الاتحاد الأوروبي غير راضٍ عن جهود تركيا لاحتواء المهاجرين
قالت مصادر في حكومة ولاية بافاريا الألمانية إن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم البلاد خلال عام 2015 وصل إلى نحو 1.1 مليون شخص، أكثرهم عبر الولاية الجنوبية، مشيرة إلى استمرار تدفق اللاجئين إلى اليونان آتين من تركيا.
وأفادت وزارة الداخلية بأن 1.091.894 شخصاً سجلوا طلبات اللجوء بين كانون الثاني وكانون الأول 2015، وشكل السوريون أكبر مجموعة حيث بلغ عددهم 428.468 شخص، يليهم الأفغان بـ154.046 شخص ثم العراقيون بـ 121.662 شخص.
وشهدت ألمانيا، مجيء أكبر عدد من اللاجئين من أي بلد أوروبي آخر، ففي مطلع عام 2015 قدمت أعداد كبيرة من دول البلقان الذين كانت لهم فرصة ضئيلة في الحصول على اللجوء، والمصدر الرابع والخامس من الساعين للجوء العام الماضي كانوا من ألبانيا وكوسوفو مع 69.426 و33.049 شخصاً على التوالي.
وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية بالولاية، ايميليا مولر، قد صرحت في الـ30 من كانون الأول 2015 بأن نحو 160 ألف لاجئ مكثوا في بافاريا في حين تم توزيع باقي اللاجئين على ولايات أخرى حسب نظام التوزيع المحدد.
وأكدت مولر ضرورة الحد من أعداد اللاجئين الآتين إلى ألمانيا في ظل وصول عدد اللاجئين لألمانيا لمستوى غير مسبوق قائلة: «أصبحنا الآن بحاجة أكثر من أي وقت مضى للحد بشكل فعال من اللاجئين لأن ألمانيا لا يمكن أن تتحمل هذه الأعداد الوافدة إليها من المهاجرين بشكل دائم».
جاء ذلك في وقت قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانز في مؤتمر صحافي أمس إن الاتحاد الأوروبي لاحظ نتائج أولية مشجعة من الجانب التركي في خطة العمل المشتركة لتخفيف تدفق اللاجئين إلى أوروبا لكنه ما زال غير راض بشكل كامل نظراً لاستمرار وصول أعداد كبيرة منهم.
وأضاف تيمرمانز: «الفيصل بالطبع هو انخفاض الأعداد. نحن جميعاً ملتزمون في إطار خطة العمل المشتركة بأن نخفض الأعداد ومن الواضح للغاية في الأسبوعين الماضيين أن الأعداد ما زالت مرتفعة نسبياً وبالتالي ما زال هناك الكثير من العمل في هذا المجال»، مشيراً إلى «أن تعاوننا إيجابي مع السلطات التركية. سنستمر في مناقشة سبل تحسين فعالية عملياتهم. شهدنا نتائج أولية مشجعة لكننا بعيدون جداً عن الرضا».
ويعتمد الاتحاد الأوروبي على تركيا للمساعدة في تخفيض أعداد اللاجئين الوافدين إليه بعد إبرام اتفاق بين بروكسيل وأنقرة أواخر العام الماضي لكي تستوعب تركيا المزيد من الأشخاص الفارين من الحرب في سورية.
وفي شأن متصل، أثارت نصيحة عمدة مدينة كولونيا الألمانية التي شهدت موجة اعتداءات جماعية على النساء ليلة رأس السنة، حول كيف يمكن تفادي تحرش جنسي، غضباً في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوصت العمدة، هنرييته ريكير، خلال مؤتمر صحافي النساء الألمانيات بإبعاد أنفسهن عن الأشخاص غير المعروفين مسافة يد ممتدة، بالإضافة إلى تجمع النساء وتجنب البقاء بمفردهن.
ونقلت صحيفة «Der Spiegel» عن ريكير قولها إن «هناك دائماً إمكانية للحفاظ على مسافة معينة تزيد عن طول يد… ويجب ألا تبادرن من التقرب لأشخاص غرباء لا تثقن بهم»، حيث أدت هذه التصريحات إلى ظهور موجة استياء في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت صحيفة «Francfurter Allgemeine Zeitung» مقالة بعنوان: «اختبئن يا نساء!». أما متابعو «تويتر»، فأقدموا على ترويج هاشتاغ « EineArmlaenge» مسافة اليد الممتدة .
من جهته، كتب وزير العدالة الألماني هايكو ماس في تغريدة على «تويتر» تعليقاً على نصيحة ريكير أن «المجرمين هم الذين يتحملون المسؤولية، وليست النساء». وأشار أحد مستخدمي تويتر إلى أن «مسافة اليد الممتدة» لا تعمل أحياناً، ونشر صورة من فيلم «حروب النجوم» لتأكيد رأيه.
وكانت حوالى 90 امرأة قد أخبرن الشرطة الألمانية بتعرضهن لمضايقات وتحرش جنسي على يد رجال تشير ملامحهم إلى أنهم من اللاجئين الجدد. وتقول النساء إن هؤلاء الأشخاص ارتكبوا بحقهن جرائم سرقة ومضايقات، بالإضافة إلى التهديد المباشر.
وفي السياق، ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن الحادثة أثارت سخطاً شعبياً ومؤسساتياً وردوداً قوية، وفتح النقاش مجدداً حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
ووفقاً لبيانات الشرطة الألمانية، فإن نحو ألف شاب «يبدو أنهم ينحدرون من دول عربية أو شمال أفريقية» تجمعوا ليلة رأس السنة 2016 في ساحة محطة القطارات الرئيسية بكولونيا.
وأشارت التحقيقات إلى أن مجموعات عدة تكونت من هذا التجمع وأحاطوا بالنساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن. ووصفت الشرطة ما حدث بأنه «جرائم جنسية» جرت بشكل جماعي بالإضافة إلى «حالة اغتصاب» واحدة.
وقالت الشرطة إنها تلقت أول شكوى ملموسة حول اعتداء جنسي في حدود الساعة الواحدة ليلاً. لكن قبل ذلك، تلقت الشرطة فقط شكاوى بشكل أساسي حول حالات سرقة، في حين وصلت طوال الليل فقط ثلاث شكاوى تتعلق بحادثة تحرش جنسي.
وتجمهر مئات الأشخاص من سكان كولونيا في وسط المدينة، مطالبين بحمايتهم من الاعتداءات من قبل المهاجرين، وبمعاقبة الشرطة على عجزها عن حفظ الأمن العام. وحملت المشاركات في التجمع لافتات تناشد السيدة ريكر «تسليح كولونيا».