هزيمة التنظيمات الإرهابية… قطع إمدادات الأسلحة والمال

ناديا شحادة

الخطوة الأولى لهزيمة التنظيمات الإرهابية في سورية تكمن في قطع الإمدادات والأسلحة والمال عنها ومنع تدفق الإرهابيين الذين يدخلون إلى سورية بشكل أساسي عبر تركيا وبدعم من السعوديين والقطريين هذا ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة له مع التلفزيون التشيكي أول أمس، ليؤكد بذلك كل ما قيل عن دعم الحلف التركي السعودي القطري للجماعات الإرهابية التي تتكبّد خسائر كبيرة نتيجة تقدّم الجيش السوري وحلفاءه ميدانياً بدعم من الطيران الروسي. هذا التقدم الملحوظ للجيش السوري والطيران الروسي الذي كثف جهده لمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في سورية بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي بتهمة اختراق المجال الجوي التركي الأمر الذي نفته موسكو معتبرة الأخيرة أن الحادثة طعنة في الظهر وفق ما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فإسقاط الطائرة الروسية كانت لها تداعيات كبيرة على المسار السوري فالمتغيّرات في الميدان السوري باتت واضحة بأن الردّ الروسي تجاه إسقاط الطائرة سيكون بالتصعيد العسكري باتجاه تمكين الجيش السوري من بسط المزيد من النفوذ والانتصارات على الأرض، فالجهد الروسي السوري في مكافحة دعم التنظيمات الإرهابية وصلت المعابر الحدودية واستهدفت منطقة النفوذ التركي في سورية وتمّت مراقبة الحدود التركية بالأقمار الصناعية، ونشر الجيش السوري أنظمة دفاع جوي على طول الحدود مع تركيا، وهذا ما أكدته صحيفة وورلد تربيون الأميركية في 2 كانون الأول نقلاً عن الجيش التركي.

فالجيش السوري الذي أكد في بيانه في 28 تشرين الثاني أن تركيا زادت في الفترة الاخيرة من إمدادات السلاح والذخيرة والعتاد للإرهابيين في سورية، بات مصمماً على تحقيق المزيد من الانتصارات في حلب والمناطق المتاخمة للحدود فالانتصارات التي حققها في الآونة الأخيرة في الشمال السوري وبالذات في حلب، باعتبارها المقر الرئيس للإرهابيين وحظيت خلال السنوات الأربع الماضية بدعم تركيا عبر الحدود البرية المشتركة، تحمل رسالة واضحة للأطراف المتنازعة في الأزمة السورية بأن الحكومة السورية وحلفاءها قد قرروا إنهاء الأزمة في بعدها العسكري ويريدون تطهير سورية من دنس الجماعات الإرهابية، حيث نفذ الطيران الحربي السوري والروسي في 26 تشرين الثاني المنصرم غاراته الجوية على طول الحدود السورية التركية بريفي حلف وإدلب الشمالي مستهدفاً أي قافلة من الشاحنات عبر المعابر الحدودية بين سورية وتركيا ما أدى إلى مقتل من فيها، وقصفت الطائرات الروسية بلدة أعزاز بريف حلب الشمالي والطريق الواصل بين البلدة ومعبر باب السلامة على الحدود السورية التركية مستهدفة أي سيارة أو شاحنة تدخل من تركيا إلى سورية.

يؤكد الخبراء الاستراتيجيون أن الجيش السوري وحلفاءه يريدون عبر العمليات العسكرية قطع علاقة الشمال السوري بتركيا التي تحوّلت إلى خلفية داعمة للإرهابيين بطرق مختلفة، فتطهير حلب من الإرهابيين يفقدهم أهم قاعدة لهم ويقطع طريق تواصلهم مع تركيا التي يتم نقل النفط المسروق عبر تنظيم داعش إلى موانئها. وهذا ما أكدته وزارة الدفاع الروسية في 2 كانون الاول، في مؤتمر صحافي عرضت خلاله مقاطع فيديو وصوراً لشاحنات تركيا تنقل النفط المسروق من سورية عبر التنظيم إلى الموانئ التركية.

فمع ما يقوم به الجيش السوري وحلفاؤه من عمليات حاسمة وهامة بشكل كبير لتطهير الأراضي السورية من الإرهابيين وبمؤازرة الانتصارات التي يحققها الجيش السوري زادت تركيا من دعمها للجماعات الإرهابية في الشمال لمنع تطورات ميدانية كبيرة للجيش السوري، ولكن فشلت تركيا في تحقيق أهدافها، وما حصل من إسقاط الطائرة الروسية يعطي انطباعاً عن مدى المأزق التركي فقرار إسقاط الطائرة لا يمكن اتخاذه إلا في حال إفلاس الخيارات الأخرى بأكملها. فإسقاط الطائرة الروسية أدى إلى إدراك دولي واسع بالدور التركي في رعاية الإرهاب من خلال الدعم عبر الحدود التركية، وهذا ما أقرّ به الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال مؤتمر صحافي على هامش مشاركته في المناخ في باريس، حيث قال تحدّثت مراراً مع الرئيس التركي بشأن إغلاق الحدود بين سورية وتركيا، وهناك تقدّم حقيقي أُحرز في هذا الصدد، لكن مازالت هناك ثغرات وأتحدث هنا عن 98 كيلومتراً مازالت تستخدم كمنطقة عبور لتدفق المقاتلين الأجانب، وكذلك ممر عبور للبضائع والسلع لتمويل تنظيم داعش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى