إلى بطل الأمعاء الخاوية محمد علان

د. محمد بكر

بصبرك كسرت جبروت الطغيان ودست هيبة المحتل والسجان، بأمعائك الخاوية خططت رحلة الكبرياء، علّمت العالم كيف يلد الجوع البطولات وكيف تُصاغ من الجَلد قصص العظمة وحكايات الإباء.

علّمنا يا علان كيف نفرد للزمان، صفحات عزٍّ وكيف تعشش الكرامة في الأذهان، كيف يكون مهر حريتنا، كيف نصيغ منك العنوان.

في بلادي فقط تُخلق من رحم الجوع إرادة الأقوياء، ويُمحى من لوح الصابرين أيّ ضعفٍ ويفيض من جباههم صبر أيوب والأنبياء.

قل لهم يا علان أنّ أمعاءك لن تغفر عهرهم وخيانتهم وذلهم ولوثة نفطهم، وما أسروا من تآمر وما كان منه جهاراً، وكما عششت عزةٌ في أحشائك القدسية، ستأكل أحشاءهم ناراً.

علّمنا يا علان كيف تزأر الرجال، كيف باحت الأمعاء بكلّ ذلك الصمود والتحدي والثبات والسجال، كيف عرّت ضمائر العُرب الطافحة بالخنوع والتذلل، المفلسة بلا إحساس، كيف الغطرسة والعنجهية بالأمعاء تداس، كيف خطت من زنزانة العزّ معارك الجيوش، وكيف رسمت الأمعاء صولات وجولات الثابتين الموقنين الثائرين الصامدين، وكيف قرعت لحريتها الأجراس، كيف علا صبرك وزغرد مثل أزيز الرصاص.

ارقد بسلام،, وانهض بسلام، انعي عروبتنا، وابك أمتنا، كيف نامت على القصاص.

أخبرهم يا علان كيف يتكاثر الصبر من أصلابنا، كيف يتفجر من جسدٍ نحيل براكين شموخٍ وحمم صمود، أخبرهم كيف تشتدّ سواعد أطفالنا باكراً، كيف يصبحون مدارس للعزّ ومنابع البارود، كيف يفوح المسك من أجساد أطفالنا عندما يُحرقون، كيف تزدحم مفردات الهجاء وتكبيرات الحق على ألسنتهم عندما تبتلعهم الأمواج وفي غياهب البحار يغرقون.

علق على صدرك يا علان نياشين البطولة والرجولة، واتشح بوشاح الفخار، فعلى الجبين أقرأوها: أنا الفلسطيني، كلّ ديار المجد والشرف دياري، وأنا صاحب الدار، يا من خنتم الأمانة وضيّعتم سيدة الأرض، فسدتم وأفسدتم، ضعتم وضيّعتم، سأقاضيكم بقلمي، بملوتوفي، بدمائي، وصهيل حقي، عند واحدٍ أحد، فردٍ صمد، لا تضيع في حضرته دعوة المظلوم وطعنة الغدار.

كاتب فلسطيني مقيم في سورية

mbkr83 hotmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى