تلفزيون لبنان
حدث القاهرة حدثان: الأول إجماع عربي على التضامن مع السعودية في نزاعها مع إيران، والثاني امتناع ممثّل لبنان عن التصويت على إدانة إيران واعتراضه على إدراج «حزب الله» في خانة الإرهاب في مملكة البحرين.
ما حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، سيكون موضوع مواقف سياسية لبنانية – داخلية، يبدو الخروج منها غير ممكن إلّا بعد انتخاب رئيس جمهورية واستقامة الوضع في مجلس الوزراء حيث يُتّخذ عادة موقف لبنان الرسمي.
وغداً اليوم تستقطب عين التينة الانتباه السياسي، إذ ينعقد فيها نهاراً الحوار الوطني، ومساءً حوار «المستقبل» – «حزب الله». وقد أكّد الرئيس السنيورة مشاركة «المستقبل» في الحوار.
وبرزت في الرياض مقابلة الرئيس ميشال سليمان للملك سلمان بن عبد العزيز.
وعلى صعيد الوضع في المنطقة، فإنّ التوترات تلازم العديد من المناطق وسط تحضيرات لحوار النظام السوري مع المعارضة في مؤتمر جنيف.
«أن بي أن»
سقف سياسي إقليمي عال ترجمه اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم أمس ، تحت عنوان التضامن مع السعودية ضدّ التدخّلات الإيرانية.
لبنان امتنع عن البيان، رافضاً ربط اسم «حزب الله» بالإرهاب، والعراق تحفّظ عن بنود نارية.
في الشكل مضيّ بالتصعيد، وفي المضمون لا جديد.
إيران مضت في محاسبة المقصّرين بالحفاظ على أمن السفارة السعودية، فأقالت مسؤولين، وترجمت التزاماتها الدولية وتعهّداتها الدبلوماسية. لكن طهران قالت إنّ تصعيد الرياض يهدف لضرب الحل السياسي للأزمة السورية.
في مساحات تلك الأزمة، مضايا وما أُشيع عن أوضاعها الإنسانية، لكن بالصوت والصورة تعرض الـ»أن بي أن» في سياق النشرة شهادات أهل مضايا: من منع عنهم المواد الغذائية؟ من تاجر بها؟ ما هو دور حركة «أحرار الشام»؟.
في لبنان، إنجازات أمنية تتوالى، وتحطّ في طرابلس بعملية نفّذتها المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فأطاحت بكل تدابير «أبو طلحة»، واقتادته مجرماً رأساً للشبكة التي نفّذت تفجيري برج البراجنة.
إلقاء القبض على «أبو طلحة» يريح المواطنين المصابين ويرسّخ الاستقرار الأمني. فيما الاستقرار السياسي يتولّاه حوار موزّع بين ثنائي وجامع في عين التينة غداً اليوم . لتبقى مسؤولية شؤون الناس، على عقد الحكومة لجلساتها ومعالجاتها بدءاً من الخميس المُقبل، على طريق تفعيل عمل المؤسسات التنفيذية والتشريعية.
«المنار»
صدق أهل مضايا، أمضى من كذبهم. وقبل أن يوزّعوا حصص الأرباح، من سحت الكذب والادّعاءات، حصحص الحق أمام عدسات الكاميرات.
أضاف أهل مضايا شهادة جديدة بحق المسلحين ورُعاتهم الإقليميين والدوليين. فإلى جانب أنّهم قتلة ومجرمون، هم سارقون وتجّار منافقون. وما جوقة السياسة والإعلام، إلّا من وحدة المسار والمصير بين القتلة السارقين، ورُعاتهم السياسيين وأبواقهم من الإعلاميين.
نساء ورجال، كبار وأطفال هم الشهود: الإرهابيون يمنعون المؤن، يحتكرون السلع ويرفعون الأسعار، ويحتلّون الأسواق. قالوا كلمتهم بجرأة من قلب مضايا وعلى مسافة ساعات من دخول دفعة جديدة من المساعدات الأممية.
شهادات هي دفعة جديدة من الأدلّة الدامغة على حقيقة المشهد الذي تختصره أزمة مضايا عن كل سورية.
في الجامعة العربية اليوم أمس ، مشهد اختصر الأزمة العربية، مع العنتريات المُسيّرة بأهواء ملكية، لا حقائق واقعية. فأضافوا إلى البيانات بياناً. وأبشر بطول سلامة يا مربع.
أما لبنان فوقف بدبلوماسية وطنية قدّم وحدة اللبنانيين على ما زعم وحدة المجتمعين، فسجّل لوزير الخارجية جبران باسيل موقف وطني لم ينصع لأهواء الموتورين.
«ام تي في»
بعد الإدانة الخارجية لإيران، إدانة عربية. فقبل انقضاء أربع وعشرين ساعة على اجتماع مجلس التعاون الخليجي، اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وقرّروا بالإجماع دعم موقف السعودية تجاه إيران، وإدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.
الموقف العربي الجامع، يؤكّد أنّ ثمّة دينامية عربية جديدة في التعاطي مع التحديات الإقليمية المطروحة، ومع السياسة الإيرانية في المنطقة.
محليّاً، الأسبوع الطالع يبدأ غداً اليوم بحوارين في عين التينة، الأول قبل الظهر ويشمل أركان طاولة الحوار، والثاني مسائي ويقتصر على «حزب الله» وتيار «المستقبل» وحركة «أمل». الحواران مهمّان في توقيتهما، لكن نتائجهما محدّدة سلفاً، ففي ظل الاحتدام السياسي محلياً والاشتباك الدبلوماسي والميداني اقليمياً، لا يمكن للحوارين تحقيق أي خرق ولا سيّما في الملف الرئاسي، علماً أنّ حركة الاتصالات بين الرابية ومعراب أصبحت المتحكّم الأول في اللعبة الرئاسية.
«او تي في»
الردّ السعودي على الاتفاق النووي الإيراني – الغربي- الأميركي، كان بما سُمّي «عاصفة الحزم». والردّ السعودي على انفراط عقد المعارضة السورية – بعد استدعائها إلى الرياض الشهر الماضي – استدعى تشكيل ما يُسمّى بالتحالف الإسلامي، الذي هو بالحقيقة تحالف سنّي ضدّ إيران.
اليوم، وبعدما تأكّدت السعودية من تبدّد «عاصفة الحزم» في اليمن، وانقلاب الموقف في سورية، وتغيّر المشهد في العراق، وانفراط التسوية في لبنان، بعد هذا كلّه، رفعت السقف ضدّ طهران، وصعّدت ضدّ «حزب الله»، وكبّرت الحجر لجرّ طهران إلى التفاوض، من موقع القوي المدعوم عربياً وإسلامياً، عشيّة دخول الاتفاق النووي حيّز التطبيق الذي سينقل إيران من وضعية الدفاع إلى الهجوم، وينقل الرياض من الهجوم إلى الاستقواء إلى الانكفاء.
مجلس وزراء الخارجية العرب اتّخذ قرارات أكبر من الأحداث. فإيران، وعلى لسان رئيسها الشيخ حسن روحاني، استنكرت التعرّض للسفارة السعودية وعزلت مسؤولاً إيرانياً رفيعاً، وهي لم تردّ على إعدام الشيخ النمر ولا على الموت الغامض وغير المبرّر للمئات من حجّاجها في منى، ولا على تفجير سفارتها في بيروت منذ عامين.
أمّا لبنان، فاختار الوحدة الوطنية قبل التضامن العربي. فأعلن وزير خارجيته جبران باسيل أنّ قرارنا هو الابتعاد عن المشاكل وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية لأيّة دولة.
وفي الداخل، ثلاث محطات وثلاثة مطالب. المحطات هي حوار «حزب الله»- «المستقبل» الذي أعلن فؤاد السنيورة عدم التخلّي عنه، وحوار عين التينة بنسخته الموسّعة، واجتماع مجلس الوزراء. أمّا المطالب فمرتبطة بالحكومة حصراً، وتشكّل معالجتها منطلقاً للحل، وهي: أوّلاً، معالجة الارتكابات التي لحقت بالمؤسسة العسكرية. ثانياً، الاتفاق على آلية العمل الحكومي. وثالثاً، التوافق على الملفات الرئيسية والمواقف الأساسية.
«ال بي سي»
العرب يُدينون إيران، لكن لبنان يتمايز حفاظاً على وحدته الداخلية. تلك هي خلاصة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، لكن انشغال اللبنانيين في مكان آخر.
الانشغال الأول، ملف النفايات الذي بدأ يتحوّل إلى لغز مع اختزال المعالجة بشركة واحدة لا شركتين، بحيث تبخّرت الشركة الهولندية. في غضون ذلك يبدو أنّ اللغز يتمدّد ليطاول البلد الذي ستُرحّل إليه النفايات، فبعد أن أُشيع أنّ الوجهة ستكون سيراليون جاء نفي لذلك، فيما تحدّثت معلومات في عاصمة سيراليون عن تحقيقات فتحت في ذلك البلد الأفريقي لمعرفة مصدر هذه الأخبار التي يبدو أنّها تفتقد الدقة. ما يطرح السؤال مجدّداً: إلى أين ستُرحّل تلك النفايات؟.
هذا اللغز، الذي يزداد غموضاً، يُتوقع له أن يكون نجم طاولتين، طاولة الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل»، وطاولة الحوار العادية، بالإضافة إلى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.
«الجديد»
قد يسقيك المرّ في اللعبة السياسية الداخلية، لكنه على طاولات القرار العربية والدولية وزير من رتبة رجل الموقف. فجبران باسيل اخترق الإجماع العربي اليوم أمس ، ووحيداً وقف يسجل اعتراضاً على بيان كان سيُدين «حزب الله» بالإرهاب.
يُدرك وزير الخارجية أنّه يقول كلامه هذا في بحر تكتلات عربية ضاغطة، وأنّ أي موقف سيُبديه قد يكلّفنا تسديدة عربية لا تحمد عقباها. لكنه فعل واعترض وطلب حذف العبارات، ولاقى تفهّماً على ما أقدم عليه.
دبلوماسية القرار المعترض أصبحت من العملة النادرة على زمن تقرّر فيه الجامعة العربية فتح أبوابها غبّ الطلب. قضايا يُنظر بها على وجه السرعة، ودول تُدمّر بهدوء نبيل، وصمت عربي سبق وغفل عن ضياع فلسطين. من هنا يصبح جبران باسيل بطلاً بين مجموعة ترفع اليد وأشياء أخرى. حتى العراقي الذي اعترض في الغرف الداخلية، سارع إلى التأييد والالتحاق بالإجماع العربي.
هذا الإجماع توصّل إلى دعم السعودية وإدانة إيران. ومع تأكيد لبنان على تضامنه مع السعودية حِيال رفض التعرّض للسفارات والبعثات الدبلوماسية، فإنّ باسيل أعلن النأي بالنفس في القضايا الأخرى والاشتباك الإيراني – السعودي، حيث امتنع عن التصويت من دون تعطيل الإجماع العربي.
ولإيران موقفها من اجتماع القاهرة، أبلغته اليوم أمس إلى المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، وأعلن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أنّ طهران لن تسمح للرياض بعرقلة جهود السلام المتعلّقة بسورية، واصفاً سياسة المملكة بأنّها مثيرة للتوتر في المنطقة.
على جبهة التوتر اللبناني، فإنّ الحوار بفرعيه الصباحي والمسائي غداً اليوم ، من شأنه لمّ الشمل وإن على طريقة التكاذب. فالمتحاورن على اختلاف تنوّعهم كانوا على جبهات المحاور السياسية، وأطلقوا ذخيرة من الرصاص السياسي الحي التي كانت تكفي لدفن الحوار بما حمل، لكنهم يناورون على اللبنانين باجتماعاتهم غداً اليوم ، كما ناوروا بخلافاتهم بالأمس.
والحرب بالمناروات مستمرة، لكن أبلغها تلك التي يتربّع عليها الدكتور سمير جعجع في ورقة ترشيح العماد ميشال عون، وقالت مصادر «القوات» إنّ الطرح جدّي إنّما سيحتاج إلى بعض الوقت لبلورة إخراجه قبل إعلانه، على أن يكون مسبوقاً بسحب ترشيح جعجع.
وإلى أن يقبض على قرار «ابو طلحة» السياسي في معراب، فإنّ الإنجازات الأمنية ما تزال أصدق إنباءً من الاستعراض الرئاسي. وأبرز ما سُجّل في الساعات الماضية تمثّل بقبض فرع المعلومات على «أبو طلحة» الإرهابي، أحد عناصر خلية تفجيري برج البراجنة.