فتحعلي: كان نصيراً للقضايا العادلة وسنتابع الفاجعة حتى النهاية كاتشا: قام بمهامّه بأفضل طريقة وحقّق إنجازات بارزة
أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حسينية البرجاوي، احتفالاً تأبينيّاً لسفيرها السابق في لبنان الشهيد غضنفر ركن أبادي، الذي قضى في حادثة «منى» أثناء تأديته مناسك الحج في السعودية، حضره رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثلاً بالدكتور خليل حمدان، الرئيس إميل لحود ممثلاً بالنائب السابق إميل إميل لحود، الرئيس ميشال سليمان، نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ورئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم أمين السيد، وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو وعضو الكتلة القومية النائب العميد مروان فارس وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح وعضو المكتب السياسي وهيب وهبي، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس سعد الحريري ممَثّلاً بالنائب محمد الحجار، الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالشيخ بلال الملا، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ممثلاً بالمُفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان.
كما حضر الوزراء: رشيد درباس، محمد فنيش، علي حسن خليل، حسين الحاج حسن، آلان حكيم وريمون عريجي، السفير البابوي غابريللي كاتشا، سفراء: إيران محمد فتحعلي، سورية علي عبد الكريم علي وفلسطين أشرف دبور، النوّاب: محمد رعد، ياسين جابر، أيوب حميد، عبد المجيد صالح، حكمت ديب، نوار الساحلي، علي المقداد، علي فياض، بلال فرحات وحسين الموسوي، ووزراء ونواب سابقون.
كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن حسن ياسين، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، مدير المخابرات في الجيش ممثّلاً بالعميد فؤاد الهادي، قائد جهاز أمن السفارات العميد نبيل مظلوم، مديرة «الوكالة الوطنية للإعلام» لور سليمان صعب، نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، رئيس مجلس الأمناء في «تجمّع العلماء المسلمين» القاضي الشيخ أحمد الزين ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله على رأس وفد من التجمّع، نجل الإمام موسى الصدر صدر الدين الصدر، ممثّلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية وشخصيات سياسية ودبلوماسية وعلمائية وثقافية واجتماعية وتربوية واعلامية، وأركان السفارة.
فتحعلي
بدايةً، ألقى فتحعلي كلمة قال فيها: «أتقدّم بالعزاء والتبريك إلى الشعب الإيراني والشعب اللبناني وإلى كل المجاهدين على طريق الحق باستشهاد سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق لدى لبنان الدكتور غضنفر ركن آبادي، في الفاجعة المؤلمة الحزينة التي حلّت بضيوف الرحمن في الحرم المكّي الآمن من حُجّاج بيت الله الحرام في مشعر منى، والتي أودت بحياة المئات من الحجيج قتلاً وجرحاً ومفقودين إثر الإهمال والفشل والإدارة غير المسؤولة في إدارة أعظم الشعائر لدى المسلمين. وإنّ رحيل شخص كالسفير ركن آبادي لخسارة لكل الشرفاء في العالم، لأنه كان نصيراً لكل القضايا العادلة والمُحقّة وفي طليعتها قضية فلسطين والمقاومة في لبنان. ولهذا نرى لزاماً علينا، انطلاقاً من إرشادات سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور حسن روحاني، متابعة هذا الملف بكل أبعاده حتى النهاية».
أضاف: «سنوات من عمره قضاها بين أهله في لبنان أداءً لواجبه كدبلوماسي يخدم دولة الإسلام في إيران وقد أصبح له أحبّة كثر، وأصدقاء كثر اعتزّ بارتباطه بهم، وقد اعتبره مبعث فخر واعتزاز رافقه بقيّة حياته على ما حمله من ذكريات عن لبنان وشعبه ومجاهديه الذين رفعوا رأس هذه الأمة عالياً وكتبوا في سجلها أنّ عصر الهزائم قد ولّى، وأنّ عصر الانتصارات قد هلّ».
وختم: «الرحمة والرضوان إلى جميع شهداء هذه الحادثة المؤلمة من جميع البلدان الإسلامية، والصبر والسلوان إلى عوائلهم وذويهم، شاكراً حضوركم ومواساتكم مع دعائي لكم بالتوفيق والسّداد».
كاتشا
بدوره، قال كاتشا: «لقد تلقّينا وببالغ الأسى خبر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة السفير الإيراني السابق في لبنان سعادة السفير غضنفر ركن أبادي».
وتوجّه إلى السفير فتحعلي بالقول: «أودّ أولاً أن أُعبّر لسعادتكم نيابةً عن زملائي جميعهم بصفتي عميداً للسلك الدبلوماسي، وبصفتي الشخصية عن تعازيَّ عبركم إلى رؤسائكم وعائلة السفير الفقيد ولجميع الشعب الإيراني. أودّ أن أُعبّر كذلك عن تقديري لسعادتكم حضرة السفير السيد فتحعلي لإقامتكم هذا التأبين في ذكرى الفقيد ركن أبادي، ولدعوتي لتوجيه كلمة حسن نية».
وأشار إلى «أنّ كل من التقى بالسيد ركن أبادي يشهد مدى تعلّقه بلبنان مذ كان طالباً في جامعة بيروت العربية. لقد أحبّ تلك الفترة من حياته وأبقى على علاقات وطيدة مع الكثيرين ممّن التقى بهم خلال تلك السنوات. وعلى الصعيد الشخصي أذكر بكل سرور اللطف والاحترام اللذين أظهرهما لي خلال لقاءاتنا، والرغبة التي أبداها لمساعدة بلده لتخطّي مشاكله الداخلية والخارجية. ولعل الانطباع الذي كوّنته عنه أنّه كان يملك الكثير من العلاقات، ومن بينها علاقات متينة مع عدد كبير من اللبنانيين من الجهات كافة، ما أظهر حسن نيّته والتزامه بإكمال مهامّه بأفضل طريقة ممكنة. وخلال مهمّته التي دامت أربع سنوات في هذا البلد استطاع تحقيق إنجازات بارزة كلّما سنحت له الفرصة وحصل على امتياز التحضير لزيارة الرئيس الإيراني التي حققت نجاحاً باهراً، والتي تُعدّ لحظة تاريخية في حياة أي سفير».
وتابع: «لا يمكننا أن ننسى أيضاً بعض اللحظات العصيبة، لا سيّما عندما تعرّضت السفارة الإيرانية للاعتداء الإرهابي، وكانت سلامة السيد ركن آبادي من الله. إذ كانت لحظة مأساوية بالنسبة له ولطاقم عمل السفارة، وكذلك بالنسبة للدبلوماسيين الزملاء الذين شعروا أنّ هذا العنف غير الإنساني يستهدفهم أيضا لكن ما من كلمات تصف شعورنا بالارتياح عندما علمنا بسلامته من هذا التفجير. وعند نهاية مهمّته قمنا بتوديعه وتوقّعنا له مشواراً مهنياً لامعاً على المستويين الدبلوماسي والشخصي، وأسفنا كثيراً عندما تلقّينا خبر وفاته».
واختتم: «أعاود تقديم العزاء لسعادتكم ولكل من نعاه مع عميق الأسى لخسارة زميل قدير وشخص ملتزم، ونؤكّد لكم أنّه باق في قلب ودعاء كل من أحبّه وافتقده».
منصور والزين
وكانت كلمتان للوزير السابق عدنان منصور والشيخ الزين، تحدّثتا عن مزايا الراحل خلال وجوده في لبنان وعلاقاته مع كافة الأطياف السياسية والعلمائية والثقافية والاقتصادية، والاجتماعية في لبنان.
وقُدمت فقرة شعرية للشاعر ميشال كعدي، وأناشيد لفرقة الرضوان.
السيد حسين
وفي الختام، ألقى رئيس الجامعة اللبنانية كلمة تحدّث فيها عن مزايا أبادي و«الإخلاص الذي كان يُبديه لكل لبنان، ومساعدته لبنان والحكومة في مناسبات رسمية في إنجاز الاتّفاقات مع الجامعة اللبنانية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وتوثيقه العلاقات بين الجامعة اللبنانية والجامعات الإيرانية لصالح البلدين».
لجنة ا سير سكاف
وتوجّهت لجنة عائلة وأصدقاء ا سير يحيى سكاف بأحرّ التعازي من السفير فتحعلي، ومن عائلة السفير أبادي، ومن عموم الشعب والقيادة الإيرانية، باستشهاد أبادي «الذي عرفناه مناضلاً صلباً وقف بكلّ عزم وإصرار إلى جانب المقاومة والمظلومين في لبنان والعالم، وكان مثالاً يُحتذى به للأخلاق العالية والرفيعة التي تَحلّى بها الشهيد أبادي، وكان من طليعة المتضامنين والمدافعين عن قضية ا سير يحيى سكاف وا سرى في السجون الصهيونية، والقضية الفلسطينية».