استياء غربيّ من الاعتداء التركي على الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية
تتواصل المواقف الشاجبة للاعتداء التركي على إحدى المقاتلات الروسيات من طراز «سوخوي 24» في الأجواء السورية، ما أدّى إلى سقوطها. في حين ادّعت السلطات في أنقرة أنّ الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية.
في هذا السياق، نشرت صحيفة «ترود» الروسية مقالاً تطرّقت فيه إلى ما نشرته وسائل الإعلام عن أسباب مهاجمة الطائرات التركية قاذفة القنابل الروسية «سوخوي 24» فوق الأراضي السورية، مشيرةً إلى أن ابن أردوغان وراء الحادث. ونقلت عن مدير مركز دراسات السوق الاستراتيجية إيفان كونوفالوف، قوله: «لا يمكن تفسير هذا الأمر بصورة مغايرة، فالوضع معقد، فتجب محاربة داعش. وإذا كان الأتراك يعرقلون ذلك، فإن هذا سيؤدّي إلى تجميد العلاقات إلى ما تحت الصفر معهم، وهو ما سيضرّ بمصالحهم أولاً». وتقول الصحيفة إنّ
إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية أقلق الغرب جداً، ونقلت عن أحد الأميركيين قوله: «حليفنا يصيح الله أكبر فيما نحن نُقتَل، ويهاجم الطائرات التي تحارب داعش. يجب علينا فوراً إعادة النظر في علاقاتنا وأولوياتنا والعمل مع روسيا ضدّ داعش».
كما تناولت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية الأزمة التركية ـ الروسية الراهنة، ونشرت مقالاً للكاتب أندرو بووين قال فيه إنه إذا لم تبادر الدولتان روسيا وتركيا إلى حوار مباشر لنزع فتيل الصراع بينهما، فإن هذه الحادثة قد تتكرّر. وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن غضبه لإسقاط تركيا الطائرة الروسية، وأن بوتين اتهم تركيا علناً والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمناً بتوجيه «طعنة في الظهر» لروسيا، وأن أنقرة تعمل لمصلحة الإرهابيين. وأضاف أن بوتين اتهم أردوغان بأن لديه نوايا قاتمة، وحذّر من عواقب وخيمة لإسقاط أنقرة الطائرة الروسية.
«ترود»: ابن أردوغان وراء إسقاط الطائرة الروسية
تطرّقت صحيفة «ترود» الروسية إلى ما نشرته وسائل الإعلام عن أسباب مهاجمة الطائرات التركية قاذفة القنابل الروسية «سوخوي 24» فوق الأراضي السورية، مشيرةً إلى أن ابن أردوغان وراء الحادث.
وجاء في المقال: يستمر الخبراء في إبداء وجهة نظرهم حول الأسباب التي دفعت تركيا إلى إسقاط قاذفة القنابل الروسية «سوخوي 24» فوق الأراضي السورية، إذ تفيد إحدى وجهات النظر أن سبب هذا الهجوم مرتبط بالعلاقة التجارية بين بلال أردوغان ابن الرئيس التركي و«داعش».
وكان الخبراء قد أشاروا سابقاً إلى أن أحد الموارد المالية الأساسية لـ«داعش» تصدير النفط من حقول النفط السورية والعراقية التي يسيطر عليها، إذ تشير معلومات الاستخبارات العراقية إلى أن «داعش» يستخرج يومياً بحدود 300 ألف برميل من النفط، ويحصل من بيع هذه الكمية على 40 50 مليون دولار شهرياً.
طبعاً لا يمكن طرح كمية من النفط كهذه في السوق العالمية إلا من خلال شركات لتكرير النفط تملك المعدّات والبنية التحتية اللازمة والعلاقات التجارية. يذكر أن وسائل الإعلام الأوروبية نشرت في آب الماضي معلومات تفيد بأن شركة «Genel Energy» الإنكلو ـ تركية تقوم بتكرير النفط الذي يستخرجه «داعش» وبيعه.
وبحسب الخبراء، يوفر التغطية السياسية لتكرير نفط الإرهابيين وبيعه نجل الرئيس التركي بلال أردوغان. لذلك فإن إسقاط الطائرة الروسية بحسب رأيهم إن هو إلا محاولة من تركيا لوقف تدمير الصناعة النفطية للإرهابيين.
ويؤيد وجهة النظر هذه الخبير العسكري، مدير مركز دراسات السوق الاستراتيجية إيفان كونوفالوف، إذ يقول: «لا يمكن تفسير هذا الأمر بصورة مغايرة، فالوضع معقد، ويجب محاربة داعش. وإذا كان الأتراك يعرقلون ذلك، فإن هذا سيؤدّي إلى تجميد العلاقات إلى ما تحت الصفر معهم، وهو ما سيضرّ بمصالحهم أولاً».
تجدر الاشارة إلى أن الطائرات الحربية الروسية بدأت منذ أيام بمهاجمة مواقع استخراج النفط التي يسيطر عليها «داعش». وقد تكللت هذه الهجمات بتدمير مستودعات كبيرة للنفط و500 صهريج تستخدم لنقل النفط. استناداً إلى هذا، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن هذه العمليات قلصت كمية النفط التي يطرحها «داعش» في السوق بحوالى 60 ألف طن يومياً، ما يعادل انخفاض وارداتها اليومية بمقدار 1.5 مليون دولار.
فهل تركيا إلى جانب «داعش»؟ أعلنت تركيا رسمياً أن الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية، لذلك أسقطت بعد تحذيرها 10 مرات. ولكن أليس غريباً أن يكون «تحليق» الطائرة الروسية قد جرى في الاجواء التركية لفترة طويلة، وها هي قد سقطت في الأراضي السورية؟
في الحقيقة، إن بعض تصريحات المسؤولين الأتراك تشير إلى أنّ مهاجمة الطائرة الروسية ليس مرتبطاً فقط باختراقها الأجواء التركية، إنما هو ناتج عن عدم رضا تركيا عن النجاح الذي تحقّقه غارات الطائرات الروسية.
يقول مراسل «RT» في اسطنبول، توماس زايبرت: «أبلغت تركيا خلال الأيام الأخيرة الجانب الروسي عدّة مرات بعدم وجود مواقع لمسلحي داعش في المنطقة القريبة من الحدود. بل هناك مواقع للتركمان وغيرهم من المجموعات المعارضة للنظام السوري، وهي تتعرض لهجمات الطائرات الروسية والقوات السورية. أي أنهم بهذه الصيغة يعبّرون عن عدم إمكان مشاركتهم بالعمليات العسكرية ضدّ داعش في هذه المنطقة».
لقد أقلق إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية الغرب جداً، فتركيا هي، من جانب، عضو في حلف الناتو ويمكنها طلب المساعدة إذا ردّت روسيا على فعلتها. ولكن من جانب آخر، لا أصدقاء للناتو في أنقرة، لأن أردوغان ينتهج سياسة أسلمة الدولة، وهذا يسبّب عدم رضا الولايات المتحدة. إضافة إلى هذا، تبدو تركيا غير راضية من تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والفصائل الكردية المسلحة في العراق وسورية.
يقول أحد الأميركيين: «حليفنا يصيح الله أكبر فيما نحن نُقتَل، ويهاجم الطائرات التي تحارب داعش. يجب علينا فوراً إعادة النظر في علاقاتنا وأولوياتنا والعمل مع روسيا ضدّ داعش».
أما نائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي روبرتو كارديرولي، فكتب في صفحته على شبكة «فايسبوك»: أسقطت تركيا بأمر من أردوغان الطائرة الروسية التي تشارك في محاربة «داعش» في سورية. لقد دخلت تركيا اليوم الحرب رسمياً إلى جانب «داعش».
«ناشونال إنترست»: نذر حرب جوّية تركية ـ روسية في سورية
تناولت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية الأزمة التركية ـ الروسية الراهنة عقب إسقاط الطائرة الروسية، إذ نشرت مقالاً للكاتب أندرو بووين قال فيه إنه إذا لم تبادر الدولتان روسيا وتركيا إلى حوار مباشر لنزع فتيل الصراع بينهما، فإن هذه الحادثة قد تتكرّر.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن غضبه لإسقاط تركيا الطائرة الروسية، وأن بوتين اتهم تركيا علناً والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمناً بتوجيه «طعنة في الظهر» لروسيا، وأن أنقرة تعمل لمصلحة الإرهابيين.
وأضاف أن بوتين اتهم أردوغان بأن لديه نوايا قاتمة، وحذّر من عواقب وخيمة لإسقاط أنقرة الطائرة الروسية، وأشار الكاتب إلى أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أعلن عن إلغائه زيارة له كانت مقرّرة إلى تركيا هذا اليوم.
وأشار الكاتب إلى أن مصادر سورية أكدت قيام دفاعات سورية بإسقاط طائرة استطلاع تركية من طراز «أف 4» يوم 22 حزيران 2002، وقال إن من المفارقات تأكيد هذه الحادثة التي تمّت من جانب دفاعات جوية يديرها ويساعد في تشغيلها خبراء روس في قواعد عسكرية في سورية.
كما أشار الكاتب إلى أنه سبق للرئيس أردوغان أن شجب التدخل العسكري الروسي في سورية، وأنه حذّر من أن أنقرة ستعيد تقييم علاقاتها مع موسكو. وأضاف أن موقف الرئيس أردوغان يختلف عن موقف كل من الرئيس بوتين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في شأن الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال إن تركيا أعلنت عن عزمها إسقاط أي طائرة تخترق مجالها الجوي، وأضاف أن هذه الخطوة التركية من شأنها التثبيط من عزيمة بوتين لتوسيع نطاق حملته الجوية في سورية، ولكنه من غير المرجح أن يكون الرئيس التركي أردوغان قد اتصل بنفسه ليصدر أمراً بإسقاط الطائرة الروسية.
«فورين بوليسي»: عنصرية الحزب الجمهوري إزاء المسلمين تصل إلى ذروتها
كتبت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: يستعر خطاب المرشحين الجمهوريين للرئاسة حول إعادة توطين اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة. وصف بن كارسون بعض اللاجئين بـ«الكلاب المسعورة». ويقول دونالد ترامب إنه يريد إنشاء قاعدة بيانات لتتبع المسلمين في الولايات المتحدة. وقال السيناتور ماركو روبيو من ولاية فلوريدا إن هجمات الأسبوع الماضي في باريس، والتي تبنّاها «داعش»، هي جزء من صراع الحضارات.
استخدام هذا النوع من اللغة لوصف المسلمين هو أمر جديد، وهو جزء متنامٍ من الخطاب السياسي الأميركي. بعد هجمات أيلول، أشار الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش إلى أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع الإسلام. الذي سمّاه دين «السلام». وفعل الرئيس باراك أوباما الأمر نفسه.
هذا النوع من اللغة القاسية لم يعد المشكلة. فمع مقتل 130 شخصاً في هجمات 13 تشرين الثاني، استغل الجمهوريون الهلع من أعمال عنف مماثلة في الولايات المتحدة التي قد يرتكبها واحد أو أكثر من 10.000 لاجئ سوري على الأقل يريد أوباما إعادة توطينهم في الولايات المتحدة في هذه السنة المالية.
ومن المؤكد أن هذا الخوف لا يقتصر على الحزب الجمهوري. فقد اصطدم سبعة وأربعون من المشرّعين الديمقراطيين في مجلس النواب مع الرئيس يوم الخميس لتمرير مشروع قانون يهدف إلى إضافة شيكات أمنية إضافية في شأن اللاجئين، ووقف خطة الرئيس الخاصة بتوطين اللاجئين. وتذرع ديفيد باورز، رئيس بلدية رونوك الديمقراطي بولاية فيرجينيا، باعتقال الرئيس فرانكلين روزفلت الجماعي لأكثر من 100.000 شخص من أصول يابانية خلال الحرب العالمية الثانية لتبرير إبعاد السوريين عن بلاده.
ولكن اللغة المستخدمة من قبل الجمهوريين شديدة التطرف. «إذا كان هناك كلب مسعور يركض في منطقتكم، فربما لن تفترض شيئاً جيداً عن ذلك الكلب، وربما ستبعد أطفالك من أمامه»، قال كارسون الخميس في ولاية آلاباما، متحدثاً عن اللاجئين السوريين. «لا يعني أنك تكره كل الكلاب بأي حال، ولكن يعني أنك تضع عقلك موضع التنفيذ».
أيضاً يوم الخميس، قال ترامب في مقابلة نشرتها «ياهو نيوز»: «سيتعين علينا القيام ببعض الأمور التي كانت غير واردة قبل سنة». وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، قال ترامب إنه «بالتأكيد وقطعاً سيعمل على إنشاء قاعدة بيانات للمسلمين في الولايات المتحدة».
«يجب أن يكون هناك أنظمة كثيرة تتجاوز قواعد البيانات». قال ترامب لقناة «إن بي سي نيوز». «أعني ينبغي أن يكون لدينا الكثير من النظم».
من الصعب عدم التفكير في ألمانيا النازية عند النظر في اقتراح قاعدة بيانات الخاص بترامب. فخلال فترة حكمه في الحرب العالمية الثانية، أنشأ نظام أدولف هتلر قوائم لتعقب عدد السكان اليهود.
يوم الأحد الماضي، أتى روبيو على ذكر النازيين بشكل مختلف. «أنا لا أفهم ذلك»، قال روبيو عندما سُئل عن رفض مرشحة الحزب الديمقراطي الأوفر حظاً هيلاري كلينتون وصف أيديولوجية المهاجمين في باريس بـ«الإسلام الراديكالي». «سيكون هذا مثل القول إننا لم نكن في حالة حرب مع النازيين، لأننا كنا نخشى أن نسيء إلى بعض الألمان الذين ربما كانوا أعضاء في الحزب النازي إنّما لم يمارسوا العنف بأنفسهم».
ولم يردّ أيّ من المرشّحين المذكورين على طلبات للتعليق على ملاحظاتهم.
قالت كارلين ميلر، المديرة التنفيذية لمؤسسة مسؤولة عن اللاجئين في «إنديانابوليس»، إن الخوف الجمهوري مبالغ فيه، وأشارت إلى أن اللاجئين الذين ساعدتهم مجموعتها في إعادة التوطين في الولايات المتّحدة قد رُحّب بهم من قبل السكان المحليين.
صرّحت ميلر لـ«فورين بوليسي» قائلةً: «هذا جنون»، وذلك عندما سئلت الجمعة عن لهجة الخطاب الجمهوري. «إنه خطاب يلعب على مخاوف الناس، في محاولة للتحريض على الخوف والكراهية. ولا يمثّل أفضل ما في الأميركيين».
هذا الأسبوع، رفض حاكم ولاية إنديانا مايك بنس، وهو جمهوري، استقبال عائلة سورية كان من المقرّر أن تصل إلى ولايته. وقد أرسل العائلة إلى كونيتيكت بدلاً من ذلك. وهو يمثل شريحة من غالبية حكام الولايات المتحدة الذين قالوا إن السوريين غير مرحّب بهم.