باحث أميركي يدعو البيت الأبيض لاعتماد مقاربة التقسيم في سورية
كتب الباحث الأميركي «Michael O Hanlon» مقالة شدد فيها على أن «سياسة تقليل الدور الأميركي في سورية ومحاولة احتواء الأزمة هناك اصبحت تشكل جزءًا من المشكلة، وأن سياسة الاحتواء في سورية، أثبتت فشلها. واشار في هذا السياق إلى وجود جماعات تابعة لـ«داعش» في ثماني دول على الاقل، اضافة إلى عدد الوفيات والمشردين جراء الازمة. كما تحدث عن خطر وقوع هجوم في أميركا على غرار هجمات باريس، والتحديات التي يواجهها حلفاء أميركا الاساسيون في المنطقة، مثل تركيا والاردن والعراق.
وبينما اعتبر الكاتب ان الرئيس اوباما محق في رفضه إرسال أعداد كبيرة من القوات إلى سورية، رأى في الوقت نفسه ان تصوير اوباما للتدخل على انه اما المقاربة التي يعتمدها حالياً او تدخل عسكري أميركي واسع، رأى ان هذا التصور في غير محله.
وتحدث الكاتب عن خطوات ثلاث يجب ان تقوم بها واشنطن للتقريب بين الوسائل والغايات:
وفي ما يخص الخطوة الاولى اكد الكاتب على ضرورة تقوية «المعارضة المعتدلة» وتعزيز الدعم لها، ولفت إلى ان ذلك يتطلب على الأرجح إرسال ما بين خمسمئة والف مستشار أميركي لينتشروا في مناطق سورية يتم اختيارها بتأنٍ. وبينما قال انه لا يحبذ مناطق الحظر الجوي التي قد تؤدي إلى نزاع مع روسيا، أشار الكاتب إلى انه يمكن استهداف الطائرات الحربية السورية التي تهاجم المدنيين و«الميليشيات المعتدلة» في المكان والتوقيت المناسبين، على حد زعمه.
وقال الكاتب إن الرؤية السياسية لسورية المستقبلية يجب ان تتمحور حول نظام الكونفدرالية، وبالتالي تحدث عن ضرورة تشجيع أطراف محادثات السلام على اعتبار هذا النظام هو الأكثر وعداً لاستقرار البلاد. وزعم ان الدولة القوية والموحدة لم تعد ممكنة، اقله في المستقبل المنظور، متحدثاً عن عمق العداوات وانعدام الثقة.
على ضوء ذلك قال الكاتب ان الحل الوحيد يبدو انه التسوية التي «تسمح للاسد بان يحكم بعض انحاء سورية» مثل المناطق العلوية والمسيحية بينما يتم إنشاء شكل من اشكال الحكم الذاتي للجماعات الأخرى. وتحدث عن حماية حقوق الاقليات في هذه المناطق وعن مساعدة من يريد منهم الانتقال إلى مناطق اخرى قد يعتبرونها اكثر أمناً. كذلك اكد على ضرورة هزيمة «داعش» و«النصرة» وعدم السماح بان يكون لهم مناطق يسيطرون عليها، لكنه اضاف بالوقت نفسه ان الغرب يجب الَّا يقدم أية مساعدة اقتصادية للمناطق العلوية – المسيحية الدويلة المفترضة حتى يتنحّى الاسد.
وتحدث الكاتب كذلك عن ضرورة نشر قوات دولية لحفظ السلام من اجل ضمان تطبيق اي اتفاق ممكن، ربما في عام 2017 او 2018 عندما تجري الولايات المتحدة التغييرات المطلوبة في مقاربتها. تغييرات مطلوبة من منظار الكاتب وقال ان مثل هذا الاتفاق يجب ان يشمل جزءًا من المدن السورية الكبرى مثل حلب وحمص وحماة تكون ضمن منطقة سنية عربية. واعتبر انه يمكن التوصل إلى هذه النتيجة في حال تحسن ميزان القوى لصالح المعارضة مع مرور الوقت.
وفي الختام قال الكاتب انه وبينما يتبين بأن أي وقف لاطلاق النار في سورية سيكون قصير الامد، فإن على واشنطن التخلي عن اوهامها بان لديها سياسة سورية جادة وبان المقاربة الحالية باحتواء الازمة قابلة للاستمرار. واعتبر ان هذه المقاربة تضع حلفاء أميركا وأمنها امام مخاطر استراتيجية، مضيفاً ان هذه المخاطر تزداد يوماً بعد يوم. وعليه فقد حان وقت العمل الجاد حيال سورية، مشيراً إلى انه فات الاوان ليحل اوباما هذه المشكلة خلال فترة رئاسته، لكنه لم يفت الاوان لبدء عملية الحل.
تضاؤل التفوق العسكري الأميركي
مركز الأمن الأميركي الجديد نشر تقريراً حمل عنوان «حالة التأهب القصوى: التهديد الصاعد لحاملات الطائرات الأميركية»، والذي حذر من ان التفوق الأميركي في مجال حاملات الطائرات قد يكون اوشك على الانتهاء. وأضاف التقرير انه وخلال الاعوام الاخيرة، فان عدداً من الدول مثل الصين وروسيا وايران قد كثفت استثماراتها في مجال أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للسفن الحربية، وكذلك الغواصات وحاملات الطائرات. وتوقع التقرير ان تنتشر هذه القدرات اكثر خلال الاعوام المقبلة، ما يفرض قيودا اكبر من اي وقت مضى على عمليات حاملات الطائرات الأميركية.
وقال التقرير إن تطوير هذه القدرات لدى الدول الاخرى مثل الصين و روسيا و ايران سيضع الولايات المتحدة امام خيارين: اما ان تعمل حاملات طائراتها عن بعد، او أن تحمل مخاطر كبيرة في الارواح والمال.
وبينما اشار التقرير إلى ان آثار هذا التطور ستظهر في اماكن مختلفة، لفت إلى ان التهديد الاكبر هو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حيث تلعب حاملات الطائرات دوراً بارزاً، اذ قال ان تركيز بكين على الصواريخ البعيدة المدى المضادة للسفن يجعلها التهديد الصاعد.