كندا تُرحّل إليها بين 7 ـ 9 آلاف خلال 3 أسابيع وبريطانيا تبحث تنمية أوضاعهم في لبنان

تنقّل ملف النازحين السوريين إلى لبنان بين السراي ووزارت الداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية وعكار، من خلال سفيري كندا ميشال كاميرون وبريطانيا هيوغو شورتر والممثلة الإقليمية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار.

سلام وكاميرون

وفي هذا السياق، التقت كاميرون رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية قبل أن تنتقل إلى وزارة الداخلية للاجتماع مع الوزير نهاد المشنوق، حيث عرضت معه الأوضاع اللبنانية الكندية من جوانبها كافة، وملف اللاجئين السوريين والقرار الكندي باستضافة آلاف النازحين من لبنان والمنطقة.

بعد الاجتماع، قالت كاميرون: «لقد عقدنا اجتماعاً قيِّماً جداً مع الوزير المشنوق وفريق عمله، وكما تعلمون، فإنّ كندا تعهّدت باستضافة 25 ألف لاجئ سوري من لبنان والمنطقة، وذلك في وقت قصير جداً».

أضافت: «كان اجتماعاً بنّاءً مع معالي الوزير، وتناقشنا في كيفية تحريك ملف اللاجئين السوريين ونقلهم إلى كندا، إذ نتوقع ترحيل من 7 إلى 9 آلاف لاجئ سوري إلى كندا وتحديداً خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، كما نتوقّع أن يُصار في شباط المقبل إلى استضافة عدّة آلاف أخرى».

وتابعت: «كالعادة كان معالي الوزير مهتمّاً جداً بكيفية تنفيذ آلية عمل هذه المسألة، كما كان مهتمّاً بإيلاء المسألة الأمنية في لبنان وكندا أهمية كبرى وكان متجاوباً، ونحاول من جهتنا أن نخفّف من الأعباء التي شكّلها ملف اللاجئين السوريين على لبنان».

قزي و شورتر

كذلك عرض وزير العمل سجعان قزي في مكتبه مع السفير البريطاني هيوغو شورتر يرافقه وفد من صندوق التنمية الدولية برئاسة الخبير الاقتصادي ستيفان ديركون، «ما يمكن أن يقدّمه الصندوق وبريطانيا للبنان في مجال التنمية المرتبط بوضع النازحين السوريين».

بعد اللقاء أشار قزي إلى «أنّ الوفد أثار وضع النازحين السوريين ومدى استعداد واستيعاب لبنان لليد عاملة، وكان جوابي واضحاً، أنّه بحسب الاتفاق مع الأمم المتحدة والمفوضية العليا للنازحين السوريين في لبنان، أن النازحين السورين لا يعملون لأنّهم يتلقّون مساعدات من الأمم المتحدة والدول المانحة».

وأكّد «أن لبنان بحاجة دائماً إلى يد عاملة سورية، ونحن على استعداد للتعاون مع البريطانيين وغيرهم لتنظيم اليد العاملة السورية في إطار حاجة سوق العمل اللبنانية، لأنّ المنافسة السورية بلغت أعلى مستوى، إن على صعيد أرباب العمل أو العمال».

وعمّا إذا تطرّق البحث مع السفير البريطاني إلى الشأن الرئاسي، قال قزي: «إنّ بريطانيا تتمنّى على القوى السياسية في لبنان ألّا تضيع فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية. ولكن بالتأكيد بريطانيا لا تختار أسماءً ولا نحن نقبل بأن تختار أي دولة اسماً لنا، علماً أنّ الأسماء التي يتمّ تداولها وهي ثلاثة أو أربعة، تستحق التقدير».

عند درباس

كما التقى شروتر يرافقه وفد من وزارة العمل البريطانية، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في مكتبه في الوزارة، وجرى البحث في المؤتمر المنوي عقده في لندن في شباط 2016 لمساعدة اللاجئين السوريين.

وطالب درباس «الوفد بوضع خطة جدّية للتدريب المهني للسوريين وللمجتمعات المضيفة»، مشيراً إلى أنّ «مقاربات الإغاثة السابقة بهذا الشأن لم تعد تنفع».

ورأى أنّ «إدخال اليد العاملة إلى السوق بحاجة أصلاً إلى سوق عمل، وخلق استثمارات تساعد المواطن اللبناني المضيف كما السوري العامل»، لافتاً إلى أنّ «القوانين اللبنانية تسمح للسوريين العمل في بعض المجالات أهمها الزراعة».

وحثّ درباس الوفد على «العمل أيضاً لإقامة استثمارات ضمن الأراضي السورية التي تشهد معارك، لتحفيز سكانها على عدم تركها وجعلها مُهيّئة لاستقبال نازحي الداخل».

ممثّلة الأمم المتحدة

بدورها، قامت الممثلة الإقليمية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، بجولة في منطقة عكار يرافقها مسؤولة مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شمال لبنان مونيكا نورو، ومنسّق علاقات مكتب المفوضية في الشمال إلياس شلهوب.

فكانت محطّتها الأولى في منطقة وادي خالد الحدودية حيث زارت مدرسة الرّامة الرسمية والتقت أطفالاً لبنانيين وسوريين، وقالت خلال اللقاء: «إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى الأطفال داخل الصفوف، حيث ينبغي أن يكونوا، وإنّنا نبذل قصارى جهدنا، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والشركاء الدوليين الآخرين، للحرص على تمتّع سائر الأطفال بهذا الحق الأساسي، وهذه المدرسة الرسمية هي واحدة من أصل 33 مدرسة في عكار تعتمد دوامين تعليميّين من أجل استيعاب العدد الكبير من الأطفال اللبنانيين والسوريين، الذين هم في سنّ المدرسة في المنطقة».

ثمّ توجّهت جيرار إلى مستوصف المقاصد التابع لوزارة الصحة العامة في بلدة الهيشة، في منطقة وادي خالد أيضاً، حيث التقت عدداً من النازحين المرضى ومقدّمي الرعاية الصحية.

وأشارت جيرار إلى أنّ منطقة وادي خالد «تستضيف 20683 نازحاً مسجّلاً ما نسبته 20 في المئة من مجموع النازحين المسجّلين في عكار. وفي بعض القرى الحدودية، يفوق عدد النازحين عدد السكان المحليين».

واختتمت جيرار والوفد المرافق جولتها بلقاء محافظ عكار عماد لبكي في مكتبه في سراي حلبا الحكومي، بحضور رئيس إقليم كاريتاس عكار الأب ميشال عبود.

وأعلنت جيرار إثر اللقاء أنّ «مكتب المفوضية في لبنان قد تبرّع ببطانيات ومواقد لمساعدة عدد من العائلات اللبنانية المحتاجة في عكار لكي تتمكّن من الصمود ومواجهة فصل الشتاء. أمّا عملية توزيع المواد التي ينظّمها مكتب المحافظ في عكار، فستجري خلال الأيام المقبلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى