دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
لم ينتظر أمّه لتضع له، كما تعوّدتْ كلّ صباح، عروسة السكّر في حقيبته المدرسية. استيقظ عامر باكراً. تناول حقيبته خلسة فيما أمه كانت تغطّ في نوم عميق، وخرج من البيت.
وقبل أن يصل إلى مدرسته الابتدائية المجاورة لكنيسة القيامة والمسجد الأقصى، أفرغ الحقيبة من الكتب، واستبدل أبجدية الحروف بأبجدية الأحجار. ثمّ غيّر اتجاهه، وقصد شارعاً ملتهباً بقنابل الغاز المسيل للدموع، وبالرصاص الحيّ، وبأطفال وفتية وشباب جاؤوا من هنا.. من هناك.. من هنالك، وانضمّ إليهم، ودخل مدرسة الشهداء.
وعندما كانت أمه تهمّ بمغادرة البيت، متجهة إلى المدرسة، حاملة عروسة السكر لابنها الوحيد، كان رفاق له يحملون جثة الطفل وحقيبة لم يبقَ فيها حجر واحد.
المجد لشهدائنا.