لمناسبة يوم الطفولة…

ماريبل حداد

«تفيق الصبح بيوم من ابرد الايام على الاطلاق… ومو قدران تحس بشي غير البرد… بتقوم لتعمل كاسة النيسكافيه تبع الصبح، بالصدفة، بتضرب عينك ع الرزنامة… بتلاقي مكتوب «يوم الطفولة العالمي»… بتوقف لحظة… بتطلع من الشباك بتلاقي «أطفال» من يلي لسا قدرانين يروحوا ع المدرسة… جابرينون يقفوا بالبرد لحتى يقولوا «امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة …». بيخلصوا.. وبيدخلوا ع صفوفن يلي فيا دفاية مازوت، بس مافيا مازوت.. ومافيا ضو الا الشاحن يلي عم ينوس.. مافيا الا شبابيك.. واحد مكسور برصاصة طايشة.. وواحد اجت عليه شظايا، بهداك اليوم يلي الولاد كانوا بالباحة عم يلعبوا ونزلت قذيفة جمب المدرسة، وصار الكل يعيط ويقول دخلوا ونزلوا راسكون.. نفس «الاطفال» يلي شافوا رفقاتون عم يموتوا بالمدرسة والدم بالارض والناس عم تصرخ وتبكي، يوم التفجير وقتا ام وحدة من هالاطفال، عرفت انو بنتا «الطفلة» ماتت بالتفجير وقت شافت شنتايتا وكتب مكتوب عليا اسما.. هدول «الاطفال» نفسون.. يلي كانوا عم يدرسوا للفحص قبل بيوم ع ضو الشاحن.. ليقدموا فحص بمكان مو مدفى.. نفسون يلي وقتا كانوا عم يحلوا اسئلة الفحص، ايديهن الصغار ما كانوا عم يتحركوا من كتر البرد.. ولما يعدي عيد.. و تسأل «هالاطفال» شو بدكن هدية؟ بقلولك بدي مسدسين صغار ودوشكا كبير وفرد لحتى نلعب سوا لعبة «الحرب».. هدول «الاطفال» نفسون، بحصة الرسم بيرسموا دبابة وجمبا علم.. نفسون يلي بس يطلع صوت قوي، بطلعوا فيك وبقلولك «ما تخاف هاد مدفعنا» .. ووقتا يسمعوا الكبار عم يحكوا اذا الصوت هاون، بقلولك «لا هي جرة مو هاون لانو الها صدى»… «هي مو رشاش هي دوشكا..».

هدول «الاطفال» نفسون.. يلي مبارح بالليل ما قدروا يناموا من البرد.. ومن اسبوع ما قدروا يناموا من صوات القذايف..

نفسون يلي بيبكوا من الخوف من فكرة داعش، وصار معن حالات مرضية من الخطف والتعذيب والحكي يلي بشوفوا ع الاخبار وبيسمعوا من العالم..

هدول «الاطفال» نفسون يلي لما يقلولن اهلون، ممنوع تنزلوا تلعبوا بالحارة.. بيبكوا لأنو ما في مكان يلعبوا فيه..

نفسون يلي لما طلبوا من اهلون شنتاية عليا افلام كرتون، اهلن ما قدروا يجيبوها.. ما فهموا ليش.. انقهروا واخدوا بدالا شنتاية زرقا مكتوب عليا يونيسف.. نفسون يلي لما نزل تلج ونزلوا سوا يلعبوا بالتلج.. لما خلصوا لعب، مرضوا وضلت تيابون منداية وباردة لأنو ما في شي يدفيهون او ينشف المي من ع تيابون.. هدول «الاطفال» نفسون يلي كل يومين بودعوا رفيق الهن، مسافر لمكان بعيد.. نفسون يلي شافوا اهلون عم يبكوا لانو قرايبون مات بشظية.. وجارهن مات بقناص.. ورفقاتون راح بيتون بالصاروخ يلي نزل من كام يوم.. وصديقتن غرقت بالبحر.. وعيلة بيعرفوها انخطفت ع الطريق.. هدول «الاطفال» نفسون يلي بحطوا حجار فوق بعضا وبيتعربشوا ليرفعوا قاطع الامبير اذا ما في عصاية.. هدول «الاطفال» نفسون يلي بتشوفن بعز الصيف تحت الشمس، وبعز الشتا تحت المطر، عم ينتعوا بيدونات وبيمشوا فيا ويطلعوا دراج.. كرمال يقدروا يتحمموا ويغسلوا.. نفسون يلي صار معن تسمم لأنو كانوا عطشانين وما كان في مي نضيفة يشربوها.. نفسون يلي بوقفوا ع دور الخبز من الساعة سبعة الصبح.. ومع كل هاد.. بتلاقيون عم يضحكوا.. «اطفال» حلب.. رغم كل ملامح «الطفولة» يلي انسرقت منون ع بكير وما حدا مهتم.. هنن «ابطال» العالم.. و«امل» العالم.. و«سلام» العالم.. بتسأل حالك.. اش رح يحس «الطفل» اليوم لما يلاقي مكتوب «يوم الطفولة العالمي»؟.. رح يحس بالبرد..

ووقتا بتشق هالورقة من الرزنامة…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى