صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
«إسرائيل» اسم غير ديمقراطيّ لدولة
كتب آلِكسندر يعقوبسون: للدولة اليهودية مشاكل أصعب من الجدال حول تعريفها الرسمي. ومع ذلك فإن الجدال في هذا الموضوع ما زال مستمراً وهناك من يعطي مفهوم «الدولة اليهودية» مغزى مناقضاً للديمقراطية. زعم يغئال عيلام أنه في القول يهودية وديمقراطية ليس واضحاً إذا كان البُعد اليهودي قبل كل شيء ذو مغزى قومي، أو ذو مغزى ديني. «هآرتس»، 23/11 . لذلك هناك تناقض داخلي بحسب رأيه، الامر الذي يهدّد «النظام الديمقراطي في إسرائيل».
لكن عند الحديث عن مفاهيم ذات أهمية أخلاقية، يكون عادة المعنى غير واضح. أي أنه يخضع لخلاف ايديولوجي. القومية والرسمية ايضاً اللتان يعطيهما عيلام أهمية على العكس من الدين، يمكن تفسيرهما كنقيضين للديمقراطية. هناك من يقول إن الاشتراكية مناقضة للديمقراطية، في الدول التي سميت بالديمقراطيات الشعبية. من هنا، فإنّ مفهوم الديمقراطية ايضاً قابل للتفسير اللاديمقراطي. اذا اعتقد أحد ما أن صيغة «دولة يهودية» قد وسمت حتى الآن من خلال تفسيرات غير ديمقراطية، أكثر من أي صيغة ايديولوجية أخرى، هذا ايضاً أمر مختلف عليه.
صحيح أنه يدور في «إسرائيل» صراع حول موضوع الدولة اليهودية، وفي إطاره تظهر تفسيرات غير ديمقراطية. لكن اولئك الذين يؤمنون أن حق تقرير المصير أمر دولي وينطبق ايضاً على اليهود، وأن الدولة التي تطبق هذا الحق للشعب اليهودي يجب أن تكون ديمقراطية، لماذا يعطون الدولة اليهودية كهدية لمؤيدي الالزام الديني والتمييز القومي؟
هل مصادر تفسير «الدولة اليهودية» كديمقراطية لا وزن لها؟ «الدولة اليهودية» تظهر في قرار التقسيم للامم المتحدة من عام 1947 المصادقة الدولية الاولى لمبدأ الدولتين للشعبين، وهي تظهر هناك بالمعنى القومي: دولة تمنح الاستقلالية للشعب اليهودي، إلى جانب دولة عربية تمنح الاستقلالية للشعب العربي في البلاد.
في قرار التقسيم مطلوب من الدولتين القوميتين إقامة أنظمة ديمقراطية وضمان المساواة في الحقوق للأقليات. و«الدولة اليهودية» تظهر ايضاً في اعلان «الاستقلال الإسرائيلي»، الذي وقّع عليه جميع ممثلي التيارات السياسية، من الحريديين وحتى الشيوعيين. بمعنى دولة تطبق «الحق الطبيعي للشعب اليهودي أن يكون مثل أي شعب آخر في دولته السيادية». التفسير اللاديمقراطي للدولة اليهودية أُسقط من «اعلان الاستقلال الذي يضمن حرية العبادة والمساواة المدنية للجميع».
عندما أيد المجتمع الدولي إقامة دولة عربية إلى جانب الدولة اليهودية، لم يقصد أن الدولة العربية ستكون للعرب فقط. فالدولة العربية مثل الدولة اليهودية يجب أن تضمن حقوق الأقليات. المجتمع الدولي لم يهتم بالقول إن الاسم عربية يعكس كياناً عربياً أبدياً، بل كان القصد أن للشعب العربي في البلاد الشعب الفلسطيني بحسب التسمية في أيامنا هناك حق في الاستقلالية القومية. الدولة العربية معناها دولة العرب، مثلما أن الدولة اليهودية هي دولة اليهود. واضح أن الدولة العربية سيكون لها طابع عربي، فالعربية هي هويتهم الثقافية والقومية. ما الذي يمكن فهمه من الطابع العربي للدولة العربية بما في ذلك النظرة لمكانة الاسلام ؟ الآراء مختلفة حول هذا الامر. في عام 1947 لم يكن بالامكان معرفة مقدار القمع الذي ستمارسه الدول العربية، وفي معظمه بِاسم القومية العربية. ولكن من توقع ذلك كان يجد ربه أن يقول إن 20 دكتاتورية عربية لا تلغي حق الشعوب العربية في الاستقلال.
خلافاً للحالة اليهودية، فإن الاسلام ليس الدين الوحيد للعرب، لكنه الدين السائد أكثر. متحدّثو القومية العربية العلمانية ومن ضمنهم المسيحيون، اعترفوا بشكل تقليدي أن الثقافة الاسلامية هي جزء من العربية.
تفاصيل جديدة حول عملية طولكرم
كشفت صحيفة عبرية، تفاصيل جديدة في ما يتعلق بعملية استهداف شاؤول نير في ثمانينات القرن الماضي المخضرم ، والتي جرت الليلة الماضية قرب طولكرم.
وقال موقع صحيفة «معاريف» العبرية إن 40 رصاصة على الأقل استهدفت مركبة نير، وكان يستقل مركبته برفقة زوجته قرب مستوطنة «افني حيفتس» إلى الشرق من طولكرم في شمال الضفة، ما تسبب بإصابته بجراح خطيرة وزوجته بشكل طفيف.
ونقل الموقع عن شهود عيان من المستوطنين قولهم إن المركبة انحرفت عن مسارها بعد تعرضها لوابل من النيران، فيما بدت عشرات الطلقات الفارغة على الشارع، وشوهد فلسطيني ينظر إلى داخل المركبة في المكان، قبل انسحابه، في حين عثر على آثار 23 طلقة أصابت المركبة.
وجاء على لسان المستوطن ايهود ستودينيه من سكان مستوطنة «افني حيفتس» القريبة أنه شاهد المركبة على يسار الطريق، وشاهد فلسطينياً ينظر إلى داخلها قبل ابتعاده من المكان وسط الظلام، في حين اعتقد أنها مركبة تعود لأحد فلسطينيي الداخل في البداية، ليتبين أنها تعود لأحد قادة المنظمة الصهيونية السرية.
وفي ما بعد، عثر على مركبة فلسطينية محترقة ليس بعيداً عن المكان، ويعتقد أنها تعود لمنفذي الهجوم، وأقدم الجيش على سحبها ونقلها إلى مختبر التشخيص الجنائي.
وكان الاثنان في زيارة لابنتهما الأرملة، والتي قتل زوجها ناتي عوزري عام 2003 في عملية استهدفت بيته في مستوطنة «كريات أربع» في الخليل.
وسمحت الرقابة «الإسرائيلية» الليلة الماضية بكشف النقاب عن هوية المستوطن المستهدف بالعملية ويدعى شاؤول نير وزوجته، والذي يعتبر من قادة المنظمة الصهيونية السرية، والتي دبرت محاولات تصفية بحق رؤساء البلديات الفلسطينية في ثمانينات القرن الماضي.
وشاؤول نير من قادة المنظمة الصهيونية السرية التي نفذت في ثمانينات القرن الماضي عدداً من العمليات الإجرامية بحق الفلسطينيين من بينها محاولات تصفية رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة ورئيس بلدية رام الله كريم خلف، ما تسبب ببتر أرجلهم وذلك عام 1980.
وينسب للمنظمة التخطيط لتفجير قبة الصخرة والمسجد الأقصى، إضافة إلى محاولة تفجير أربع حافلات شرق القدس.
كما اشترك نير بعملية في الخليل استهدفت الكلية الإسلامية ما تسبب بمقتل ثلاثة شبان وإصابة آخرين، في حين جرى اعتقالهم عام 1984 وحُكم عليهم بالسجن المؤبد، قبل إصدار عفو بحقهم والإفراج عنهم بعد ستّ سنوات وذلك عام 1990.