الجماهير الأرجنتينية تدريجياً بعد مونديال 2010 وكان جديراً بالحصول على شارة قيادة الفريق بقرار من سابيلا.

فرانك ريبيري يغيب

أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم خروج فرانك ريبيري من تشكيلة المنتخب المشارك في كأس العالم. وكانت صحيفة ليكيب الفرنسية قد توقعت حدوث هذا الأمر منذ صباح أمس الجمعة، وذلك عندما علمت باستدعاء بعض الأسماء الاحتياطية للمعسكر التدريبي الفرنسي، وأكدت بأن استدعاءها يأتي لتعويض غياب فرانك ريبيري.

وسيتم تعويض فرانك ريبيري بواسطة لاعب خط وسط ساوثامبتون مورغان شنايدرلين، والذي كان ضمن قائمة فرنسا الاحتياطية. وفي بيان رسمي صدر عن الاتحاد الفرنسي جاء فيه «الفحوصات أظهرت أن إصابة فرانك ريبيري ساءت بشكلٍ مفاجىء، لم يعد بقدرته أن يتدرب».

إصابة ريبيري لم تكن هي الوحيدة التي عطلت خطط المدرب الفرنسي ديديه ديشامب، حيث سبق وأن أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم صباح أمس عن ضم ريمي كابيلا لاعب وسط مونبلييه بدلاً من كليمينت جرينير لاعب وسط ليون الذي تعرض للإصابة في الفخد.

عام 2014 لم يكن سعيداً لفرانك ريبيري، ففيه خسر الكرة الذهبية أمام كرستيانو رونالدو، كما أنه غاب لفترات طويلة بسبب الإصابة، ولم يقدم الأداء المرجو منه في صفوف بايرن ميونخ على العكس مما كان يفعله في المواسم السابقة.

هوندا يؤكّد قدرة الساموراي على الفوز

فاجأ كيسوكي هوندا، مهاجم منتخب اليابان محترف ميلان الإيطالي، الجميع عندما أكّد في آخر تصريحات له أنّ منتخب بلاده قادر على الذهاب بعيداً في مونديال البرازيل بل والتتويج باللقب.

وإن لم يستسغ كثيرون هذا التصريح من نجم «محاربي الساموراي» نظراً لأنّه يحمل تجاهلاً لعمالقة اللعبة، فإنّ اللاعب عاد ليؤكّد تصريحاته من خلال وكالة الأنباء اليابانية «كيودو»، إذ قال: «نحن حريصون على مفاجأة العالم. علينا فقط أن نثق في أسلوبنا وقدراتنا». وتابع هوندا: «حالياً نحن بحاجة فقط للتطوّر. لا نودّ الالتفات إلى الخلف المشاركات السابقة لليابان في المونديال . أعتقد أنّه أهمّ شيء الآن هو أن نعرف كيف نخلق مناخاً طيّباً داخل المجموعة، وأن نستثمر الوقت خلال الأسبوعين المقبلين قبل الدخول فعلياً في مغامرتنا المونديالية».

ختم :»ما زلت مؤمن بأنّنا قادرون على الذهاب بعيداً والفوز بها، بإمكاننا فعل ذلك. لدينا لاعبون يمتلكون الخبرة وأنا واحد منهم لذلك أقول إنّه علينا القيام بالعديد من الأشياء في الأسبوعين المقبلين. كأس العالم تلعب مرة واحدة كل أربع سنوات ولا أحد منّا يضمن مشاركته في نسخة أخرى، لذلك علينا رفع التحدّي ونحن نستطيع ذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى