موسكو تدرس دور التحالف الإسلامي وتؤكد خلافات كبيرة بشأن سورية مع واشنطن

أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الهدف من الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الصراع في سورية هو التوصل إلى حل طويل الأجل لا يشمل الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت ميركل أمس أمام مجلس النواب «البوندستاغ» إن «الأمر يتعلق بإنهاء الحرب في سورية من دون الأسد… لا يمكن للأسد أبداً أن يكون جزءاً من حل طويل الأجل» بحسب تعبيرها.

من جهته، ادعى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس أن معظم الضربات الجوية الروسية في سورية تستهدف قوى المعارضة وليس تنظيم «داعش»، وقال: «من غير المقبول مواصلة ذلك، فلا تزال معظم الضربات الجوية الروسية تستهدف قوى المعارضة السورية وليس داعش».

وأضاف الوزير البريطاني في كلمة أمام البرلمان «ومن غير المقبول أيضاً أن يضعف تحرك روسيا قوى المعارضة ومن ثم يعطي الأفضلية لقوى داعش ذاتها، التي تزعم أنها تقاتلها».

وقال هاموند إن هدف الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أنحاء سورية خلال محادثات يوم الجمعة المقبل في نيويورك سيكون تحديا كبيرا، مضيفاً: «صراحة سيكون هذا تحدياً كبيراً… لكنني أحييه على طموحه».

جاء ذلك في وقت قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس إنه لا تزال هناك خلافات كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سبل حلّ الأزمة السورية.

وأضافت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتزم المشاركة في الاجتماع الدولي الذي سيعقد في نيويورك يوم الجمعة ويتناول الأزمة السورية، معربة عن أمل موسكو في أن الاجتماع سيتوصل إلى اتفاق حول طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لتأكيد المبادئ الواردة كافة في بياني فيينا الصادرين في 30 تشرين الأول و14 تشرين الثاني العام الحالي.

وقالت زاخاروفا إن الموعد المحدد والمرغوب فيه لإطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة هو 1 كانون الثاني، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هذه القضية «معقدة للغاية» ولا تجرى تسويتها بالوتيرة المرغوبة.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تلقت باهتمام إعلان السعودية قيام التحالف الإسلامي العسكري، وتدرس حالياً الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا التحالف في محاربة الإرهاب.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو «إننا ندرس مكان هذه المبادرة في جهود مكافحة الإرهاب»، معتبراً أن «مبادرة الرياض الخاصة بتوحيد جهود الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب قد تشكّل نقطة انطلاق لعقد مؤتمر أممي مكرّس لدور الديانات العالمية في التصدي لهذا الشر».

وتابع الوزير الروسي قائلاً: «إننا مستعدون لبحث هذا الموضوع مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي ومع جميع الأصدقاء المهتمين بالانتصار على هذا الشر».

وشدد الوزير على أهمية البعد الإيديولجي في عمل التحالف الجديد، وذلك من أجل الحيلولة دون تضليل الشباب عن طريق التلاعب بمبادئ الإسلام، وقال: «إنني اعتبر ذلك أمراً مهماً للغاية نظراً لدور السعودية ودور الملك سلمان شخصياً بصفته خادم الحرمين الشريفين».

بدوره قال وزير الخارجية البحريني إن التحالف الجديد سيركز «على المواجهة الشاملة للإرهابيين الذين يستهدفون العالم برمته كما أنهم يستهدفون المسلمين بإساءتهم إلى الإسلام».

ووصف آل خليفة إعلان قيام التحالف بأنه «خطوة مهمة في سياق محاربة الإرهاب، مؤكداً أن «السعودية تقوم دائماً بدورها لحماية المنطقة». وذكّر بأن البحرين التزمت مع حلفائها لتثبيت الأمن والاستقرار في الخليج وخليج عدن ومحاربة «داعش» في العراق وفي سورية، مؤكداً أن المنامة ملتزمة بتقديم أي جهد بما في ذلك جهد عسكري لمحاربة الإرهاب ودعم شرعية اليمن.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على سلسلة تلال جبل النوبة الاستراتيجي في ريف اللاذقية الشمالي، بعد معارك عنيفة مع المسلحين استمرت أياماً عدة.

وقال مصدر عسكري سوري إن «وحدات الجيش نفذت خلال السيطرة على جبل النوبة عمليات وخططاً عسكرية تتناسب مع الطبيعة الجبلية الوعرة والكثيفة بالأشجار، وقامت بتمشيط الجبل وإزالة العبوات الناسفة».

ويشرف الجبل على طريق اللاذقية حلب كما أنه خطّ الدفاع الأول عن بلدة سلمى معقل المسلحين من الجهة الجنوبية الغربية. وبهذه السيطرة يكون الجيش قد أشرف بالنيران على العديد من طرق إمداد المجموعات المسلحة في عمق جبهة ريف اللاذقية الشماليّ.

ويعتبر جبل النوبة نقطة استراتيجية مهمة كونه يفصل بين جبل الأكراد وجبل التركمان ما يمكن الجيش بعد السيطرة عليه، من السيطرة النارية على طرق إمداد المسلحين الممتدة بين هذين الجبلين.

وفيما يسعى الجيش لتثبيت سيطرته ونقاطه في تلك القمة المرتفعة فهو تمكن من إطباق الحصار على مدينة سلمى من الجهة الشمالية فضلاً عن قطع العديد من طرق الإمداد في القرى المجاورة لها.

وحدات الجيش السوري تقدمت أيضاً من المحور الشرقي للريف الشمالي للاذقية وتمكنت من السيطرة على شير الصحاب والنقطة 793 المطلتين على قرية السرمانية بريف حماة الشمالي الغربي.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو الروسي استهدف خلال الـ 24 ساعة الماضية 212 موقعاً للإرهابيين في 7 محافظات سورية.

وأوضح إيغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة أن الطائرات قامت بـ59 طلعة قتالية لضرب مواقع الإرهابيين في أرياف حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والحسكة والرقة، حيث أسفرت الغارات عن القضاء على نحو 320 إرهابياً وتدمير 30 آلية حربية لهم، بما في ذلك دبابتان وعربة نقل مصفحة و12 سيارات «جيب» مجهزة برشاشات ثقيلة.

وأضاف المسؤول الروسي أن طائرات «سو- 35» استهدفت أيضاً قافلة متكونة من 15 ناقلة نفط قرب الراشدية في الحسكة، ونحو مئة صهريج لنقل الوقود قرب دير الزور، موضحاً أن النفط الذي كانت الناقلات تقله تم استخراجه في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيمات إرهابية.

كما أكد كوناشينكوف أن سلاح الجو الروسي يواصل الاستناد على المعلومات التي تقدمها فصائل من المعارضة السورية بشأن مواقع الإرهابيين. وأوضح أن طائرة هجومية روسية من طراز «سو- 25» دمرت قاعدة تابعة لمسلحي «داعش» قرب معرة النعمان في ريف إدلب، وذلك بعد التحقق من معلومات قدمها ممثلون عن المعارضة السورية.

وفي محافظة حمص، دمر الطيران الروسي قاعدة مموهة تابعة لـ»داعش» أقيمت بالقرب من بلدة القريتين. وأوضح كوناشينكوف أن القاعدة كانت تضم مركز قيادة ومستودع ذخيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى