الرياض تضع المنطقة وحلفاءها أمام حائط مسدود… وانتظار الردّ يُضاف للقنطار نصرالله: سقطت التسويات مع آل سعود… وسنردّ على «الإسرائيليين» فلينتظروا

كتب المحرر السياسي

مع الإعلان السعودي عن قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، متابعة لتداعيات قيام السلطات السعودية بإعدام زعيم المعارضة الشيخ نمر النمر، دخل العام 2016 على إيقاع تصعيد يفتح باب الانتظارات لتداعيات، محورها تصادم سعودي إيراني لا يبدو في الأفق طريق لتفاديه، هذا علماً أنّ الهدف من الإعدام ليس بعيداً عن هدف «كسر الجرة»، كما يراه الكثير من المتابعين، فقد أرادت الرياض، كما يرى هؤلاء أن تخرج من الحلقة المغلقة التي تعيش داخلها، بين فشل ثابت وبائن في الحروب من جهة، وعجز عن تحمّل تبعات التسويات وتسديد فواتيرها من جهة مقابلة.

اختارت الرياض أن تقلب الطاولة وتضع المنطقة وحلفاءها أمام أمر واقع يصعب ترميم ما بعده، فلا اعتذار سيفيد بعد إعدام الشيخ النمر، ولا يبدو سلوك حكام الرياض في هذا الوارد أصلاً، والمكانة التي تحتلها طهران لدى الجماعة الدينية التي يتزعّمها الشيخ النمر وإعلانه الجهر بتبنّيه ولاية الفقيه، العقيدة التي يقوم عليها نظام الحكم في إيران، يجعلان أيّ فرضية لتغاضٍ أو صمتٍ من الجانب الإيراني قبولاً بصفعة قاسية، ستحكم معادلات السياسة، شاءت طهران أم أبت، وما صدر عقب الحادث يقول إن طهران تبلغت الرسالة وفهمت أنها المستهدَفُ الأول وتعاملت معها على هذا الأساس.

أخذ العلاقة السعودية الإيرانية إلى درجة الغليان، وتحت عنوان إعدام أحد كبار رجال الدين الشيعة في السعودية، يعني ضرب آخر فرص الرهان على مناخ تعاون بين الرياض وطهران لا تستقيم التسويات، خصوصاً في اليمن وسورية من دونه، ما يعني حكماً أنّ قرار الرياض بوقف العمل بالهدنة في جبهات القتال اليمنية هو تفسير الأبعاد والمترتبات لمن لم يفهم، ووفقاً لمراقبين للعلاقات السعودية الإيرانية، يبدو جنيف اليمني في دائرة المجهول، كما يبدو جنيف السوري أيضاً، خصوصاً أنّ العقدة التي توقّف عندها جنيف اليمني تتصل بالسعودية مباشرة، وهي عقدة وقف النار، وغارات التحالف الذي تقوده السعودية، والعقدة التي ينتظر حلها جنيف السوري تتصل بالرياض أيضاً لجهة تقبّل تكوين وفد معارض بلا تمثيل للتنظيمات الإرهابية، وقبول تصنيف للإرهاب يتضمّن مَن تموّلهم وتدعمهم السعودية.

لا تبدو الرياض في طريق تسهيل التسويات، ولا تبدو قمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب أردوغان إلا خطوة للتصعيد على هذا الطريق، لقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، خصوصاً حلفاء الرياض، بدءاً من واشنطن، التي إنْ أرادت التسويات فستجد الطريق مسدوداً، وإنْ كانت في صورة الخطوة السعودية فهي تأخذ المنطقة إلى التوتر المرتفع الذي لا يتناسب مع مقتضيات ما تدّعيه من مساعٍ للحرب على الإرهاب وتسهيل للتسويات. فالتصعيد الطائفي المرافق للحادث يمنح «داعش» وسائر تشكيلات «القاعدة» مناخاً نموذجياً مناسباً للنمو، في بيئة حاضنة تتسع بقوة التوترات المذهبية، وتبدو «إسرائيل» المستفيد الأول، وربما الشريك الضمني في التوقيت التركي السعودي للتصعيد، الذي يتزامن مع اغتيالها لأحد قادة المقاومة الشهيد سمير القنطار.

يرسم الثلاثي ــــ التركي ــــ السعودي ــــ «الإسرائيلي» حدود السياسة بالنار، فمن جهة إسقاط تركيا للطائرة الروسية والتوغل في الأراضي العراقية والسورية، ومن جهة إقدام «إسرائيل» على اغتيال القنطار، وتكتمل حلقات السلسلة بإعدام الشيخ النمر، ما يعني أنّ على العالم أن ينتظر مفاعيل وحجم الردود التي بدأت منذ أيام بالعقوبات الروسية على تركيا بعدما أهملت أنقرة الوقت الفاصل بين قرار العقوبات وبدء تنفيذها عمداً، وينتظر العالم ردّ المقاومة على اغتيال القنطار، وعليه أن ينتظر الآن ردّ إيران على إعدام النمر.

الردود سترسم التوازنات الجديدة، وعلى ضوئها سيكون مشهد المنطقة مختلفاً، فهل تقف عند حدود الردود التي تحفظ ماء الوجه أم تتحوّل إلى تغييرات هيكلية بموازين القوى، هذا ما سيقرّر مصير المرحلة المقبلة؟

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال كلاماً يحدّد الكثير من آفاق المرحلة المقبلة ويجيب عن أسئلة كثيرة، فقد اعتبر الإعدام، كما اغتيال القنطار، أخذاً للمنطقة نحو المواجهات المفتوحة، معلناً سقوط التسويات مع حكام الرياض، واعداً بأنّ الردّ على اغتيال القنطار آتٍ لا محالة، وأنّ الجهر بحقيقة حكم آل سعود كتوأم للكيان الصهيوني يحتلّ شبه الجزيرة العربية بصورة غير شرعية، صار هو الخطاب اليوم.

إعدام النمر يثبِّت الإرهاب السعودي التكفيري

لم يكن إعدام الشهيد الشيخ نمر باقر النمر في المملكة العربية السعودية حكماً قضائياً أو تنفيذاً لحكم قضائي، إنما جاء نتيجة قرار سياسي أرادت السعودية من خلاله توجيه أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه، فهي تعتبر أنّ الاعتراض والمطالبة بحق في وجه العائلة المالكة هو من المحرّمات ومَن يخرج على محرمات آل سعود يقتل. وتؤكد أنّ حكم آل سعود الذي قام على السيف سيستمرّ بالسيف غير آبه بما يسمّى رأياً عاماً عالمياً أو عربياً.

ولفتت أوساط مراقبة لـ»البناء» إلى «أنّ الإعدام هو رسالة للجمهورية الإسلامية الايرانية في ظلّ الصراع بين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف الذي يريد أن يقطع الطريق على أيّ تقارب أو حوار سعودي ايراني تنفيذاً لأوامر أميركية، ويعتبر أنّ هذا السلوك يرفع حظوظه في وراثة العرش بدعم أميركي.

وشدّدت الأوساط على «أنه من الصعب أن تمرّ جريمة الاعدام من دون ردّ فعل، بخاصة أنّ الأمن السعودي يتحاشى حتى الآن الدخول الى المنطقة الشرقية»، ورأت الأوساط أنّ الإعدام أجهض كلّ المحاولات لإقامة حوار بين طهران والرياض أو لتطبيع العلاقة بين الدولتين»، معتبرة أنه برغم الإدانة الصريحة من أجهزة دولية وازنة لا ينتظر أحد أن تشكل مواقف الأوروبيين والأميركيين رادعاً بالحجم الذي صدرت فيه.

نصرالله: الفتنة السنية الشيعية خدمة لقتلة النمر

ولفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى «انّ حادثة إعدام الشيخ النمر مهولة وضخمة جداً ولا يمكن الاستخفاف بها»، وأكد أنّ «آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد نمر النمر، ولا يجوز وضع عملية القتل هذه في خانة أهل السنة والجماعة، والذهاب الى فتنة سنية شيعية خدمة لقتلة الشيخ النمر وخيانة لدمائه»، وأوضح أنّ «مشكلة الشيخ النمر الحقيقية بالنسبة للنظام السعودي أنه صدح بالحق وكان رجلاً شجاعاً جداً».

وأكد السيد نصرالله في الحفل التأبيني للعلامة الشيخ محمد خاتون في مدارس المهدي في الحدث، «أنّ إعدام الشيخ النمر يحمل رسالة سعودية بالدم للعالم العربي والإسلامي». ولفت إلى «أنّ رسالة إعدام الشيخ النمر تقدّم وجه السعودية الحقيقي للعالم، أيّ الوجه الإرهابي التكفيري». وأضاف «انّ رسالة النظام السعودي للعالم العربي والإسلامي من إعدامه بأنّ «مَن ينتقدنا سنسفك دمه، إما أن تعيشوا في مملكتنا كالغنم أو تُذبحوا كالغنم»، ولفت إلى «أن هذا الإعدام يؤكد أنّ السعودية توغل في الفتنة وتدفع بها في مديات خطيرة». وشدّد على «أن «النظام السعودي لا يريد حلاً سياسياً بل يريد تدمير اليمن بمعزل عمّن يكون البديل. ومَن يدير المعركة هناك هي روح الانتقام السعودي»، وأشار الى «أن هذا النظام لا يريد حواراً ولا اعتدالاً ولا مفاوضات»، وأكد «أن النظام السعودي مصرّ على مواصلة طريق المواجهة الدامية ولا مكان للتعقل».

وأضاف «أما آن الأوان أن نقول إن هناك أرضاً اسمها شبه الجزيرة العربية سُمّيت زوراً وباطلاً بالمملكة السعودية فيها شعوب مظلومة تحكمها فئة ظالمة ناهبة خيراتها، وأما آن الأوان لهذا العالم أن يُصنَّف النظام السعودي في خانة الأنظمة الإرهابية، وآل سعود هم أم وأب الجماعات الإرهابية».

آل سعود أعداء السنة والشيعة

وتؤكد مصادر مطلعة لـ«البناء» «أنّ موقف الأمين العام لحزب الله هو الأبلغ والأشدّ تعبيراً عن الردّ والاستنكار لهذه الجريمة، بخاصة أنّ السيد نصرالله في موقفه المفصل أراد أن يوجه رسائل هامة جداً للجميع. فهو ذكّر بالاسلوب الزينبي أيّ الموقف الإعلامي الذي يفضح سلوك آل سعود وجرائمهم، وفي هذا الموقف محافظة على دماء الشهيد النمر ومتابعة للسياسة التي انتهجها. وشدّدت المصادر على «أنّ السيد يرى وجوب أن يكون أكثر من حنجرة تصدح بالحق وتفضح باطل آل سعود الذين اغتصبوا كلّ شيء في الجزيرة من ثرواتها وإنسانها وكرامة شعبها».

ودعت المصادر إلى التوقف عند تحذير السيد نصرالله من الفتنة السنية الشيعية التي يسعى اليها آل سعود، لأنّ هذا النظام المجرم لا يقوم إلا على الدم ويريد من المسلمين أن يقتتلوا في ما بينهم لينصرفوا عن جرائمه. وشدّدت المصادر على أنّ الأمين العام لحزب الله كان بالغ الوضوح عندما دعا الشيعة الى التمييز بين السنة، وهم إخوان لنا في الدين، وبين آل سعود الفئة المجرمة المغتصبة، مشيراً الى أنّ «آل سعود أعداء السنة والشيعة». وتوقفت المصادر عند دعوة السيد نصرالله العالم العربي والإسلامي إلى الاعتراف بحقيقة جرائم آل سعود وأن لا يجعلوا مال هؤلاء ثمناً لحقوق الإنسان المهدورة.

إقفال باب التسويات

وأكدت المصادر «أنّ كلام السيد نصرالله سوف يقفل باب التسويات، التي مهما كانت طبيعتها، فحزب الله لن يعطي آل سعود أيّ مكافآة أو نصيب في الداخل اللبناني».

بري: السكوت أفضل

ونقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه قوله لـ«البناء» إنه «ملتزم بالصمت»، مشيراً بحسب زواره الى «أنّ السكوت والانتظار قد يكونان أفضل من الكلام في الكثير من الأحيان». ولفت إلى «أنه في الوضع الراهن لا يريد أن يُدلي بأي تصريح، مكتفياً بالبيان الذي أصدرته حركة أمل وأكدت فيه أنه «في الوقت الذي كنا ولا نزال نسعى فيه الى خفض سقف التوترات السياسية والمذهبية، علمنا بكل أسف بإعدام الشيخ النمر الذي مثّل قيمة إسلامية وعربية، نسأل الله أن يحفظ الوحدة في صفوفنا وكل المكوّنات الإسلامية وأن يُلهمنا التصرف بحكمة وتأنٍّ لما فيه مصلحة المسلمين وشعوبنا وأقطارنا».

وسارع تيار المستقبل على لسان الرئيس سعد الحريري الى تبرير ما اقترفته السعودية بحق الشيخ نمر، مهاجماً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والجمهورية الإسلامية الايرانية، قائلاً إن «حزب الله على خطى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطي نفسه حقوقاً غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها».

ولفت الحريري، في بيان، الى أنه «لقد بات من المؤكد، في ضوء المسلسل الإيراني الطويل الجاري تقديمه في لبنان وسورية والعراق والبحرين واليمن ومصر والسعودية وغيرها من الدول، أن الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك إيران ومَن معها، والذي أصبح علامة فارقة من علامات التوتر واثارة النعرات في غير مكان من العالم العربي».

هذا ونبّه الحريري إلى أن حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمّدة لإعطاء تلك الأحكام أبعاداً خلافية عقائدية، لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل ٤٦ مداناً آخر طاولتهم أحكام الإعدام.

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ»البناء» أن «لا مصلحة لأي طرف داخلي في تصعيد الوضع وأن هذه الاتهامات التي تُساق ضد المملكة السعودية ليست من مصلحة أحد، بل تضرّ أولاً بإيران وحلفائها في المنطقة». واستبعد الحجار أن يؤدي هذا التصعيد الى توتير الوضع الأمني في لبنان، «لأن حزب الله هو الطرف الوحيد الذي يستطيع توتير الوضع الأمني، ولكنه لا يريد ذلك وهذا ما يؤكده بشكلٍ دائم خلال جلسات حوار حزب الله ــــ المستقبل».

واستبعد الحجار أن يؤثر هذا التصعيد سلباً على حوار حزب الله «المستقبل» «منذ البداية اتفقنا على فصل الحوار عن الملفات الأخرى وهدفه حماية لبنان، وهو يؤمن الحد الأدنى من الاستقرار الأمني وتخفيف منسوب التشنج المذهبي».

واستبعد الحجار أي تأثير سلبي على الملف الرئاسي «لأن إيران جمّدت أي جهود وممارسة دورها باتجاه الضغط على حزب الله في تسوية فرنجية، وهي تتحجّج بأن هذا الملف موضوع داخلي لأنها تريد ثمناً لذلك».

رئاسة الجمهورية في ثلاجة الانتظار

فيما وضعت رئاسة الجمهورية في ثلاجة الانتظار يجري العمل على تفعيل عمل مجلس الوزراء، برغم نفي مصادر وزارية لـ»البناء» تلقي الوزراء أي دعوة رسمية من رئاسة الحكومة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وقالت «إذا كانت الحكومة معطلة في الأصل، فكيف ستكون بعد التصعيد المستجدّ بين حزب الله وتيار المستقبل؟».

أما على صعيد ملف النفايات، فتوقعت المصادر أن يبدأ تنفيذ خطة ترحيل النفايات إلى الخارج الأسبوع الطالع، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل قائلة: «تفاصيل خطة الترحيل لا تزال في أسرار الآلهة».

وبرزت امس، زيارة قام بها الرئيس أمين الجميل الى بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي وتأكيده أن المشاكل تشتد من حولنا في دول المنطقة وأن المطلوب من القيادات اللبنانية أن تستوعب خطورة المرحلة.

وشدد الجميل على أن حزب الكتائب منفتح على الحلول والمبادرات كلها، شرط أن تؤدي الى انتخاب رئيس وانتظام عمل المؤسسات لانتشال لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه.

مبادرة الحريري الرئاسية لم تعد مطروحة

وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ»البناء» أن «الأجواء باردة في بكركي في ما خصّ الملف الرئاسي»، ولفت الى أن «حزب الكتائب سيتعامل بإيجابية مع أي طرح يؤدي الى إنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية وإيصال رئيس الى بعبدا، وعندما يعرض علينا طرح فسنناقشه وندرسه ونبدي موقفنا النهائي منه».

وأشار قزي الى أن «مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح الوزير سليمان فرنجية لم تعد مطروحة حالياً، بل أدخلت في إجازة لإبعاد العيون عنها ولإبعادها عن الإعلام».

وأسف قزي لهذا الجو المتشنج في البلاد عقب إعدام الشيخ النمر، «ما يؤكد على أن الأطراف السياسية في الداخل لا يعنيها شعار لبنان أولاً ولا يهمها الولاء للبنان»، رافضاً «التعليق على قرار السعودية بإعدام النمر».

وشدّد قزي على أن هذا «التصعيد سيزيد في الأيام المقبلة وسيترك تأثيرات سلبية على الساحة الداخلية لا سيما الملف الرئاسي، خصوصاً بعد التصعيد الإيراني – السعودي الذي سيؤخر أي تقارب أو تفاهم داخلي حول انتخاب رئيس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى